ترامب ينتقد زيلينسكي لعدم حضوره قمة السعودية ويدعو لانتخابات بأوكرانيا

واشنطن – شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء جولة ثانية من الانتقادات لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال إنه كان بمقدوره الحضور لإجراء محادثات مع روسيا في السعودية لو أراد ذلك، متهما إياه ببدء الحرب مع موسكو، كما اعتبر أن الوقت قد حان لإجراء انتخابات في أوكرانيا.
وأتى هذا الاتهام الجديد لزيلينسكي من جانب ترامب الذي يدرس عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل ساعات قليلة من الاجتماع المقرر في كييف بين مبعوثه كيث كيلوغ والرئيس الأوكراني، في سياق متوتر للغاية.
ووصف ترامب، في كلمة له بقمة نظمها معهد مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية، في ميامي الأميركية، زيلينسكي بأنه "رئيس كوميدي" أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار لخوض حرب لا يمكن الفوز بها.
وقال إنه طالب باتفاقية بشأن المعادن الثمينة مقابل هذه الأموال، حيث أرسل في وقت سابق وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إلى كييف، لكنه لم يوقع على الاتفاق المعروض أمام زيلينسكي.
واتهم ترامب، زيلنيسكي والرئيس الأميركي السابق جو بايدن بأنهما السبب وراء اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية واستمرارها.
وأضاف "أحب أوكرانيا، لكن زيلينسكي قام بعمل فظيع، وبلده مدمر، ومات الملايين بلا داع". مردفا "لا يمكنكم إنهاء الحرب إذا لم تتحدث إلى الجانبين، ولم يتحدثا منذ 3 سنوات".
وشكر ترامب السعودية على استضافة المفاوضات الأميركية الروسية في الرياض، وقال إنه يعتقد أن المفاوضات مع روسيا ستجلب السلام.
والثلاثاء، استضافت الرياض مباحثات أميركية - روسية بهدف تحسين علاقة البلدين المتوترة منذ حرب أوكرانيا.
وضم الوفد الروسي المشارك في مباحثات الرياض وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف.
فيما ضم الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأشار ترامب في تصريحات على متن طائرته العائدة من فلوريدا إلى واشنطن إلى أن الانتخابات لم تنظم في أوكرانيا منذ فترة طويلة، مشددا بالقول "حان وقت الانتخابات، وحان الوقت أيضا لمعرفة ما حدث لكل الأموال (التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا)".
وانتهت ولاية الرئيس الأوكراني في مايو 2024، لكنّ أوكرانيا لم تنظم انتخابات بسبب الحرب والأحكام العرفية، بالإضافة إلى أن ملايين الأوكرانيين فروا إلى خارج البلاد فيما أصبحت 20 بالمئة من الأراضي خاضعة للاحتلال الروسي.
وقال ترامب إنه يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا قريبا، وحذر نظيره الأوكراني من أنه "من الأفضل له أن يتحرك بسرعة" للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية ضد بلاده، وإلا فإنه قد يخاطر بعدم امتلاك دولة ليحكمها.
كما قال ترامب "أعتقد أنّ الروس يريدون للحرب أن تنتهي... لكنّني أعتقد أنهم في موقع قوة إلى حدّ ما لأنّهم سيطروا على الكثير من الأراضي، لذا فإنّهم في موقع قوة".
وتأتي لهجة ترامب الحادة تجاه أوكرانيا في ظل تصاعد التوتر بين الرئيسين، وتزايد الخلافات بين واشنطن ومعظم الدول الأوروبية بشأن نهج ترامب في تسوية أكبر صراع تشهده القارة منذ الحرب العالمية الثانية.
وأثارت تصريحات ترامب القاسية بحق زيلينسكي انتقادات من الديمقراطيين وحتى من بعض الجمهوريين في الولايات المتحدة، حيث حظيت مقاومة أوكرانيا للحرب الروسية بدعم من الحزبين.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مساء الأربعاء عن "دعمه" للرئيس الأوكراني، حيث قال متحدث باسم داونينغ ستريت في بيان إنّ رئيس الوزراء العمّالي اتّصل بالرئيس الاوكراني و"عبّر عن دعمه له (...) بوصفه رئيسا ديموقراطيا انتخبته أوكرانيا".
ومن جانبه، أعلن زيلينسكي أنّه سيلتقي الموفد الأميركي كيث كيلوغ الخميس، مبديا أمله بعمل "بنّاء" مع الولايات المتحدة بعد هجمات متكررة تعرض لها على لسان نظيره الأميركي.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية الأربعاء "من المقرّر أن نلتقي الجنرال كيلوغ الخميس، ومن الأهمية بمكان بالنسبة إلينا أن يكون هذا الاجتماع وعملنا مع أميركا في شكل عام بنّاء".
وأضاف "معا، مع أميركا وأوروبا، يمكن تحقيق سلام يعوّل عليه، وذلك هو هدفنا. والأهمّ أنّ هذا ليس هدفنا فحسب، بل هدف مشترك مع شركائنا".
وأكد زيلينسكي أنّ "المستقبل ليس مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، بل مع السلام".
وشدّد على أنه "يعوّل على وحدة أوكرانيا" وكذلك على "وحدة أوروبا" و"براغماتية أميركا".
ولفت زيلينسكي الى أنّ بلاده أرادت نهاية لهذه الحرب منذ "اللحظة الأولى" التي غزت فيها روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وأنه يريد اتفاق سلام يضمن عدم شنّ موسكو هجوما آخر.
وقال "أنا واثق من أننا سننهي (الحرب) بسلام مستدام. وبذلك، لن تتمكن روسيا من دخول أوكرانيا مجددا، ويتحرر الأوكرانيون من الأسر الروسي ويصبح لاوكرانيا مستقبل. إنها رغبة طبيعية لدى كل أمة".
وعلى منصة إكس، أعلن زيلينسكي مساء الأربعاء أنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ومع السناتور الأميركي الجمهوري البارز ليندسي غراهام، حليف ترامب.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنّ ماكرون أبلغه بفحوى "نقاشات أجراها مؤخرا مع قادة دوليين" وشكر له دعمه.
أما في ما يتّصل بالمحادثة الهاتفية بينه وبين ليندسي غراهام، اعتبر زيلينسكي أنّ السناتور الأميركي "بنّاء" ويبذل "الكثير من الجهد لتقريب السلام".
وأضاف "نقدّر بشكل كبير دعم الكونغرس الأميركي بمجلسيه وحزبيه للشعب الأوكراني في معركته ضد العدوان الروسي".