أيرباص تحاول تخطي عقبات التأخير في تسليم طلبيات الطائرات
تولوز (فرنسا) - أقرت أيرباص الخميس بتعرضها لضغوط إنتاجية قصيرة الأجل، وأكدت تأخير تسليم طائرة الشحن أي 350 مع توقع زيادة بنسبة 7 في المئة في التسليمات إلى حوالي 820 طائرة هذا العام، والاستمرار في تنظيف مشاريع الفضاء والدفاع المتعثرة.
وتحملت أكبر مجموعة طيران في أوروبا رسوما جديدة بقيمة 300 مليون يورو (312.84 مليون دولار) لأعمالها الفضائية المتعثرة، في حين سلطت الضوء على المخاطر المحتملة للمستقبل طويل الأجل لطائرات النقل العسكرية أي 400 أم التي تشهد مبيعات بطيئة.
وأعلنت أيرباص عن دخل تشغيلي معدل بلغ 5.35 مليار يورو لعام 2024، بانخفاض 8 في المئة، وبما يتماشى مع التوقعات، بما في ذلك 2.56 مليار يورو في الربع الرابع من 2024، حيث تكافح مع العقبات المستمرة في سلاسل التوريد الخاصة بها.
وارتفعت الإيرادات السنوية بنسبة 6 في المئة إلى 69.23 مليار يورو، منها 24.72 مليار يورو تم توليدها خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وكان المحللون يتوقعون في المتوسط تحقيق أرباح تشغيلية أساسية في الربع الرابع بقيمة 2.6 مليار يورو على مبيعات بقيمة 24.68 مليار يورو، وفقا لمسح أجرته الشركة.
وانخفضت أسهم أيرباص بنحو 3 في المئة في التعاملات المبكرة الخميس بعد أن سجلت مستويات قياسية مرتفعة في اليوم السابق، إذ أشار المحللون إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك الأضعف من المتوقع والتي تأثرت بتكاليف الفضاء.
وكانت الشركة، التي سلّمت 766 طائرة العام الماضي، بما يتماشى تقريبا مع هدفها، تواجه تأخيرات صناعية بسبب مشاكل في سلسلة توريد الطيران والفضاء، والتي أعاقت أيضا تعافي منافستها الأميركية المتعثرة بوينغ.
وقال الرئيس التنفيذي لأيرباص غيوم فوري للمحللين خلال مكالمة الأرباح إن “تحديات سلسلة التوريد المحددة، ولاسيما مع سبيريت أيروسيستمز، تضع حاليًا ضغوطًا على زيادة إنتاج كل من أي 350 وأي 220.”
ومع ذلك، حافظت شركة صناعة الطائرات على جميع أهداف الإنتاج متوسطة الأجل. وقال محللو شركة آر.بي.سي إنه “يجب أن تكون الثقة في معدلات الإنتاج المستقبلية للبرامج التجارية أعلى تدريجيًا.”
وأرجأت أيرباص إصدارا جديدا للشحن من طائرتها ذات الجسم العريض أي 350 بنحو عام إلى النصف الثاني من عام 2027، مؤكدة تأخير التطوير الذي أبلغت عنه رويترز سابقا.
وتتوقع الشركة ارتفاعا في الدخل التشغيلي المعدل إلى 7 مليارات يورو هذا العام، باستثناء أيّ تأثير من التعريفات التجارية المهددة، ولكن بما في ذلك دمج سبيريت، في إشارة إلى أن الصفقة النهائية لاستيعاب المصانع المرتبطة بأيرباص قريبة.
ومن المحتمل أن تستحوذ المجموعة التي تتخذ من فرنسا مقرا لها على مصنعين لشركة سبيريت يوفران أجزاء هيكلية مركبة لطرازي أي 350 وأي 220. وقد تستحوذ أيضًا على مصنع أصغر في أسكتلندا إذا لم يتم العثور على مشتر بديل.
أيرباص تتوقع ارتفاعا في الدخل التشغيلي المعدل إلى 7 مليارات يورو هذا العام، باستثناء أيّ تأثير من التعريفات التجارية المهددة
وقالت أيرباص إن الصفقة سيكون لها تأثير “محايد على نطاق واسع” على مستوى الدخل التشغيلي وستثقل كاهل التدفق النقدي الحر بما يصل إلى “ثلاثة أرقام متوسطة” من ملايين اليوروهات.
وأبلغت الشركة عن 4.46 مليار يورو من التدفق النقدي الحر في عام 2024 وتوقعت حوالي 4.5 مليار يورو في عام 2025.
وفي الفضاء، ترفع الرسوم الأخيرة إلى ما يقرب من ملياري يورو المبلغ المخصص في عامين لمشاريع الأقمار الصناعية الخاسرة، والتي ربطتها مصادر الصناعة بشكل أساسي ببرنامج ون ستار للأقمار الصناعية القابلة لإعادة البرمجة.
وحفزت مثل هذه الخسائر محادثات لإنشاء مشروع جديد يجمع أنشطة أقمار أيرباص الصناعية مع أنشطة شركة تاليس ألينيا سبيس لمواجهة النمو الجامح لمشروع ستارلينك التابع لإيلون ماسك، رغم التحذيرات من أن هذا قد يستغرق بعض الوقت.
كما أعلنت أيرباص عن رسوم جديدة بقيمة 121 مليون يورو لطراز أي 400 أم، التي تضررت بسبب التأخير المزمن وإلغاء الطلبات الجزئية من قبل الدول الأوروبية التي أطلقتها وتباطؤ الصادرات.
وأكدت الشركة أنها تقيم التأثير المحتمل لعدم اليقين بشأن الطلبات على مستويات التصنيع المستقبلية.
وتم تشغيل طائرة أي 400 أم، التي تعمل بمحركات توربينية هي الأكبر في الغرب، في 2003 لمنح أوروبا قدرة نقل جوي مستقلة، بدلاً من الاعتماد على طائرة لوكهيد مارتن سي 130 التي بنتها الولايات المتحدة أو طائرة بوينغ سي 17 التي خرجت من الإنتاج.
وتقول مصادر في الصناعة إن لدى أيرباص ما يكفي من الطلبيات لمواصلة تجميع هذه الطائرة لمدة ثلاث سنوات تقريبا.
ولكن هذا الوقت ينفد أمام الطائرة العسكرية الأوروبية ما لم تحدث زيادة في الطلبيات الجديدة أو التراجع عن تخفيضات الميزانية مع مراجعة أوروبا للإنفاق الدفاعي تحت ضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
