سر الرقم 9 آلاف الجزائري

باحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش تميط اللثام عن دلالة استخدام وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان للرقم 9000.
الثلاثاء 2025/02/18
9000.. رقم عالمي

الجزائر - أماطت تصريحات باحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش اللثام عن دلالة استخدام وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان للرقم 9000 في حديثه عن محاولة تشويه بلاده من دول خارجية، وبدا واضحا أن الوزير اقتبسه من عدد المشاركين في قمة الإنترنت الكبرى في الرياض.

واهتم ناشطون في الأيام الماضية بالبحث عن سر الرقم 9000 الذي استخدمه الوزير الجزائري في مبالغة غير منطقية للحديث عن آلاف الصحافيين الذين نظموا حملة ممنهجة لتشويه صورة بلاده، بحسب زعمه.

وأصبح الوزير ترندا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الرقم 9000 الذي احتل أيضا مساحة في وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية وسط استهجان المتابعين.

وقالت باحثة هيومن رايتس ووتش في السعودية إن منظمي قمة الإنترنت الكبرى في الرياض التي جمعت أكثر من 9 آلاف مشارك بأنهم هددوا بطردها بعد أن أشارت إلى مدرس سعودي محتجز خلال الحدث، فيما يبدو أن هذا الرقم بات “عالميا” و”مكررا” يرتبط بالاتهامات ضد الدول.

ويبدو أن الرقم الذي أوردته هيومن رايتس ووتش في مداخلتها التي خصصتها لانتقاد السعودية، قد تم تطويعه من قبل الوزير الجزائري زيان في حديثه عن المؤامرة العالمية لتشويه صورة بلاده بعد أن التقطه من مناسبة المنتدى العالمي لحوكمة الإنترنت في الرياض خلال ديسمبر الماضي.

وجمع المنتدى أكثر من 9 آلاف مشارك من 170 دولة لاستكشاف “سياسات من أجل مستقبل رقمي آمن وشامل ومبتكر،” وفقا لوصف الأمم المتحدة.

البعض أجرى عمليات حسابية وخلصوا إلى أن الرقم إذا قسم على 193 دولة يعنى 46 صحافيا من كل دولة يختصون بمهاجمة الجزائر

وغالبا ما تستقطب مثل هذه المنتديات اعتراضات من قبل نشطاء يعتبرون أنها مناسبة للفت الانتباه نظرا إلى الحضور الواسع لها، حيث أعرب نشطاء عن استنكارهم من قرار الأمم المتحدة باستضافة منتدى إدارة الإنترنت في الرياض قبل المؤتمر، حيث يرون أن السعودية تستغل مثل هذه الأحداث لصرف الانتباه عن “انتهاكاتها الحقوقية وتقييدها حرية التعبير، وخاصة في المجال الرقمي.”

والتقط الوزير الجزائري هذه المداخلة لليّ عنقها وتحويل وجهتها نحو بلاده والاتهام باستهدافها رغم عدم منطقيتها، فحتى الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، التي تتعرض لانتقادات مستمرة، لا تواجه هذا العدد الهائل من الهجمات الإعلامية يوميًا فكيف لدولة مثل الجزائر، التي لا تحتل صدارة الأحداث الدولية، أن تكون في مرمى 9000 صحافي يوميًا؟

ونشرت وزارة الاتصال في حساباتها بالإعلام الاجتماعي كلاماً مثيراً للوزير مزيان في المحاضرة، التي ألقاها الأسبوع الماضي بالعاصمة، عن “دور وسائل الإعلام بوصفها أداة للتنمية في البلاد،” جاء فيها “سأقول لكم شيئاً خطيراً، هناك أكثر من 9 آلاف (صحافي) في جميع أنحاء العالم يعملون لتشويه صورة الجزائر… يتابعون الأحداث العالمية، وعندما تظهر صورة الجزائر، يسارعون إلى الهجوم عليها.”

ولم يقدم أيّ تفاصيل أخرى، مثل ذكر الدول التي يوجد فيها هؤلاء الصحافيون، وما إن كانوا مستقلين أم ينتمون إلى مؤسسات إعلامية.

