إسرائيل تهدد باستهداف مطار بيروت لمنع تمويل حزب الله

بيروت - اتهم الجيش الإسرائيلي فيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني بتحويل مطار بيروت الدولي إلى ساحة لتهريب أموال لصالح الحزب، وهدد باستخدام "جميع الوسائل الموجودة في تهديد مبطن باستهداف المطار.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور له على منصة إكس، مساء الأربعاء، إن فيلق القدس وحزب الله "استغلا" مطار بيروت الدولي على مدار الأسابيع الماضية، "في محاولة لتهريب أموال مخصصة لتسلح حزب الله بهدف تنفيذ اعتداءات ضد دولة إسرائيل" مشددا على أن تهريب الأموال يتم عبر "رحلات جوية مدنية".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي على تواصل مع آلية المراقبة لوقف إطلاق النار، و"ينقل معلومات بشكل متواصل عن أعمال النقل".
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح بتسلح حزب الله"، مهددا باستخدام "جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار".
وتأتي اتهامات وتهديدات الجيش الإسرائيلي رغم أن الطائرات القادمة من العراق وإيران تخضع لإجراءات تفتيش دقيقة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية عن مصادر أمنية بمطار بيروت الدولي.
وكانت مؤسسات حزب الله المالية والاقتصادية قد تعرضت لضربة شديدة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة على لبنان في أواخر سبتمبر.
وفي نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله عن منع أميركي لهبوط طائرة مساعدات عراقية في مطار بيروت، حيث اشترطت ان تمر المساعدات العراقية الى الأردن أولا لإخضاعها للتفتيش قبل هبوطها في بيروت. لكن هذه المعلومات لم تتأكد رسميا.
والشهر الماضي، تظاهر العشرات من الأشخاص من أنصار حزب الله في محيط مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجاً على تفتيش طائرة إيرانية قادمة من طهران.
وخضعت طائرة إيرانية للتفتيش بعد رفض أحد الدبلوماسيين الإيرانيين فيها للإجراءات، لكن السفارة الإيرانية أوضحت أن أموالا يحملها الدبلوماسي كانت لنفقات تشيغلية لسفارة طهران في بيروت.
وأكد وزير الداخلية آنذاك بسام المولوي أن كل من يمر عبر مطار بيروت يخضع للتفتيش دون استثناء.
وتشير هذه الحادثة لتداعيات سقوط نظام الأسد الذي ساهم في نقل معدات عسكرية وأموال إيرانية لحزب الله عبر الحدود البرية.
ورغم تقليل مسؤولين إيرانيين على رأسهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من تداعيات سقوط نظام الأسد لكن الواقع يشير لعكس ذلك.
وكانت وسائل إعلام عبرية تحدثت في السابق عما وصفتها ببنود سرية في الاتفاق الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تتعلق أساسا بتقييد تحرك طهران في لبنان.
وفي 27 نوفمبر الماضي أنهى اتفاق وقف إطلاق النار قتالا استمر أكثر من عام بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله وكان يدور بالتوازي مع حرب غزة.
وبلغت المعارك ذروتها في حملة جوية وبرية إسرائيلية كبرى أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان وإضعاف حزب الله المدعوم من إيران بشدة، بعد مقتل معظم قياداته العسكرية في الضربات الإسرائيلية.
ولا تزال قوات من إسرائيل متمركزة في أجزاء من جنوب لبنان، ويواصل سلاحها الجوي تنفيذ ضربات في أنحاء لبنان تستهدف ما تقول إنها مخازن أسلحة لحزب الله أو محاولات من الجماعة لتهريب الأسلحة.
وقالت جماعة حزب الله إنها لا تقبل مبررات إسرائيل للبقاء في لبنان وحثت حكومة رئيس الوزراء نواف سلام على ضمان رحيل القوات الإسرائيلية. ولم تهدد الجماعة صراحة باستئناف القتال.