زيارة الشرع إلى الساحل السوري رسالة طمأنة للطائفة العلوية

اللاذقية (سوريا) - تحمل زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس، الأحد، دلالات عميقة، فلطالما عدت منطقة الساحل السوري حاضنة شعبية لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وتأتي زيارة الشرع إلى الساحل السوري بعد جولة أجراها السبت وشملت محافظتي إدلب وحلب، استمرت لساعات والتقى خلالها عددا من السكان والوجهاء واستمع إلى مطالبهم.
ولاقت زيارة الرئيس السوري للمحافظتين الساحليتين استقبالا شعبيا لافتا الأمر الذي يعكس استعداد القوى الحية والمجتمعية ومنها المنتمية إلى الطائفة العلوية للانخراط في التحول الجاري في سوريا.
ووصل الشرع إلى اللاذقية عصر الأحد، حيث استقبله الآلاف من السوريين قرب مدرسة “جول جمال”، والتقى بعدد من وجهاء المدينة، قبل أن يتوجّه إلى طرطوس المجاورة.
وبحسب وسائل إعلام قريبة من السلطة الانتقالية في سوريا، فإن الجولة تندرج في إطار سلسلة من الزيارات الميدانية التي تهدف إلى الاطلاع على الأوضاع المعيشية للسوريين، وتعزيز التواصل مع الأهالي في مختلف المناطق السورية.
في المقابل يرى مراقبون أن الزيارة إلى منطقة الساحل السوري تحمل أكثر من بعد، وهي رسالة طمأنة موجهة إلى الطائفة العلوية، لاسيما بعد التجاوزات التي حصلت بحق عدد من أبنائها خلال الفترة الماضية.
ويشير المراقبون إلى أن الشرع الذي أظهر براغماتية عالية، يريد التأكيد للعلويين أنهم جزء من النسيج المجتمعي السوري، وأنه لا نية لإقصائهم، خصوصا مع انطلاق اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والتي تستهدف بحث تصورات لشكل الدولة السورية المستقبلية.
ويقول المراقبون إن الزيارة إلى الساحل خطوة جيدة تحسب للسلطة الانتقالية السورية، ومن شأنها أن تقطع الطريق على محاولات إيرانية لاتخاذ الساحل منطقة تمرد ضدها.
ويستدرك هؤلاء بالقول إن ذلك يبقى غير كاف إذ إن هناك حاجة إلى معالجة بعض الإخلالات، لاسيما في علاقة بالتجاوزات المرتكبة من قبل منتسبين لإدارة العمليات العسكرية خلال حملات المداهمة ضد من يسمونهم بـ”فلول النظام السابق”.