السعودية تستضيف قمة ترامب وبوتين لفرض مكانتها كوسيط فاعل

الرياض تعمل بشكل وثيق مع موسكو في ما يتصل بالسياسة النفطية وقدمت نفسها كوسيط محتمل منذ غزت روسيا أوكرانيا في 2022.
الجمعة 2025/02/14
ترامب وبوتين متوافقان على مكان اللقاء

الرياض – أعلنت السعودية الجمعة ترحيبها باستضافة قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على أراضيها حول أوكرانيا، مؤكدة دعمها لـ”سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا”،  وتسعى المملكة لترسيخ مكانتها كوسيط فاعل في الأزمات الدولية ومؤهلة لاحتضان أي اتفاق سلام محتمل لهذا النزاع.

وتعتبر المملكة لاعب دولي في ملف الحرب الأوكرانية، نظرا لحيادها ودورها في إنجاح صفقات تبادل الأسرى مع روسيا.

وأشادت وزارة الخارجية السعودية في بيان بالمكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين الأربعاء “وما تم الإعلان عنه من إمكانية عقد قمة تجمع (الرئيسين) في المملكة ”.

وأضاف البيان أنّ “المملكة تعرب عن ترحيبها بعقد القمة في المملكة، وتؤكد استمرارها في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا”.

وكان ترامب أعلن قبل يومين أنه سيعقد اجتماعه الأول مع بوتين في السعودية، في إطار مساعيه لوضع حد للغزو الروسي لأوكرانيا، من دون تحديد موعد. وقال الأربعاء، إنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية، وذلك بعد وقت قصير من محادثة هاتفية أجراها الرئيسان واتفقا خلالها على البدء "فورا" بمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأعلن الكرملين من جانبه الخميس، أنه يرغب في أن يُنظَّم لقاء مباشر بين بوتين وترامب "سريعا"، قائلا إن الرئيسين اتفقا خلال الاتصال على بدء المفاوضات "فورا" بشأن نزاع أوكرانيا، في أول اتصال رئاسي مباشر بين واشنطن وموسكو منذ ثلاث سنوات.

والخميس، أكّد ترامب أنّ أوكرانيا ستكون "طرفا" في المفاوضات التي يسعى لإطلاقها لوضع حدّ للحرب الدائرة بينها وبين روسيا، مبديا اعتقاده أنّ بوتين "يريد السلام". وقال الرئيس الجمهوري للصحافيين في البيت الأبيض غداة اتصاله ببوتين "أعتقد أنّه سيقول لي إذا كان لا يريد" السلام.

وسعت السعودية أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى البقاء على الحياد في الحرب بين أوكرانيا وروسيا. وتعمل بشكل وثيق مع روسيا في ما يتصل بالسياسة النفطية، وقدمت نفسها أيضا كوسيط محتمل منذ غزت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022.

وفي الوقت نفسه، احتفظت بعلاقة وثيقة مع كييف واستقبلت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة من بينها حضوره قمة الجامعة العربية في مايو 2023 في جدة، ولقائه مع ولي العهد السعودية محمد بن سلمان في يونيو الماضي.

وتحدث زيلينسكي في تغريدة سابقة على منصة إكس لدى وصوله إلى الرياض عن حوار منتظم مع ولي العهد السعودي، حول صيغة السلام وعودة أسرى الحرب والمبعدين". وأضاف "لقد ساهمت قيادة المملكة بالفعل في إطلاق سراح أبناء شعبنا. وأنا على ثقة بأن هذا الاجتماع سوف يسفر أيضا عن نتائج..".

كما التقى بن سلمان بوتين في الرياض في ديسمبر 2023. وسبق أن تعهّدت السعودية تقديم مئات الملايين من الدولارات كمساعدات إنسانية الى أوكرانيا، بينها مخصصات للاجئين الأوكرانيين الذين فروا إلى الدول المجاورة.

واضطلعت الرياض في سبتمبر 2022 بدور لإطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولايات المتحدة وخمسة من بريطانيا. وفي أغسطس من العام 2023، استضافت السعودية محادثات بشأن الحرب استقطبت ممثلين عن أكثر من 40 دولة، من دون مشاركة روسيا.

ويرى محمد صالح الحربي، وهو خبير عسكري واستراتيجي ولواء أركان حرب سابق من السعودية، أن "السعودية أعلنت بكل وضوح بأنها تقف في المنتصف بين الأقطاب والمحاور المتصارعة في هذا الملف، كما أنها لم تستخدم سلعة النفط في أي توترات جيوسياسية. هي تعمل بشكل متوازن. الحقيقة بأن الطرفين المتنازعين يثقان في المملكة وفي ولي العهد لحل هذه الأزمة".