إسرائيل ماضية في خطة ترامب بشأن غزة مراهنة على فشل الجهود العربية في طرح البديل

غزة- تمضي الحكومة اليمينية في إسرائيل قدما في تنفيذ مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير سكان غزة، متجاهلة الجهود العربية الجارية لبلورة تصور بديل.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل “المغادرة الطوعية” للغزيّين سيتم إنشاؤها، مع إبداء إسرائيل التزامها المقترح الأميركي.
وجاء في بيان للوزارة أن كاتس “أجرى اجتماعا الإثنين بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة، وقرر في نهايته إنشاء مديرية في وزارة الدفاع للمغادرة الطوعية لسكان غزة.”
وتعتبر إسرائيل أن الخطة الأميركية “ثورية” وأنها الحل المثالي للتخلص من الصداع الذي يمثله بالنسبة لها القطاع المدمر، في مقابل ذلك يرفض الفلسطينيون والدول العربية الخطة، معتبرين أنها تشكل تهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة.
◄ الحكومة الفلسطينية، تعلن أن خطة إعادة إعمار غزة تتكلف نحو 53 مليار دولار، وقد يمتد تنفيذها لعدة سنوات.
ومن المنتظر أن تنعقد الجمعة قمة في الرياض يحضرها قادة مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، للخروج بتصور واضح وشامل يعالج جميع المخاوف من دون تهجير الغزيين.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تراهن على فشل الجهود العربية، حيث أن هناك تباينات في المواقف حيال جملة من النقاط التي وإن بدت تفصيلية لكنها تكتسي أهمية كبيرة ومنها ضرورة تخلي حماس عن الحكم ونزع سلاح الفصائل.
وكان كاتس أمر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الحالي بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي “يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات.”
وجاء في البيان أن خطة أولية تم عرضها في الاجتماع الذي عقد الإثنين “تشمل مساعدة كبرى من شأنها أن تتيح لسكان غزة الراغبين بالهجرة الطوعية إلى بلد ثالث الحصول على حزمة شاملة تتضمن، من بين أمور أخرى، ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا وبرا.”
◄ وزير الدفاع الإسرائيلي يقرر إنشاء مديرية في وزارة الدفاع للمغادرة الطوعية لسكان غزة
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق على “التزامه خطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى”، كما تعهّد أنه بعد الحرب “لن تتولى لا حماس ولا السلطة الفلسطينية” الحكم في القطاع.
ويقضي مقترح ترامب الذي كرّره مرارا بـ”سيطرة” الولايات المتحدة على غزة ونقل فلسطينيين إلى بلدان مجاورة خصوصا مصر والأردن، من دون الخوض في أي تفاصيل، وقد أثار غضبا دوليا.
وأدى هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع في السابع من أكتوبر 2023، بمقتل 1211 شخصا، ويشمل الرهائن الذين قتِلوا أو توفوا بعد خطفهم واحتجازهم في غزة. وشنت إسرائيل حربا دامية على القطاع في ردها على الهجوم، أدى إلى مقتل 48284 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.
وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من ديسمبر، أو دُمّر ما يقرب من 69 بالمئة من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170,812 مبنى.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية، الثلاثاء، أن خطة إعادة إعمار غزة تتكلف نحو 53 مليار دولار، وقد يمتد تنفيذها لعدة سنوات.
ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن إعادة الإعمار قد لا تنجز قبل العام 2040.