وزارة الإعلام السورية تدعو إلى مقاطعة رموز مرتبطين بنظام الأسد

دمشق - دعت وزارة الإعلام السورية جميع وسائل الإعلام في سوريا إلى الامتناع عن إجراء مقابلات أو نشر تصريحات منسوبة إلى شخصيات ورموز مرتبطين بالنظام السابق، ما أثار جدلاً وانتقادات واسعة في الأوساط الصحفية السورية.
وأكدت الوزارة في منشور على تلغرام أن هذا يأتي التزاما بالتوجيهات الوطنية لحفظ المصلحة العامة ووحدة الصف، وأي مخالفة ستخضع بموجبها وسيلة الإعلام والجهة اللتان ارتكبتاها للمساءلة القانونية الفورية.
كما توجهت الوزارة بالشكر إلى وسائل الإعلام على التعاون والالتزام بأخلاق المهنة وعدم الترويج للمجرمين والمتورطين في سفك دم الشعب السوري ومعاناته.
يأتي ذلك بعد أن اتجهت وسائل إعلام عربية وعالمية إلى استضافة شخصيات محسوبة على النظام السابق، وأبرزها وزير الداخلية السابق محمد الشعار الذي سلم نفسه للسلطات السورية في 4 من فبراير الحالي.
واستنكر ناشطون هذه الدعوة بحجة أنه لا يحق للوزارة إملاء التعليمات على وسائل الإعلام وتقييد العمل المهني، معتبرين أن هذه الممارسات تعيدهم إلى سياسات إعلامية سابقة انتهجها النظام البائد الذي كان يمنع وسائل الإعلام المحلية والصحافيين من إجراء حوارات مع أطراف محسوبة على المعارضة.
وجاء في تعليق على فيسبوك:
Silva Kourieh
وعلق ناشط بأن من حق الجمهور أن يعرف كيف كانت تدار الدولة في زمن القمع السياسي والإعلامي:
Rabih Jabbour
ويستنكر السوريون غياب وسائل الإعلام الرسمية بعد مرور شهرين على سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وتحرير البلاد من الظلم والاستبداد، حيث لا تزال وزارة الإعلام السورية غائبة عن المشهد السوري. ويعتبرون أن وزارة الإعلام معنية بإيصال صوت الشعب السوري إلى العالم غير أنها مازالت غير فاعلة وغائبة عن المشهد، في وقت يحتاج فيه المواطن السوري إلى سماع الحقيقة ومواكبة التطورات.
ويرى الكثير من الناشطين أن غياب الإعلام الرسمي، الذي كان من المفترض أن يكون الرافعة الحقيقية لتوثيق هذه المرحلة التاريخية، هو إشارة إلى فشل في استخدام أداة الإعلام في تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الثقة بين الدولة والشعب.
وتضج مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بالتساؤل: أين التلفزيون الرسمي ووسائل الإعلام الأخرى في وقت تنتشر فيه الشائعات كالنار في الهشيم، وكتب ناشط على إكس:
Bil36725473@
وزارة الإعلام ضعيفة جدا للأسف؛ لم تستطع مواكبة الحالة السورية الجديدة. يجب إقالة كل من وزير الإعلام ووزير العدل. وكيف لبلاد أن تبقى دون تلفزيون رسمي على مدى شهرين والبلد تعصف به الإشاعات والأخبار الكاذبة.
◙ مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالتساؤل: أين التلفزيون الرسمي في وقت تنتشر فيه الشائعات كالنار في الهشيم
وانتقد آخر السلطات الجديدة وفشلها في التواصل مع المواطنين:
@bwd1554216
يا جماعة الخير أقولها للأسف والله الحكومة السورية إعلامها صفر، بالله عليكم كل الأخبار نسمعها فقط من إعلاميين وناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي. أين إعلام الحكومة وأين المصادر الرسمية للدولة وأين الإعلام الحربي وإعلام إدارة العمليات وأين إعلام وزارة الداخلية، كل شبيح المفروض أن يتم تصويره رسميا.
وعبر مدون عن غضبه قائلا بلهجة محلية:
anis56882437@
الحق مو عليهم الحق على الناطق باسم الحكومة السورية نايم بالعسل، قناة سورية رسمية تعطينا الحقيقة مافي، مليون محلل من سوق الجمعة وزارة الإعلام شاهد مشفش حاجة.
وقالت ناشطة:
Juljula_Revo_Sy@
وطالب الكثير من الناشطين بوضع حد للشائعات والفوضى الإخبارية في البلاد وأن يكون لوزارة الإعلام دور في التصدي لها:
Shaheen8syr@
في وزارة الإعلام السورية وسانا الكثير من الأخبار التي لا تصاغ بطريقة صحيحة وبطريقة تحس أنها مقصودة ليفهم الشارع… منذ شهرين إلى الآن لم يفتح التلفزيون الرسمي.. على الأقل افتحوا مكتبا لمحاربة الأخبار الكاذبة، ففي الكثير من دول توجد مكاتب مشابهة.
واعتبر الكثيرون أن غياب الإعلام الرسمي بشكل مقصود ومتعمد يدعو إلى الريبة والشكوك بشأن نوايا الحكومة في التعتيم على ما يجري في البلاد وتشريع الأبواب للشائعات:
Malik_Nashi@
وكان وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية محمد العمر قد صرح في يناير الماضي بأن الوزارة تعمل على وضع معايير واضحة تضمن حرية الإعلام، مع الالتزام بالقيم التي تليق بسوريا الجديدة.
وقال العمر إن إعلام النظام السابق كان أسير توجيهات أجهزة المخابرات، مضيفا أن إعلام سوريا الحرة اليوم يعكس تطلعات الشعب وينقل صوته بصدق، ملتزما بقيمه ومبادئه الراسخة. وكشف أن الوزارة تعمل حاليا على إعداد آلية شاملة، لتعيين متحدثين رسميين يمثلون الحكومة في القريب العاجل لتسهيل التواصل مع وسائل الإعلام.