إيران في تواصل مع الإدارة السورية الجديدة

ما يزيد من الإحراج الإيراني أن روسيا فتحت قنوات التواصل مع دمشق بالرغم من أن طهران وموسكو كانتا تدعمان معا الأسد.
الأحد 2025/02/16
توافق إيراني روسي على طي صفحة الأسد

طهران - أعلنت إيران السبت أنها تلقت رسائل من الإدارة الجديدة في دمشق بعد الإطاحة بحليفها السوري الرئيس السابق بشار الأسد. ويقول مراقبون إن إيران لا تريد أن تبدو في صورة الدولة المعزولة أو العاجزة عن تجاوز مخلفات خسارتها في سوريا، ولذلك تريد أن تشعر الإيرانيين بأن المبادرة ما تزال بيدها.

وما زاد من الإحراج الإيراني أن روسيا قد فتحت قنوات التواصل مع الإدارة الجديدة في دمشق بالرغم من أن طهران وموسكو كانتا تدعمان معا الأسد. ونقلت وكالة إرنا عن الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني في الشأن السوري محمد رضا رؤوف شيباني قوله “الجمهورية الإسلامية الإيرانية على اتصال غير مباشر مع دمشق وقد تلقينا منها رسائل أيضا”.

وأكد في رد على سؤال حول تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني حول الاتصالات مع إيران “نظرتنا إلى التطورات في سوريا واستعادة العلاقات مع دمشق هي نظرة استشرافية نحو المستقبل”. وتابع “نحن نتابع التطورات في سوريا بتأن وسنتخذ قراراتنا في الوقت المناسب”.

وكان الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع قال في ديسمبر إن بلاده لا يمكنها أن تبقى بمعزل عن إقامة علاقات مع دولة إقليمية كبيرة مثل إيران، الحليف الكبير لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، لكنّه اشترط أن تكون على أسس “السيادة” و”عدم التدخل في شؤون” سوريا.

◙ موسكو وطهران تمتلكان مصالح إستراتيجية في سوريا، لكن التغيير الطارئ ألحق ضررا بالغا بتلك المصالح، لفائدة جهات إقليمية مثل تركيا

وتريد دمشق بدورها تهدئة غضب الإيرانيين حتى لا يعرقلوا انفتاحها على العراق، وهي علاقة مهمة بالنسبة إلى الإدارة الجديدة. وقال وزير الخارجية السوري الأربعاء إن بلاده تلقت رسائل إيجابية من روسيا وإيران، إلا أنها تريد مزيدا من الضمانات من الحليفين الرئيسيين للرئيس السابق بشار الأسد اللذين يسعيان الآن إلى استعادة نفوذهما بعد الإطاحة به.

وأضاف الشيباني في القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي “هناك رسائل إيجابية، لكن نريد أن تتحول هذه الرسائل الإيجابية إلى سياسات واضحة يشعر الشعب السوري تجاهها بالاطمئنان”. وتابع “توجد رسائل واضحة باحترام الإدارة السورية الحالية وسيادة الشعب السوري.. هناك جراح للشعب السوري وآلام عانى منها الشعب السوري على يد هاتين الدولتين.”

وقدمت روسيا وإيران كل أشكال الدعم للنظام السوري السابق، وساهمت الدولتان في صموده لسنوات قبل انهياره على أيدي هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتحالفة معها في ديسمبر الماضي إثر عملية عسكرية مباغتة.

وتمتلك موسكو وطهران مصالح إستراتيجية في سوريا، لكن التغيير الطارئ ألحق ضررا بالغا بتلك المصالح، لفائدة جهات إقليمية مثل تركيا، وهو ما يدفع كليهما للتحرك وتلافي المزيد من الخسائر. وكشف الكرملين، الأربعاء، عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري أحمد الشرع.

وذكر الكرملين في بيان أن “فلاديمير بوتين تمنى لأحمد الشرع النجاح في خوض المهمات التي تواجه القيادة الجديدة للبلاد لصالح الشعب السوري.” وأضاف البيان أن بوتين أكد دعمه “وحدة الأراضي السورية،” وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.

وتحاول روسيا الحفاظ على قاعدتي طرطوس البحرية، وحميميم الجوية، لكن القيادة السورية الجديدة تطالب بتعديلات في الاتفاقيات السابقة، وتطرح فكرة تسليم الرئيس السابق بشار الأسد مقابل استمرار الوجود الروسي في البلاد.

وأكد الشيباني الذي شغل في السابق منصب سفير طهران في دمشق، على موقف بلاده المتمثل في أن “مستقبل ومصير” سوريا “يجب أن يحدده شعب هذا البلد”. وقال “الاستقرار والسلام في سوريا لهما أهمية خاصة بالنسبة إلينا بالتأكيد، ونحن نعارض أي تدخل أجنبي في شؤونها”.

3