تصفية حسابات بأثر رجعي في الجامعات السورية تثير الجدل

تحولت الجامعات السورية إلى مسرح لحملات استقطاب وتجاذب سياسي، انعكست على مواقع التواصل بعد إيقاف أستاذة جامعية عن العمل والتحقيق معها إثر مظاهرة طلابية بسبب اتهامها بتسليم العشرات من الطلاب لفروع أمن سابقا.
دمشق - أثار توقيف الأستاذة في كلية الإعلام السورية نهلة عيسى عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تاريخها الطويل في التدريس والظهور على شاشات التلفزيون، بينما تظاهر طلاب ضدها مطالبين بمحاسبتها “بسبب تعاملها السابق مع الأجهزة الأمنية والتسبب باعتقال عدد منهم”.
وطالبت وقفة نظمها طلاب من مختلف أقسام وسنوات الكلية، الثلاثاء، بـ”تحسين جودة التعليم في الكلية، وإبعاد أي شخصيات تعيق تطورها.” ونادت الوقفة بـ”إزالة جميع الشخصيات الأكاديمية والإدارية التي ثبت تورطها في الفساد، المحسوبية، الظلم، والتحيز ضد الطلاب.” و”إنهاء سيطرة أي شخصيات تمثل امتدادا لسياسات قمعية أثرت سلبا على جودة التعليم في الكلية.”
وذكر مصدر من جامعة دمشق أن عيسى شخصية مثيرة للجدل، إذ ارتبط اسمها بالأفرع الأمنية والممارسات القمعية خلال حقبة النظام البعثي، واتُهمت بكتابة تقارير ضد الطلاب، غير أن القضية في الواقع متشابكة وهناك ملابسات لها.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن “الطالب المعني وقيل إنه تم اعتقاله في ذلك الحين من مكتب عميد الكلية أصبح لاحقا قياديا في صفوف المعارضة السابقة”، مشيرا إلى أن عيسى على عكس ما يشاع، لعبت دورا في الإفراج عن الطالب، وقد جاء والده وشكرها في مكتبها في ذلك الحين.
مخاوف في الأوساط الجامعية من أن يصبح مصير أي أستاذ جامعي في سوريا متوقفا على توثيق صور له مؤيدة للجيش
وتابع أن الجامعة باتت مسرحا للاستقطاب السياسي والتجاذب بين التيارات المختلفة المدنية والدينية والسياسية منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، وطرأت تغيرات شديدة على مناخ الجامعات السورية وأجواء الطلاب، كما عاد العديد من الطلاب المفصولين خلال السنوات الماضية بسبب مشاركتهم في التظاهرات ضد الأسد، وهؤلاء أعادوا إحياء الاحتجاجات في الحرم الجامعي للمطالبة بما اعتقدوا أنه تصفية حساب مع من أساء إليهم.
ورفع طلاب الكلية شعارات تطالب بإقالة الدكتورة نهلة عيسى، مع اتهامها بتسليم العشرات من الطلاب لأفرع أمن النظام السابق، ولم تمض سوى ساعات حتى صدر قرار بإيقافها عن العمل والتحقيق معها، وانعكست أصداء القرار على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء في تعليق:
Ali1Doughri@
وزارة التعليم العالي تصدر قرارا بتوقيف الدكتورة نهلة عساف عيسى من الهيئة التدريسية في كلية الإعلام بجامعة دمشق عن العمل وإحالتها إلى التحقيق على خلفية شكاوى قدمها طلاب في كلية الإعلام.
قالت إحدى الطالبات في شهادة مصورة أن عيسى استغربت لدى خروج الطالبة من السجن متعهدة بإعادة سجنها.
وذكر ناشط:
Omar_Madaniah@
كنا قد نشرنا عن الدكتورة المجرمة نهلة عساف عيسى عضو الهيئة التدريسية في كلية الإعلام بجامعة دمشق بعضا من جرائمها لتصدر وزارة التعليم العالي قرارا بتوقيفها عن العمل الآن وإحالتها إلى التحقيق.
