جاكسون هينكل المتحمس لـ"انتصارات المقاومة" يثير الجدل بمشاركته في تشييع حسن نصرالله

ناشطون: هينكل يلعب على مشاعر العرب لكسب المشاهدات والملايين من الدولارات.
الجمعة 2025/02/21
دعاية مبالغ فيها

الناشط السياسي الأميركي جاكسون هينكل يحتل مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بعد تداول صوره في بيروت يستعد للمشاركة بتشييع حسن نصرالله باعتباره من أشهر أنصار "المقاومة" الغربيين ولفرط حماسه يثير الشكوك بشأن أهدافه.

بيروت - لا تختلف سردية الناشط السياسي الأميركي جاكسون هينكل كثيرا عن سردية حزب الله اللبناني وحماس حيث يعد من أبرز المدافعين الغربيين عنهما والمتحمسين بشدة لـ”المقاومة” إلى درجة أن حتى أتباعهما شككوا في هذا الدفاع وتفاجؤوا عند الإعلان عن حضوره تشييع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله في بيروت.

وأثار ظهور الناشط الأميركي في بيروت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ استغل الموالون لحزب الله هذه المناسبة للتهليل والدعاية والحديث عن أهمية هينكل ومصداقيته وتداول صوره إلى جانب صور نصرالله ولقاء مقتضب أجراه مع قناة المسيرة الحوثية تحدث فيه عن حزنه الشديد لمقتل “الشهيد” حسن نصرالله، واحتفى أنصار حزب الله بالناشط الأميركي، دون أن ينسوا استغلال الزيارة لتوجيه أسهمهم تجاه المعارضين في لبنان والرافضين للحرب التي تم جر البلاد إليها.

وجاء في تغريدة مهللة:

MirzadehMaryam@

وهينكل مقدم برنامج “الغوص مع جاكسون هينكل” على يوتيوب ويلقى اسمه رواجا وانتشارا بين أنصار محور المقاومة على منصة إكس في الأشهر التي تلت الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

وجذبت آراؤه الداعمة للقضية الفلسطينية جمهورا كبيرا من الشرق الأوسط، خاصة مع تكرار حديثه عن السياسات الإسرائيلية وإيضاحه كيفية تعامل السياسة الأميركية مع الشرق الأوسط.

وللمفارقة فهو سياسي محافظ يميل إلى الحزب الجمهوري الأميركي، فهو يدعم آراء الرئيس دونالد ترامب (أكبر الداعمين لإسرائيل)، خاصة ما أطلقه في حملته الانتخابية للعام 2016 عندما رفع شعار “استعادة عظمة أميركا”.

ويؤمن هينكل بنظرية المؤامرة التي راجت بشأن جائحة كورونا (كوفيد - 19)، ويعتقد أن الدعاية الإعلامية الأميركية لا تعبر عن الحقيقة، بل تعبر عن الزيف وتدافع عنه، وهو ما يجعله يتمسك بالجانب الآخر المضاد للرواية الأميركية.

فإلى جانب روسيا احتفى بأخبار إيران وحزب الله والرئيس السوري السابق بشار الأسد، ويرى أن إسرائيل امتداد للسياسة الأميركية في المنطقة، وربما كان موقفه من نظام الأسد أحد أكبر أسباب استياء المتابعين من الشرق الأوسط، إذ وصفه في إحدى تغريداته بـ”البطل”.

وفي لقاء مع أحد البرامج المذاعة على الإنترنت عبّر عن رأيه بشكل أكثر تفصيلا، إذ اعتبره بطلا في مواجهة النظام الأميركي الذي يعمل على خلخلة الشرق الأوسط.

ويعتبر أن سوريا هي “الدولة الوحيدة” (قبل سقوط الأسد) في المنطقة “التي تتبع النظام الروسي ولديها علاقات جيدة مع إيران، وهو ما يهدد المصالح الأميركية بالمنطقة ومصالح حلفاء الولايات المتحدة كذلك.”

