ترتيبات لتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل تبدد المخاوف من انهيار الهدنة

غزة - أعلنت فصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة أنها ستفرج غدا السبت عن ثلاثة، وفقا لما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، في خطوة بددت المخاوف من انهيار اتفاق الهدنة.
والرهائن الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم بعد مرور 16 شهرا على احتجازهم هم الإسرائيلي الروسي ساشا تروبنوف (29 عاما)، والإسرائيلي الأميركي ساغي ديكل حن (36 عاما)، والإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن (46 عاما)، بحسب ما أفاد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وجرى اقتيادهم من تجمع نير عوز السكني، وهو من البلدات المحيطة بقطاع غزة التي اجتاحها مسلحون من حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وخُطف إيتان شقيق يائير هورن في الوقت نفسه ولم يُطلق سراحه بعد.
وأعلنت إسرائيل اليوم الجمعة أنّها تسلّمت أسماء الرهائن الإسرائيليين الثلاثة، بينما قالت حماس إنه من المتوقع أن تفرج الدولة العبرية عن 369 معتقلا ومحتجزا فلسطينيا ضمن صفقة التبادل.
وجاء الإعلان عن أسماء الرهائن بعد غموض استمر لأيام حول مدى صمود المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر 42 يوما وفي أعقاب جهود مكثفة من الوسطاء المصريين والقطريين من أجل إنقاذ الاتفاق الذي أُبرم الشهر الماضي بدعم من الولايات المتحدة.
◙ من المفترض أن تمهد الهدنة لمرحلة ثانية تشهد إعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية ووقف الحرب نهائيا وإعادة إعمار غزة
ولم يتضح من رد إسرائيل ما إذا كانت قبلت استمرار اتفاق وقف إطلاق النار. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الدولة العبرية وافقت على القائمة.
وهددت حماس في وقت سابق بعدم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد أن اتهمت إسرائيل بانتهاك بنود وقف إطلاق النار بمنعها دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وردت الدولة العبرية بالتهديد باستئناف العمليات العسكرية.
وحتى قبل تهديد حماس بعدم إطلاق سراح أي رهائن، كان الإسرائيليون يستشيطون غضبا بسبب حالة الضعف التي بدت على ثلاث رهائن أُطلق سراحهم قبل أيام، علاوة على تسليمهم للصليب الأحمر أمام حشد كبير من سكان غزة.
ومع استمرار التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي استدعاء وحدات الاحتياط وذلك بعد أن وضع القوات المتمركزة في قطاع غزة في حالة تأهب قصوى استعدادا لاستئناف العمليات القتالية.
وتدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضا قائلا إنه يجب إلغاء وقف إطلاق النار وإن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" ما لم يُطلق سراح جميع الرهائن بحلول غد السبت.
ودعا ترامب لنقل الفلسطينيين بصورة دائمة من غزة وتسليم القطاع إلى الولايات المتحدة لإعادة تطويره، الأمر الذي قلب التوقعات بشأن الاتفاق الذي هدفت مرحلته الأولى إلى إنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرا في غزة.
ورفضت جماعات فلسطينية ودول عربية اقتراح ترامب ووصفه منتقدون من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "تطهير عرقي".
◙ الوسطاء أبلغوا حماس أنهم يأملون بدء المرحلة الثانية من المفاوضات غير المباشرة الاسبوع القادم، في الدوحة
وافقت حركة حماس الشهر الماضي على تسليم 33 من الرهائن الإسرائيليين، من بينهم رجال كبار في السن ونساء وأطفال، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ضمن هدنة مدتها 42 يوما تنسحب بموجبها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في القطاع.
ومن المفترض أن تمهد الهدنة لمرحلة ثانية تشهد إعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية ووقف الحرب نهائيا وإعادة إعمار غزة.
وتتهم حماس إسرائيل بمنع دخول عشرات الآلاف من الخيام ومستلزمات الإيواء المؤقت إلى سكان غزة الذين يعانون وسط انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، وهي اتهامات ترفضها الدولة العبرية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف اليوم الجمعة "لم يدخل إلى قطاع غزة حتى اللحظة أية كرفانات أو معدات وآليات ثقيلة من المتواجدة على الجانب المصري من معبر رفح"، مضيفا "نأمل أن تدخل خلال الساعات القادمة بحسب تطمينات الأطراف ذات العلاقة".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي جهة تابعة للجيش الإسرائيلي مهمتها تنسيق إدخال المساعدات، إن 4200 شاحنة مساعدات دخلت غزة هذا الأسبوع وعلى متنها كميات من الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والخيام ومعدات الإيواء.
وأكد طاهر النونو القيادي في حماس اليوم الجمعة أن الحركة تتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع الأسبوع القادم، موضحا أن "الوسطاء يواصلون المباحثات في هذا الشأن".
وقال إن "حماس أكدت أنها ملتزمة بتنفيذ إجراءات صفقة التبادل وكافة بنود الاتفاق" الذي نص على وقف إطلاق النار بعد 15 عشر شهرا من الحرب المدمرة في قطاع غزة.
وأضاف "تلقينا وعودا من الوسطاء بتكثيف دخول الخيام لبيوت المتنقلة 'الكرافانات' بأعداد كافية وإدخال المعدات الثقيلة إلى القطاع، وفق الاتفاق لإزالة الركام وانتشال الشهداء من تخت الأنقاض
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لفرانس برس إن "الوسطاء أبلغوا حماس انهم يأملون بدء المرحلة الثانية من المفاوضات غير المباشرة الاسبوع القادم، في الدوحة".