وفاة موظف أممي محتجز لدى الحوثيين

صنعاء- أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الثلاثاء عن وفاة موظف تابع له معتقل لدى جماعة الحوثي التي تحتجز عددا من الموظفين الأمميين وأعضاء في منظمات إنسانية ومدنية تتهمهم بالتجسس لجهات غربية.
ومن شأن الحادثة أن تزيد من توتّر العلاقة بين الحوثيين والأمم المتحدة بما من شأنه أن يؤثر على جهود المنظمة والعديد من المنظمات الدولية الأخرى في إغاثة سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة وتقديم مساعدات مهمة لهم بعضها منقذ للحياة.
وقامت المنظمة الأممية مؤخرا عبر مبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ بمساع لإطلاق سراح موظفيها وحاولت الاستعانة في ذلك بوساطة سلطنة عمان دون تحقيق نتيجة تذكر، ما دفعها إلى اتخاذ بعض الإجراءات العملية في اتجاه تقليص نشاطها في اليمن بدءا بتعليق عملها في محافظة صعدة، الموطن الرئيسي لنفوذ الجماعة الحوثية الموالية لإيران.

فرحان حق: المنظمة الدولية أوقفت جميع عملياتها في صعدة
ولم يورد البرنامج تفاصيل عن وفاة الموظف الذي احتُجز في الثالث من يناير الماضي مع ستة من زملائه. وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية أوقفت جميع عملياتها في صعدة الاثنين بعد احتجاز السلطات الحوثية مزيدا من موظفيها.
وكتبت سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي على موقع إكس “أشعر بالحزن والغضب إزاء الخسارة المأساوية لعضو فريق برنامج الأغذية العالمي أحمد الذي فقد حياته أثناء احتجازه تعسفيا في اليمن،” مضيفة “لعب أحمد، الذي كرس نفسه للعمل الإنساني وهو أب لطفلين، دورا حاسما في مهمتنا لتقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة.”
وبات سكان المناطق اليمنية، سواء منها الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو الواقعة ضمن مجال السلطة المعترف بها دوليا، يواجهون صعوبات في الحصول على ضروريات الحياة اليومية من أغذية وأدوية وخدمات عامة، ما ضاعف الحاجة إلى مساعدات المجتمع الدولي.
ويسيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء منذ استحواذهم على السلطة في 2014 وأوائل 2015.
وظل اليمن محور إحدى أكبر العمليات الإنسانية في العالم على مدى عشرة أعوام من الحرب الأهلية التي أدت إلى تعطيل إمدادات الغذاء. ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 في المئة من السكان عام 2023.
وفي إطار مساعي إطلاق سراح المحتجزين قام غروندبرغ مؤخرا بزيارة إلى العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي كانت الأطول على الإطلاق حيث استمّرت ثلاثة أيام، وذلك لأول مرّة.
وحث المبعوث الأممي خلال الزيارة جماعة الحوثي على إطلاق سراح الأفراد المعتقلين لديهم من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية فورا ودون قيد أو شروط، مشدّدا على أنّ “الاعتقالات التعسفية غير مقبولة وتشكل انتهاكا للقانون الدولي،” ومضيفا أنّه “يتعين علينا حماية دور المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني. فهم يقدمون مساهمات حيوية لتحقيق السلام وإعادة بناء اليمن.”