ويعتبر الكثيرون أن هينكل استغل مشاعر الشعوب العربية وعواطفهم تجاه ما يحدث في غزة لحصد المشاهدات التي جنى من ورائها ثروةً بالملايين من الدولارات، خصوصا أن تأييده لوكلاء إيران في المنطقة يأتي بطريقة مبالغ فيها وبأسلوب دعائي أكثر منه واقعيا ومنطقيا ما يثير الشكوك بشأن أهدافه الحقيقية.

وجاء في تعليق:

loquacious_lb@

وقال آخر:

MhrS4569@

وكتبت ناشطة محذرة من الانجرار وراءه:

SarahHIbrahiim@

وسخر آخرون من موجة المحتفين به:

TarekCMN@

وغرد آخر:

F023X@

وولد الناشط جاكسون هينكل في سبتمبر 1999 بولاية كاليفورنيا وفي عام 2018 بدأ العمل على زيادة الوعي بخطر التغير المناخي وتأثيراته على حياة البشر، وما لبث أن تحول اهتمامه إلى المجال الصحفي بإجراء مقابلات عن الشأن العام.

مع بداية عام 2020 بدأ هينكل النشر على منصة يوتيوب، وأطلق برنامجا سماه “الغوص مع جاكسون هينكل”، يجري من خلاله لقاءات مع ضيوف مختلفين للحديث عن موضوعات عامة في الحياة الأميركية والشأن الدولي.

وبدأ البرنامج في التركيز على التعليق السياسي عقب الحرب الروسية على أوكرانيا، واكتسب هينكل شهرة واسعة بصفته أحد أهم المؤثرين الداعمين للجانب الروسي على عكس التوجه الإعلامي السائد في الولايات المتحدة. ومن حينها لم تتوقف شهرته عن التصاعد، خاصة بعد حظر حساباته على منصات عدة، منها يوتيوب وواتساب وتويتش، وأيضا عقب زيارته العاصمة الروسية موسكو.

◙ أنصار حزب الله احتفوا بالناشط الأميركي دون أن ينسوا استغلال الزيارة لتوجيه أسهمهم تجاه المعارضين في لبنان والرافضين للحرب التي تم جر البلاد إليها

بدأت سلسلة كتابة جاكسون هينكل عن قطاع غزة مع الساعات الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى، ففي صباح 7 أكتوبر 2023 نشر تغريدة متهكما على الحكومة الأميركية قال فيها “20 سنة من الحرب في أفغانستان وانتصرت حركة طالبان، و12 سنة من الحرب في سوريا وانتصر الأسد، وعقود من الدعم العسكري في أوكرانيا وانتصرت روسيا، وبعد 62 سنة من دعم إسرائيل تزلزلهم حماس.. الإمبراطورية الأميركية تنهار.”

ولعل من أهم التغريدات التي نشرها جاكسون منذ بداية الحرب على غزة التغريدة التي نشر فيها 3 فيديوهات لسقوط قذيفتين صاروخيتين، الأولى من صنع كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والأخرى من القوات الإسرائيلية، وهي القذيفة التي سقطت على المستشفى الأهلي المعمداني يوم 17 أكتوبر الماضي، وذلك بعد موجة من التقارير الإعلامية التي ذكرت بأن القصف جاء من كتائب القسام وليس من القوات الإسرائيلية، وانتشرت التغريدة كالنار في الهشيم.

ومنذ تلك اللحظة أصبح جاكسون في العيون العربية أحد أهم المؤثرين الأميركيين المدافعين بشراسة عن الرواية الفلسطينية في مواجهة الدعاية الأميركية، خاصة مع حالة التناقض الشديد في التغطية الإعلامية بين الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب على غزة.

واعتمد على حسابه في منصة إكس ومنصة رامبل للبث المباشر لترويج أفكاره، فقد أغلقت حساباته الأخرى بتهمة نشره أخبارا غير صحيحة، ويرى جاكسون أن ذلك حدث لأن منصات التواصل الاجتماعي تتبع أجندة القادة السياسيين في الولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا:

          • تشييع حسن نصرالله: حزب الله يسعى لاستنهاض شعبيته

5