وقال آخر:
ronakshekhe@
وزارة التعليم العالي توقف الدكتورة نهلة عيسى عضو الهيئة التدريسية في كلية الإعلام بجامعة دمشق عن العمل وتحال إلى التحقيق.
نهلة العيسى كانت دكتورتنا في الجامعة وكانت فوقية بالتعامل ومعدل النجاح منخفض جدا بموادها.
وتحدثت مدونة عن ممارسات سابقة لعيسى مع المطالبة بالمحاسبة:
Marie88Sami44@
روجت لـ”جهاد_النكاح” وبررت “مذبحة التضامن”.. الشبيحة نهلة عيسى على رأس عملها بجامعة دمشق والطلاب غاضبون ويطالبون بمحاسبتها!
توجد لها مقاطع فيديو تشهر بأعراض بنات الأحرار، يرجى المحاسبة بأسرع وقت.
وتحدث آخر عن كواليس الجامعة خلال الحرب السورية:
Bahaa_Dabous@
إيقاف الدكتورة #نهلة_عيسى عضو الهيئة التدريسية بكلية الإعلام في #جامعة_دمشق عن العمل وإحالتها إلى التحقيق، بحسب الإعلامي محمد الفيصل، القريب من الحكومة، بعد احتجاجات ومطالبات بذلك من قبل طلاب الكلية.
نهلة كانت تشبّح علينا قبل الثورة نحن طلاب كلية الإعلام في دمشق وحتى على زملائها، بلسانها السليط وعلاقاتها المخابراتية، فكانت نموذجا للفساد في عهد النظام المخلوع.
بالمقابل كان هناك من دافع عن الأستاذة الجامعية وتحدث عن نشاطها الاجتماعي، وجاء في تعليق:
Yaaqoub1194995@
هي الدكتورة نهلة عساف عيسى عضو الهيئة التدريسية في كلية الإعلام بجامعة دمشق.. هي الدكتورة ساعدت كتير ناس بالزلزال.
أدب، أخلاق، حشمة، إنسانية، من كلووو.. ليش وقفوها.
وقد حذّر عدد من أساتذة كلية الإعلام من خطورة اتباع هذا النهج في التعامل مع الأساتذة الجامعيين لأنه يضع مصيرهم بين يدي الطلاب الذين لا يكونون دائما على حق وفي بعض الأحيان يلجأون إلى الانتقام والتشفي لأسباب شخصية.
ويرى عدد من أساتذة الجامعة عموما وكلية الإعلام خصوصا، أن ما يثير المخاوف حاليا هو أن يصبح مصير أي أستاذ جامعي متوقفا على توثيق صورة له وهو يرفع العلم السوري السابق أو يقف إلى جانب أحد جنود الجيش السابق أو ربما لمجرد توثيق منشور له على صفحات التواصل الاجتماعي يشيد فيه بالرئيس السابق بشار الأسد، معتبرين أن مثل هذا النهج سوف يتطلب محاكمة 99 في المئة من الشعب السوري.
وكانت لجنة تسيير أعمال جامعة دمشق أوقفت ثلاثة من أساتذة الجامعة عن العمل والتدريس لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من السادس من يناير الماضي حتى الانتهاء من التحقيقات وجمع الأدلة اللازمة، هم الدكتور رشاد مراد الأستاذ في قسم التأثير والسموم في كلية الصيدلة، والدكتور منير حرفوش الأستاذ في قسم جراحة الفم والفكين بكلية طب الأسنان، والدكتور عمار مشلح الأستاذ في قسم طب الفم بكلية طب الأسنان.
واستند ذلك إلى أحكام قانون تنظيم الجامعات رقم 6 لعام 2006، وتحديدا المادة 104 منه، وجرى توجيهها إلى الجهات المعنية لتنفيذها وفق الأصول القانونية. كما أعلنت كلية طب الأسنان في جامعة دمشق إطلاق رابط خاص لتقديم شكاوى الطلاب المتعلقة بالمظالم أو التجاوزات داخل الجامعة. وأكدت الكلية في بيان أصدرته في السابع من يناير 2025 أن الخطوة تهدف إلى تعزيز العدالة والنزاهة ومكافحة الفساد في البيئة الجامعية.