العثور على جثث مهاجرين مصابة بالرصاص في مقبرتين جماعيتين بليبيا

جنيف - قالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الاثنين إن بعض جثث المهاجرين التي عثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا تحمل أثار إصابات بالرصاص، مضيفة أن أحد الموقعين يُعتقد أن يحتوي على ما يصل إلى 70 جثة.
وذكرت المنظمة "عبرت المنظمة عن صدمتها وقلقها إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في ليبيا تضمان جثث عشرات المهاجرين، وبعضها مصاب بالرصاص".
وكشفت السلطات الليبية عن العثور على نحو 50 جثة هذا الأسبوع في مقبرتين جماعيتين في صحراء جنوب شرقي البلاد، حسب ما قال مسؤولون الأحد، في أحدث مأساة تتعلق بأشخاص يسعون إلى الوصول إلى أوروبا عبر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا والتي مزقتها الفوضى.
وقالت مديرية الأمن، في بيان، إن أول مقبرة جماعية تضم 19 جثة عثر عليها، الجمعة، في مزرعة بمدينة الكُفرة جنوب شرقي البلاد، مضيفة أن السلطات نقلتها لإجراء عملية تشريح.
ونشرت السلطات صورًا في صفحتها على فيسبوك تظهر ضباط شرطة ومسعفين يحفرون في الرمال ويستعيدون جثثًا ملفوفة في بطانيات.
وقالت جمعية العابرين الخيرية، التي تساعد المهاجرين في شرق وجنوب ليبيا، إن بعضهم قُتلوا بالرصاص على ما يبدو قبل دفنهم في المقبرة.
كما عُثر على مقبرة جماعية أخرى فيها ما لا يقل عن 30 جثة في الكفرة بعد مداهمة مركز للاتجار بالبشر، حسب ما أفاد محمد الفضيل، رئيس غرفة الأمن في الكفرة.
وقال ناجون إن نحو 70 شخصا دفنوا في المقبرة، وأضاف أن السلطات لا تزال تبحث في المنطقة.
وفي هذا السياق أيضا أفاد مكتب النائب العام الليبي الأحد بأنه تم العثور على جثث 28 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء في مقبرة جماعية قرب مركز احتجاز "غير قانوني" في منطقة الكفرة بأقصى جنوب شرق ليبيا.
واكتشفت هذه المقبرة خلال عملية لقوات الأمن استهدفت مركز احتجاز تستخدمه شبكة الاتجار بالبشر، وكان يضم 76 مهاجرا آخرين من أفريقيا جنوب الصحراء.
وحسب نفس المصدر، أتاح التحقيق كشف وجود "منظمة إجرامية تمتهن الاتجار بالبشر"، ويقوم أفرادها بتعذيب المهاجرين غير النظاميين وإساءة معاملتهم، لافتا إلى توقيف ثلاثة أشخاص خلال العملية هم ليبي وأجنبيان.
وأظهرت صور نشرت الأحد على منصات التواصل الاجتماعي أفرادا أصابهم الهزال وتحمل أجسامهم آثار ضرب.
وتبعد ليبيا حوالي 300 كلم من السواحل الإيطالية، وباتت أحد معاقل عمليات الاتجار بالبشر على مستوى القارة، إذ يحاول عدد كبير من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر الأراضي الليبية معرضين حياتهم للخطر.
وكذلك، يعيش آلاف منهم في ليبيا منذ سنوات بصورة غير نظامية، ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة، لا سيما في العاصمة طرابلس (غرب) ومدينة بنغازي (شرق).
ونهاية يناير، أمر مكتب النائب العام الليبي بتوقيف شخصين ينتميان إلى عصابة متهمة بتعذيب 263 مهاجرا غير نظامي من أفريقيا جنوب الصحراء بهدف الحصول على فديات.
وأورد المكتب أن العصابة كانت تنشط في مركز احتجاز في منطقة الواحات الصحراوية التي تسيطر عليها قوات المشير حفتر، على بعد حوالي 750 كلم جنوب شرق طرابلس.
والمقابر الجماعية للمهاجرين شائعة في ليبيا، ففي مارس 2024، عثر على مقبرة جماعية تضم "جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرا" في جنوب غرب ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، توفي أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر خلال رحلتهم في قوارب متهالكة في البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
وتعاني ليبيا فوضى سياسية وأمنية منذ إسقاط نظام معمر القذافي في 2011 إثر ثورة شعبية. وتدير شؤون البلاد حكومتان: الأولى في طرابلس الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يترأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.