بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال في سواحل موريتانيا والسنغال

نواكشوط/دكار - أعلنت شركة كوزموس إنيرجي الأميركية الثلاثاء، أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال بدأ في حقل “السلحفاة الكبرى – آحميم” الحدودي قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، بعد أكثر من شهر من بدء استخراج المنتج الخام.
وتتمثل هذه المرحلة الجديدة في استغلال الموقع في تسييل الغاز وتسهيل نقله. وفي سفينة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة تتم معالجة الغاز لإزالة أيّ مكثفات ومياه وشوائب قبل تسليمه إلى سفينة الغاز الطبيعي المسال العائمة للتسييل.
وقالت كوزموس المشغلة للمشروع مع شركة بي.بي البريطانية، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنه “تم الانتهاء من إنتاج الكمية الأولى من الغاز الطبيعي المسال في مشروع آحميم” بعد نقل الغاز إلى المنصة العائمة للتسييل.
وبدأ تشغيل المشروع قبالة الساحل الأطلسي للسنغال وموريتانيا، في آخر أيام العام الماضي. ويتوقع أن يبلغ الإنتاج نحو 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
وبالإضافة إلى الشركتين الأميركية والبريطانية، تشارك في المشروع شركة البترول السنغالية وشركة الهيدروكربونات الموريتانية.
ومن المتوقع أن تصل ناقلة الغاز الطبيعي المسال في وقت قريب “لتصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال،” بحسب بيان شركة كوزموس إنيرجي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة أندرو إنغليس في البيان “يعتبر أول إنتاج للغاز الطبيعي المسال إنجازا مهما آخر لشركة كوزموس وشركائها في المشروع وحكومتي موريتانيا والسنغال”.
ويفترض أن يسمح المشروع الذي تأجل استغلاله عدة مرات، للدولتين الفقيرتين بتحويل اقتصاديهما.
وتتكون منشآت حقل الغاز من أربع مكونات كبرى هي أنظمة الآبار وخطوط الأنابيب تحت سطح البحر ومنصة إنتاج وتخزين وتفريغ الغاز ومحطة تسييل الغاز ومنشآت المرافق الفنية.
وتتمثل الوظيفة الرئيسية لمنصة إنتاج وتخزين وتفريغ الغاز (أف.بي.أس.أو)، في تنقية الغاز وإزالة الماء والزيوت والشوائب وتخزينه قبل نقله عبر الأنابيب تحت سطح البحر إلى منصة تسييل الغاز التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الشاطئ.
وفي خطابه بمناسبة العام الجديد، أكد الرئيس السنغالي بصيرو ديوماي فايي على “ضمان الاستغلال الأمثل والشفاف لموارد النفط والغاز لصالح الاقتصاد الوطني والأجيال الحالية والمقبلة.”
كما تعمل موريتانيا على الاستفادة من مخزونات الغاز من حقولها البحرية مثل آحميم والذي تبلغ احتياطياته 15 تريليون قدم مكعب، وهو يقع على بعد 120 كيلومترا من الساحل.

واكتشف الحقل عام 2015 من طرف كوسموس إنيرجي، قبل أن تدخل بي.بي نهاية عام 2016 في المشروع، وهو على عمق يبلغ 2850 مترا، ما يجعله أحد أعمق المشاريع تحت سطح البحر في أفريقيا.
واستحوذت بي.بي على 62 في المئة من مناطق الاستكشاف التابعة لكوسموس في موريتانيا والسنغال والبالغة نحو 33 ألف كيلومتر مربع، مقابل مليار دولار.
وتقول نواكشوط إن الغاز يعتبر من موارد الطاقة الصديقة للبيئة، وبالتالي قد لا يشكل تهديدا مباشرا أو خطرا على النظام البيئي للبلد.
وسبق أن أعلنت في شهر مايو 2022، أن احتياطات الغاز المكتشف في البلاد تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعب، من ضمنها احتياطات حقل السلحفاة المشترك مع السنغال.
ويتطلع الموريتانيون إلى أن تسهم عائدات ثروة البلاد من الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص للشباب العاطلين عن العمل، إذ تبلغ نسبة البطالة 30 في المئة في البلد العربي البالغ عدد سكانه نحو 4 ملايين نسمة.
وفي السنوات الماضية ركزت السلطات أنظارها على الغاز بعد اكتشاف احتياطيات كبيرة في سواحلها الأطلسية، بينما تسعى الحكومة لترسيخ إصلاحاتها بهدف التحول من الاكتفاء الذاتي إلى مرحلة التصدير.
ويرى خبراء الطاقة أنه مع بدء استغلال احتياطيات الغاز المكتشفة ستصبح موريتانيا الثالثة أفريقيا بعد كل من نيجيريا والجزائر في مجال تصدير الغاز.