عملية تبادل خامسة تشمل 3 رهائن إسرائيليين مقابل 183 فلسطينيا

صدمة في إسرائيل بسبب مظهر الرهائن الهزيل، فيما يتوعد نتنياهو بأنها لن تمر دون رد.
السبت 2025/02/08
ملامح الهزال والضعف والشحوب تظهر على الرهائن

رام الله (الاراضي الفلسطينية) - وصلت حافلة تقل معتقلين فلسطينيين أفرج عنهم ضمن عملية التبادل الخامسة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة.

وكانت الحافلة غادرت سجن عوفر الإسرائيلي القريب من بلدة بيتونيا. ونزل المعتقلون واحدا تلو الآخر وهم يلوحون بأيديهم للحشود التي كانت في استقبالهم وسط انتشار لعناصر الشرطة الفلسطينية.

وبدا الأسرى بهيئة صحية متردية وأجساد نحيلة، وظهر بعضهم عاجزا عن المشي، وتم حمل البعض على الأيدي.

وسيخضع الأسرى الفلسطينيون المفرج عنهم لفحوصات طبية أولية من قبل طواقم تتبع وزارة الصحة الفلسطينية، والهلال الأحمر.

وعزز الجيش الإسرائيلي قواته في سجن عوفر العسكري ومحيطه غربي رام الله، قبيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

وتعد هذه الدفعة الخامسة من الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل، والتي تشمل الإفراج عن 183 أسيرا، 42 منهم من الضفة، و3 مقدسيين، و138 من قطاع غزة، من بينهم 111 اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.

ويأتي هذا بعد أن سلمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ثلاث رهائن إسرائيليين وسط حالة من الصدمة في إسرائيل بسبب مظهرهم الهزيل.

والرهائن هم أوهاد بن عامي وإلياهو شرابي، اللذين احتجزهما مسلحون من داخل تجمع بئيري السكني خلال هجوم عبر الحدود في السابع من أكتوبر 2023، إلى جانب أور ليفي الذي اُحتجز في اليوم ذاته بينما كان يحضر مهرجان نوفا الموسيقي.

وتوجه الرهائن الثلاث برفقة مسلحين صوب منصة أقامتها الحركة وبدت عليهم ملامح الهزال والضعف والشحوب، وكانت حالتهم أسوأ من حالة 18 رهينة أُفرج عنهم سابقا ضمن اتفاق أُبرم الشهر الماضي.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت بيانا رحب فيه بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الثلاثة، لكنه يقول إن إسرائيل لن تقبل الصور القاسية التي شوهدت أثناء تسليمهم.

وجاء في بيان نتنياهو الذي يقضي عطلة نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة "إن حكومة إسرائيل تحتضن العائدين الثلاثة"، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل في موقعها الإلكتروني.

وذكر البيان أن الصور الصادمة التي رأيناها اليوم لن تمر دون رد".

وتحدث الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "جريمة ضد الإنسانية" في تعليقه على مشاهد ثلاثة رهائن إسرائيليين بدا عليهم الانهاك عندما أفرجت عنهم حركة حماس السبت في قطاع غزة وجعلتهم يعتلون منصة أمام مئات الأشخاص.

وكتب هرتسوغ عبر منصة اكس "هكذا يكون مشهد جريمة ضد الإنسانية. يجب على العالم بأسره أن يشاهد (الرهائن الثلاثة) الذين تم تجويعهم وقد بدا الهزال والمعاناة على وجوههم فيما يتم استغلالهم في مشهد وقح وقاس من قبل قتلة حقيرين".

وقالت ميكال كوهين، حماة أوهاد بن عامي، للقناة 13 الإخبارية بينما كانت تشاهد مراسم التسليم التي نظمتها حماس "بدا وكأنه هيكل عظمي، كان من المؤلم رؤيته".

وقبل ذلك، كان عشرات من مسلحي حركة حماس الملثمين قد انتشروا في منطقة دير البلح بغزة، حيث أقامت الحركة منصة رفعت عليها صور آليات عسكرية إسرائيلية مدمرة، بالإضافة إلى أعلام الحركة وصور عناصر لها قضوا في القتال.

كما ركنت شاحنات بيك آب بيضاء تابعة لحماس في المكان استعدادا لعملية الإفراج.

وفي تل أبيب، تجمع مئات الأشخاص في "ساحة الرهائن" لمتابعة البث المباشر لعملية الإفراج، حيث نُصبت شاشة عملاقة تعرض العد التنازلي للأيام والساعات منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أدى إلى اختطاف الرهائن واندلاع الحرب.

وقالت حماس إن إسرائيل ستفرج في المقابل عن 183 سجينا فلسطينيا، بعضهم يقضي أحكاما في قضايا تتعلق بالمشاركة في هجمات أدت لمقتل عشرات الأشخاص ومنهم 18 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد و54 يقضون أحكاما لمدد طويلة و111 جرى اعتقالهم في قطاع غزة خلال الحرب.

وبالنسبة لأسر الرهائن المحتجزين في غزة منذ أكثر من عام، يمر وقت انتظار التسليم وكأنه رحلة مليئة بالخوف والأمل مع اقتراب لحظات لم الشمل.

والعودة بالنسبة لرهائن آخرين قاسية. فقد قتلت ابنتا شرابي وزوجته المولودة في بريطانيا في هجوم حماس على تجمع بئيري السكني، حيث قتل عُشر السكان.

وعملية التبادل هي الأحدث في سلسلة من عمليات التبادل التي أعادت حتى الآن 13 رهينة إسرائيلية بالإضافة إلى خمسة تايلانديين خُطفوا خلال هجوم حماس و583 سجينا ومعتقلا فلسطينيا.

ورغم العثرات، فإن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن التي تستمر 42 يوما لا تزال صامدة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل ثلاثة أسابيع تقريبا. وأبرم الاتفاق بدعم من الولايات المتحدة ووساطة مصر وقطر.

لكن المخاوف من انهيار الاتفاق قبل إطلاق سراح جميع الرهائن تزايدت منذ دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئة لنقل الفلسطينيين من غزة وتسليم القطاع للولايات المتحدة وتطويره ليكون "ريفييرا الشرق الأوسط".

ورفضت الدول العربية والجماعات الفلسطينية الاقتراح، الذي يقول عنه منتقدون إنه يصل إلى مستوى التطهير العرقي.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رحب بتدخل ترامب، وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بإعداد خطط للسماح للفلسطينيين الراغبين في مغادرة غزة بالقيام بذلك.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على إطلاق سراح 33 طفلا وامرأة ورجلا مسنا إسرائيليا خلال مرحلة أولية مقابل ما يقرب من ألفين من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين.

وبدأت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية قبل أيام بهدف إعادة الرهائن المتبقين والاتفاق على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة استعدادا لإنهاء الحرب بشكل نهائي.

وكان مسلحون من حماس هاجموا إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أدى وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وردت إسرائيل بشن حرب جوية وبرية على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الصحية في غزة، ودمرت أجزاء كبيرة من القطاع الضيق.