وأجرى البعض عمليات حسابية وخلصوا إلى أن الرقم يقسم على 193 دولة يعنى 46 صحافيا من كل دولة يختصون بمهاجمة الجزائر.

وتداولت مواقع التواصل تصريحات الوزير وسط موجة من التعليقات التي وجهت النقد اللاذع للحكومة وممثليها ورأى الكثيرون أن المشكلة ليست في الصحافيين الأجانب، بل في أداء الإعلام الجزائري نفسه. وأكدوا أن المشكلة الحقيقية ليست في “الهجمات الإعلامية”، بل في ضعف الإعلام الوطني في تقديم صورة متماسكة عن الجزائر.

وسخرت ناشطة من نظرة إحدى المذيعات في قناة تلفزيونية عند قراءتها الخبر عن تصريحات مزيان، وقالت:

Rim Ramouch
رغم أنني لم أكن لأصدقه لكن بالنظر لتعابير وجه هذه الصحافية فالنظرية صحيحة.
جاري البحث عن 8999 آخرين.
وذكر ناشطون أن 9000 صحافي؟ هو رقم خيالي لا يوجد حتى في قوائم مراسلون بلا حدود! مشيرين إلى أن متلازمة الأرقام أصبحت وباء يعصف ببعض المسؤولين. كيف يمكن لوزير الاتصال أن يطلق مثل هذا الرقم دون أي دليل؟

وتداولت مواقع التواصل تصريحات الوزير وسط موجة من التعليقات التي وجهت النقد اللاذع للحكومة وممثليها ورأى الكثيرون أن المشكلة ليست في الصحافيين الأجانب، بل في أداء الإعلام الجزائري نفسه. وأكدوا أن المشكلة الحقيقية ليست في “الهجمات الإعلامية”، بل في ضعف الإعلام الوطني في تقديم صورة متماسكة عن الجزائر.

وكتب ناشط على فيسبوك معلقا على كلام الوزير:

في المقابل تبدو تصريحات جوي شيا، في هيومن رايتس ووتش، أنها متحاملة ولا تراعي طبيعة السعودية المحافظة والتي تلتزم بقيم لا تسمح بالانفلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا حالات الإساءة الشخصية وانتهاك الخصوصية والمس برموز المملكة الدينية والاجتماعية والسياسية وهي قيم متعارف عليها في الدول العربية.

وتجاهلت الباحثة شيا أنه تمت استضافتها في السعودية، إلاّ أنها كالت الاتهامات للمسؤولين السعوديين، رغم أن التحقيق معها تم بناء على شكوى رسمية بسبب نشاطها ضد الدولة التي استضافتها.

وظهر الرقم 9000 صحافي في مناسبة أخرى ربما تكون من بين الأسباب التي أوحت لوزير الاتصال باستخدامه أو ربما العكس تم استخدامه نقلا عن مزيان لتشويه صورة الحوثيين في اليمن، بحسب زعمهم وفق تغريدة لأحد عناصر الحوثي تدعي أنه تم الكشف عن تدريب 9000 صحافي ضمن برامج تمويل أميركية، لإنشاء ترندات وهاشتاغات تستهدف تشويه صورة الحوثيين، وجاء فيها:

وبدا الوزير الجزائري الذي يدير قطاع الإعلام في بلاده، أنه يريد منح بلاده شأنا كبيرا ومكانة متميزة تثير غيرة الدول الأخرى والصحافيين ليشكلوا لوبيّا في أنحاء العالم لمهاجمتها، لكن التضخيم والمبالغة أظهرا أن تصريحاته أثارت السخرية والانتقادات وبأن خطابه غير مسؤول وأشبه بتصريح صناعي وليس إعلاميا، وهو يشير إلى عجز المنظومة الإعلامية في بلاده عن إعطاء صورة إيجابية لها وفشلها في الترويج لسياسة متوازنة وعلاقات جيدة مع جيرانها والمجتمع الدولي ككل.

5