الجزائريون غاضبون من شانيل لعدم اعترافها باستلهام أزيائها من تراثهم

الجزائر - أثار أسبوع "الموضة" الذي أُقيم في باريس بفرنسا استياء واسعا من جانب الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن دور أزياء شهيرة استلهمت تصميماتها من تراثهم دون أن تذكر أصلها ما اعتبروه سرقة.
وعُرضت في أسبوع “الموضة” الأزياء المخصصة لربيع وصيف 2025، وشهدت مشاركة لأشهر المصممين الذين تنافسوا على عرض أجمل وأغرب الأزياء التي ابتكروها.
غير أن بعض الأزياء أثارت تحفظ الجزائريين، مثل تصميم لشركة “شانيل” الشهيرة، حيث اتهمه ناشطون بأنه “مستوحى من زي تقليدي وهو الجبة ‘النايلية’ المعروفة في الهضاب العليا الجزائرية، وخاصة في ولاية الجلفة (310 كيلومترات جنوب الجزائر)، وهو عبارة عن فستان قصير الأكمام بحزام، وحتى بالنسبة للإكسسوارات، وجاء في تعليق:
SHadj55754@
اتهامات “شانيل” الفرنسية بسرقة تصاميم من التراث الجزائري مثل الفساتين ذات الأكمام المميزة والطيات تحت الحزام وبين الجبة النايلية الزي التقليدي الذي يعتبر قطعة تراثية نسجتها أنامل نساء جزائريات.
وأظهر متابعون الشبه بين الزيين، كون اللباس النايلي الأصلي يتكون من عدة قطع وهي الجُبة، الملحفة، الطاسة، الخمري، الزمالة، العبروق والبثرور، الحلي وسخاب العنبر، واعتبروا أنها ليست المرة الأولى التي تتم فيها “سرقة” تراثهم وعدم ذكر المصدر، وحقيقة أصلها، وقال أحدهم:
thealgerianlady@
بعد إيلي صعب وزهير مراد هاهي شانيل وغيرها من براند الملابس الراقية تسرق التراث الجزائري.
كل هذا حدث ويحدث لسببين؛ ضعفنا إعلاميا وعدم متابعة السارقين قانونيا.
إلى متى تستمر هاته الظاهرة؟
وعبّرت أخرى عن غضبها قائلة:
Lilia1Alg@
تغفل شوية تلقاهم سرقوك ما عرفنا شتا نعسو.
شانيل تسطو على اللباس النايلي وتعرض تصميم دون الإشارة إلى أنه مستوحى من التراث الجزائري.
كما اتهم البعض المصمم الإيطالي جيامباتيستا فالي باستيحاء ثلاثة أزياء تقليدية معروفة، وهي “الحايك” وكذلك “الكاراكو” و”السروال لمدور”، وكلها من منطقة العاصمة الجزائر.
وعلق جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى صفحات شركات الأزياء تلك منتقدين استلهامها للتصماميم الجزائرية دون ذكر للمصدر، معتبرين أن “هذه التصاميم مشهورة في الجزائر، ويصعب ألا يتعرف عليها أحد”، مطالبين وزارة الثقافة الجزائرية بالتدخل.
ورأى البعض أنه فخر للجزائر أن يتم استلهام أزيائها الضَّاربة في التاريخ، لكن المصممين مطالبون بالإشارة إلى أصلها، وهون آخرون من هذا التشابه وقالوا إن المصممين العالميين اعتادوا الخلط بين الأزياء لابتكار زي جديد، قد يكون هذا محض صدفة، وجاء في تعليق:
_aa_aa99@
شانيل استوحت واستلهمت من الزي الجزائري ولم تصل إلى حد نسخ الزي الأصل، لهذا لا يعتبر انتهاكا.
هذي شطارة..
وكتب مغرد:
basbosa_dj@
هل علينا اتخاذ إجراء ضد شانيل؟
يوجد جزائريون يطالبون وزارة الثقافة بذلك لأن الماركة العالمية لم تذكر أنهم استوحوا تصميمين من اللباس النايلي.
وهذه تعتبر سرقة والفستان ستشتريه سيدات أو مشاهير على أنه ماركة شانيل وينسب لها.
