البرهان يرفض مقترحا إماراتيا إنسانيا بهدنة في الحرب خلال رمضان

الجيش السوداني يعارض مبادرة إماراتية لعقد قمة يوم الجمعة في أديس أبابا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي بهدف جذب التمويل اللازم للجهود الإنسانية في السودان.
الثلاثاء 2025/02/11
البرهان لا يعير أي اهتمام للأزمة الإنسانية في السودان

أبوظبي - رفض الجيش السوداني مبادرة إنسانية أطلقتها الإمارات تهدف إلى وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان المقبل، رغم تفاقم الأزمة الإنسانية في البلد الذي يئن تحت وطأة المجاعة.

وقال مسؤول إماراتي "مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وهو شهر الرحمة والعطف، تدعو الإمارات جميع الأطراف إلى احترام هذه الفترة المقدسة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية".

وأكد مصدر رفيع المستوى في الجيش السوداني "لا نقبل بوقف إطلاق النار في رمضان إلا بعد فك الحصار عن كل المدن والمناطق المحاصرة".

ويقيم رفض القوات السودانية للمقترح الإماراتي الدليل على تعنت عبدالفتاح البرهان قائد الجيش رئيس مجلس السيادة، الذي ينظر إليه على أنه جزء من الأزمة بسبب إجهاضه للعديد من المبادرات التي كانت تهدف إلى وقف الحرب وتسوية الأزمة.

واتهم الجيش السوداني في وقت سابق الإمارات بتسليح قوات الدعم السريع وهو ما فندته أبوظبي بالبراهين والحجج  مشددة على أنها وقفت على نفس المسافة الفاصلة بين طرفي الصراع.

ولطالما دعت أبوظبي طرفي الصراع للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل الحوار بما يفضي إلى حلول للأزمة، كما أبدت استعدادها للتوسط بهدف تقريب وجهات النظر، لكن تعنت قائد الجيش السوداني أجهض المبادرة.

وأحدثت الحرب في السودان أكبر كارثة إنسانية في العالم إذ شردت أكثر من 12 مليون شخص ودفعت نصف السكان إلى براثن الجوع وفاقمت تشرذم هذا البلد الفقير.

وخلّف الصراع أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وإلى جانب وقف إطلاق النار، قال المسؤول الإماراتي إن بلاده تعتزم عقد قمة يوم الجمعة في أديس أبابا بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي بهدف جذب التمويل اللازم للجهود الإنسانية في السودان، مضيفا أنها ستعلن عن تمويل بقيمة 200 مليون دولار.

ورفضت الحكومة السودانية الاثنين فكرة القمة، وقال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إنها تمثل "جرما وعدوانا متكاملا على دولة أفريقية تسعى لحماية أراضيها وسيادتها".

وقال المسؤول الإماراتي "للأسف، يسعى الجيش السوداني إلى تشويه دور الإمارات من خلال تزييف الحقائق... هذه الادعاءات لن تصرف انتباه الإمارات عن هدفها الأساسي وهو تعزيز الاستقرار".

وقاد البرهان وحلفاؤه من الإسلاميين حملة تشويه تهدف إلى التقليل من الجهود التي بذلتها الإمارات منذ اندلاع الصراع لتسوية الأزمة، في وقت أجمعت فيه تقارير دولية على الدور الهام الذي لعبته أبوظبي في دعم النازحين والمتضررين من الحرب من خلال إرسال عشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية بالتنسيق مع الهيئات الأممية المختصة.
وتشن قوات الدعم السريع هجمات حاليا على مدينة الفاشر، آخر معقل متبق للجيش في منطقة دارفور، لكنها تخسر أراضي لصالح القوات المسلحة السودانية في العاصمة الخرطوم.

ويؤكد الجيش السوداني على ضرورة تحقيق الحسم العسكري وحقق خلال الآونة الأخيرة مكاسب ميدانية، مستفيدا من الدعم الذي حصل عليه من الدول الحليفة ومن بينها تركيا وإيران.