مهرجان برلين السينمائي ينعقد هذا العام مواجها التوترات السياسية

المهرجان الذي يُعدّ حدثا سينمائيا تقدميا تتردد فيه القضايا السياسية الراهنة، سيمنح جائزة الدب الذهبي عشية الانتخابات التشريعية المبكرة.
الثلاثاء 2025/02/11
مخرجون ينتصرون للقضايا المهمة

برلين- ينطلق مهرجان برلين السينمائي الدولي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وسط وضع سياسي مضطرب في ألمانيا ومختلف أنحاء العالم. ورغم ذلك سيشهد حضور عدد كبير من النجوم بينهم جيسيكا تشاستين وماريون كوتيار وروبرت باتينسون وتيموتيه شالاميه وإيثان هوك، في دورته الخامسة والسبعين.

وسيمنح مهرجان برلين السينمائي الذي يُعدّ حدثا سينمائيا تقدميا تتردد فيه القضايا السياسية الراهنة، جائزة الدب الذهبي عشية الانتخابات التشريعية المبكرة.

وتؤدي حملة متوترة في آخر أيامها بالإضافة إلى احتمال تحقيق نتيجة تاريخية لليمين المتطرف في الانتخابات، إلى زيادة الضغوط على السجادة الحمراء، حيث ستتم متابعة تصريحات صانعي الأفلام أو النجوم، وخصوصا الألمان منهم. وفي العام الفائت، أُثير جدل بشأن دعوة أو عدم دعوة مسؤولين منتخبين من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، إلى المهرجان.

وستُطرح مسألة الهجرة في فيلم “ذي لايت” للمخرج توم تيكوير والذي سيُفتتح به المهرجان. ويتمحور هذا العمل على امرأة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية.

وقالت مديرة المهرجان الجديدة تريشا تاتل إنّ السياسة موجودة “في الحمض النووي للمدينة والمهرجان نفسه”، آملة في أن “يتحدث الجمهور عن الأفلام نفسها.”

خلال حفلة توزيع الجوائز في العام الفائت، انتقد عدد كبير من المخرجين الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي خلف أكثر من 48 ألف قتيل معظمهم من المدنيين.

واعتبر ناطق باسم الحكومة الألمانية أن “من غير المقبول” ألا يدين المخرجون أيضا هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

وترى تاتل أنّ الجدل أدى إلى ثني بعض المخرجين عن المشاركة هذا العام. وقالت “لقد تواصل معنا عدد كبير من صانعي الأفلام من الدول العربية خلال الأسابيع الأخيرة للتأكد من أن المهرجان هو مساحة للحوار والخطاب المفتوح.”

ويبرز في برنامج المهرجان هذه السنة فيلم وثائقي عن الممثل الإسرائيلي الذي احتُجز كرهينة في قطاع غزة ديفيد كونيو. بعد 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، يتناول فيلم وثائقي آخر كيفية إنجاز فيلم “شواه” للمخرج كلود لانزمان، والذي سيتم عرضه خلال المهرجان أيضا.

ويخسر برليناله، وهو أول حدث سينمائي عالمي بارز يُقام هذا العام، زخمه مقارنة بمهرجاني البندقية وكان اللذين يستقطبان كل الأضواء.

وتتمثل مهمة تاتل في إعادة بث الزخم في المهرجان. ومن المتوقع حضور تيموتيه شالاميه لمواكبة عرض فيلم “إيه كومبليت أنّون” المتمحور على بوب ديلان، والذي بدأ عرضه في عدد كبير من البلدان.

وسيحضر روبرت باتينسون المهرجان بمناسبة عرض “ميكي 17” الذي يمثل عودة بونغ جون هو إلى السينما، بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان وفوزه بجائزة أوسكار عام 2019 عن فيلم “باراسايت”. ويقدم المخرج الكوري الجنوبي، خارج المنافسة، فيلما كوميديا من نوع الخيال العلمي فيه تلميحات للعصر الراهن من خلال السخرية من ملياردير يشبه إيلون ماسك، الذي يُعد أيضا من مؤيدي حزب البديل من أجل ألمانيا في ألمانيا.

ومن بين النجوم الآخرين المرتقب حضورهم، تيلدا سوينتون التي ستُمنَح جائزة الدب الذهبي الفخرية تقديرا لمجمل مسيرتها، بالإضافة إلى ماريون كوتيار، إحدى أشهر الممثلات الفرنسيات في العالم، والنجمة الصينية فان بينغ بينغ.

تريشا تاتل: السياسة موجودة "في الحمض النووي" للمدينة والمهرجان نفسه

وبينغ بينغ هي عضو في لجنة التحكيم المسؤولة عن منح جائزة الدب الذهبي والتي يرأسها المخرج تود هاينز. وقد فاز بهذه الجائزة خلال العام الفائت الفيلم الوثائقي “داهومي” للمخرجة الفرنسية – السنغالية ماتي ديوب.

ويتنافس للفوز بالدب الذهبي المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر، والكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والمكسيكي ميشال فرانكو والروماني رادو جود.

وسيشهد المهرجان عرض فيلم “لا كاش” المقتبس من رواية لكريستوف بولتانسكي، والذي تدور أحداثه حول عائلة يهودية باريسية من فترة الاحتلال حتى مايو 1968. ويشارك في الفيلم الممثل الفرنسي ميشال بلان الذي توفي في أكتوبر الماضي، في دور هو الأخير له.

الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الدولية لبرليناله، هو فيلم “يونان” للمخرج أمير فخرالدين وهو سوري مقيم في ألمانيا تعود جذوره إلى هضبة الجولان، والفيلم يعتبر متعدد الجنسيات، فهو من إنتاج سبع دول هي: ألمانيا وكندا وإيطاليا وفلسطين وقطر والأردن والسعودية.

كذلك تعرض أفلام أخرى ضمن أقسام المهرجان، منها فيلم “المستعمرة” المصري الذي يعد أول فيلم عربي يشارك في النسخة الأولى من المسابقة الجديدة “وجهة نظر”، وهو للمخرج المصري محمد رشاد. ويعرض فيلم “رؤوس مشتعلة” للمخرجة التونسية مايا عجمية زلامة، وفيلم “ضي، سيرة أهل الضي” للمخرج المصري كريم الشناوي، وفيلم “يلا باكور” للمخرجة الأردنية –الفلسطينية عريب زعيتر.

ويقدم فيلم “خرطوم” السوداني عرضه الأوروبي الأول في بانوراما برليناله. كما اختار قسم الفوروم الممتد ضمن المهرجان هذا العام فيلمين للمشاركة هما فيلم “آخر يوم” للمخرج المصري محمود إبراهيم وفيلم “البساتين” للمخرج اللبناني أنطوان شعبان.

ويشارك المخرج العراقي علي يحي بفيلمه “تجري من تحتها الأنهار” في قسم الجيل، والذي يصور في منطقة الأهوار في جنوب العراق، التي يعيش فيها إبراهيم الشاب الذي لا يشاركه حياته سوى حيوان الجاموس الخاص به. حتى يتسبب التغير المناخي في كارثة بيئية تهدد الحياة.

14