وعبّرت ناشطة عن امتعاضها بالقول:
RadiaBoudissa@
نبعدوا شوية على تصريحات رئيس الجمهورية اللي كل واحد فسرها على حسب فهمه
واش بيها شانيل دايرتها؟ سرقت الزي التقليدي الشاوي وزادت عليه محزمة اللويز!
سرقته ماشي اقتبست منه! هاذي اللبسة ماهيش مجرد قماش وتطريز، هاذي كرامتنا، هويتنا.
الوقاحة تزيد كي مايعترفوش بأن أصله جزائري.
وتشير الناشطة في تدوينتها إلى تصريحات الرئيس عبدالمجيد تبون وسجالاته مع المسؤولين الفرنسيين في الفترة الأخيرة التي اتسمت بحساسية شديدة ويبدو أنها ساهمت في زيادة التوتر بين المواطنين أنفسهم.
وكانت الجزائر دخلت في معارك تراثية عديدة بشأن القفطان والزليج وقد خسرتها مع المغرب، وهو ما جعل حساسيتها شديدة تجاه استلهام الزي التقليدي في أسابيع الموضة العالمية وتدافع عنه بشراسة للاعتراف به.
فقد قدّم المغرب شكوى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بعد أن استخدمت الجزائر صورة قفطان مغربي في ترشيحها لتضمين “غندورة” و”مليحفة” (تقليدية) في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.
ثم شرعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية في سلك مجموعة من الإجراءات القانونية من أجل التصدّي لمحاولة سطو نظيرتها الجزائرية على القفطان المغربي، وذلك بعدما تقدّمت بطلب إدراج ملف بعنوان “الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير”، في قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو، تضمن القفطان المغربي.
في الآونة الأخيرة، كان الثوب محل جدل في شبكات التواصل الاجتماعي بين المُؤثّرين والفنانين من كلا البلدين حول أبوة الثوب
وتواصلت الوزارة المغربية، حسب مصادر إعلامية، مع تمثيل اليونسكو في الرباط لاتخاذ الخطوات اللازمة في إجراءات الشكوى أمام لجنة التقييم التابعة لليونسكو.
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ احتجاج المغرب مرتبط بإحدى الصور التي قدّمها الجانب الجزائري في ترشيحه، والتي تُصوّر قفطانا أسود من المخمل (سترة طويلة) بتطريز الأزهار باللون الذهبي، ولباسا تقليديا نموذجيا آخر معروفا بفاس.
وقال المصدر “سنمضي على طول الطريق (مع الادعاء)”، مشيرا إلى أنّ “المغرب قدم ترشيحه لتسجيل القفطان في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، التي سيتمّ فحصها في 2025.”
ولفت المصدر ذاته إلى أن اليونسكو تمنح كل دولة الحق كل سنتين في تسجيل عنصر في التراث اللامادي، حيث قام المغرب عام 2021 بتسجيل التبوريدة، وسيتمّ تسجيل الملحون هذه السنة، فيما سيُسجل القفطان المغربي عام 2025.
وفي المغرب، يُعتبر القفطان من لباس “الجالا” بامتياز، وترتديه النساء في مختلف المناسبات والاحتفالات الاجتماعية والعائلية والدينية. كما قام صانعو الملابس والمصمّمون المغاربة بتكييف هذا الثوب التقليدي مع أحدث اتجاهات الموضة العالمية.
وفي الآونة الأخيرة، كان الثوب محل جدل في شبكات التواصل الاجتماعي بين المُؤثّرين والفنانين من كلا البلدين حول أبوة الثوب.
واحتدم الأمر بين البلدين الجارين وتطور إلى صراع إعلامي، حيث زعمت وسائل إعلام جزائرية “تأتي هذه التحرّكات بعد الفضيحة التي كشف عنها نشطاء جزائريون حول محاولة بعض المغاربة شراء تحف فنية جزائرية من بينها اللباس التقليدي ‘القفطان التلمساني’، الذي يعود تاريخ صناعته إلى أكثر من قرن، بهدف توثيقه على أنّه تراث مغربي.”
وأضاف موقع “الشروق” الإلكتروني الجزائري “قد بدا من خلال هذه التحرّكات المراد منها عرقلة المسار الصحيح لتصنيف التراث الجزائري، خاصة أنّ الجزائر وضعت، أخيرا، ملفا تضمن الزي النسوي للشرق الجزائري الكبير.”