الإمارات مرشح بارز لاحتضان قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي

واشنطن - من المرجح أن تستضيف الإمارات قمة سلام بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضمن مساعي الإمارات المتواصلة في الوساطة لوقف الحرب، مستفيدة من التغييرات الجديدة وخاصة رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقفها.
وتمتلك الإمارات علاقات متقدمة دبلوماسيا واقتصاديا مع مختلف الأطراف المعنية بوقف الحرب سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو أوكرانيا، ولها معرفة جيدة بالملف الأوكراني وقنوات تواصل مفتوحة مع طرفي الحرب، وسبق أن شاركت من موقع الوسيط في تبادل الأسرى، وقدمت مبادرة لوقف المعارك وفتح الباب أمام المفاوضات السياسية وحظيت بالقبول، ما يجعلها المرشح البارز لهذه المهمة.
وتضمنت المبادرة دعوة إلى وقف إطلاق النار كخطوة أولى ثم فتح قنوات التفاوض بين الجانبين دون شروط مسبقة، والتركيز على الجوانب الإنسانية، خاصة ما تعلق منها بتبادل الأسرى وتأمين عودة الناس إلى الحياة العادية في مناطق الاشتباك الحالي، في مرحلة أولى، ثم التفاوض على بقية الملفات الخلافية.
وقال رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في لقائه مع بوتين في أكتوبر 2024 إنه مستعد لدعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا.
وفي حديثه عن نجاح الوساطة لتبادل الأسرى، أكد الشيخ محمد بن زايد حرص بلاده على “مواصلة بذل مزيد من الجهد في هذا الجانب الإنساني المهم،” مشددا على أنها مستعدة لبذل أي جهود من أجل حل الأزمات لصالح تحقيق السلام ولصالح الجانبين.
◙ الوساطة الإماراتية لإنهاء الحرب تجد الآن فرصة للنجاح في وجود ترامب الذي يعمل على وقف الحرب في وقت سريع
ويرى مراقبون أن الوساطة الإماراتية لإنهاء الحرب تجد الآن فرصة للنجاح في وجود ترامب الذي يعمل على وقف الحرب في وقت سريع، مشيرين إلى أن الإمارات كانت منذ البداية مرشحة للعب دور الوسيط المطلوب من الطرفين في ظل العلاقة الجيدة مع موسكو وكييف.
وقال عدد من الأشخاص المطلعين على المسألة لرويترز إن الإمارات أبلغت الولايات المتحدة أنها تريد استضافة محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا والتي قد تشمل في النهاية قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي.
وقالت خمسة مصادر، طلبت عدم نشر هويتها، إن الإمارات عرضت بحماس لعب دور رئيسي في محاولة التوسط من أجل السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت ثلاثة من هذه المصادر، في الولايات المتحدة والإمارات، إن مسؤولين من الإمارات اقترحوا على واشنطن أن تستضيف الدولة الخليجية “قمة سلام”. وقال مصدران إن مثل هذه القمة قد تشمل في النهاية اجتماعا بين بوتين وزيلينسكي.
وقال الكرملين إنه لم يتم اتخاذ أي قرار.
وفيما بدت أبوظبي المرشح الأفضل للقاء بوتين – زيلينسكي، تباينت أنباء لقاء ترامب – بوتين؛ حيث لا يُعرف ما إذا كان سيتم برعاية إماراتية أم سعودية.
ونقلت رويترز عن مصدر مقرب من ترامب قوله إن الإمارات تبرز كمرشح رئيسي للاجتماع الأول بين ترامب وبوتين، والذي سيكون عنوانه الرئيسي وقف الحرب في أوكرانيا.
◙ الإمارات كانت منذ البداية مرشحة للعب دور الوسيط المطلوب من الطرفين في ظل العلاقة الجيدة مع موسكو وكييف
وقال الرئيس الأميركي إن إحدى أولوياته القصوى هي إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقارب ثلاث سنوات، والذي بدأ عندما غزت روسيا أوكرانيا، وأعلن الأربعاء أنه قد يلتقي بوتين في السعودية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس إن رئيسي الدولتين لم يتخذا بعد قرارا حازما، كما أنه لا يستطيع أن يحدد موعد عقد الاجتماع.
وأضاف المتحدث لوكالة تاس الروسية للأنباء “هذا الأمر قد يستغرق أسابيع أو أشهرا أو عدة أشهر.”
وتحدث ترامب وبوتين أكثر من ساعة عبر الهاتف الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر يتم الإعلان عنه بين الرئيسين الأميركي والروسي منذ أن اتصل بوتين بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن قبل وقت قصير من إصدار الأمر بإرسال عشرات الآلاف من الجنود إلى أوكرانيا في فبراير 2022.
وعبّر الكرملين الخميس عن إعجابه بموقف الرئيس الأميركي إزاء إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إنه يجري التجهيز لعقد اجتماع ثنائي بين ترامب وبوتين.
وأكّد ترامب الخميس أنّ أوكرانيا ستكون طرفا في المفاوضات لوضع حدّ للحرب مع روسيا، مبديا اعتقاده أنّ الرئيس الروسي “يريد السلام”.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين في البيت الأبيض غداة اتصاله بالرئيس الروسي “أعتقد أنّه سيقول لي إذا كان لا يريد” السلام.