يوسف عيد يتتبع تصوير شعراء للعالم العربي المعاصر بالأرض الخراب

كاتب يستكمل ما أنجزه ضمن الدراسة الأولى بعنوان "تمّوزيّون لكن شعراء" في الكشف عن جوانب أسطورة أدونيس.
الأربعاء 2025/02/05
رصد لصورة تموز في الشعر العربي

بيروت - أصدر الأكاديمي والناقد اللبناني يوسف عيد الجزء الثاني من كتابه “تمّوزِيون لكن شُعَراء” عن منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحادة الثقافي، والذي يأتي تكملة للجزء الأول الذي تتبع فيه تناول أسطورة تموز في شعر سبعة من شعراء الحداثة العرب هم: بدر شاكر السياب، أدونيس، خليل حاوي، يوسف الخال، فؤاد سليمان، غسان مطر وفؤاد الخشن.

جاء غلاف الجزء الثاني من الكتاب من تصميم جويس يوسف عيد، ويظهر فيه أدون أو أدونيس أو تموز إله الخصب، ورمز أسطورة الموت والانبعاث، وأيادي النساء اللواتي يجلسن عند البوابة يبكين أدون، ويقدِّمن له البخور، ويزرعن السطوح بالنباتات اللذيذة. الألوان المتشظية عبارة عن تشكّي أدون في نفوس الشعراء والمكعّبات الصغيرة الممزّقة ترمز إلى تعاقب الفصول واسترجاعها بين الموت والعودة.

يستكمل الدكتور يوسف عيد في كتابه ما أنجزه في الدراسة الأولى “تمّوزيّون لكن شعراء” في “الكشف عن جوانب أسطورة أدونيس، وبيان نقطة الالتقاء عند بعض الشعراء في تصوير العالم العربي المعاصر بالأرض الخراب، ماتت فيه القيم الإنسانيّة ومعالم الحضارة وكأنّهم استلهموا العنوان “الأرض اليباب” لـلشاعر ت.إس إيليوت” على حدّ تعبير المؤلف.

o

ويتضمن الجزء الثاني من الكتاب أيضا قراءة في تجارب سبعة شعراء موزعة على سبعة فصول: الأول في عنوان جبرا إبراهيم جبرا، الثاني: سلمى الخضراء الجيوسي، الثالث: نقولا يواكيم، الرابع: محمود درويش، الخامس: عبدالوهاب البياتي، السادس: فرح الدوسكي، السابع: عبدالله شحادة.

ويتضمن الكتاب أيضًا: انزلاق أولي وانزلاق أخير بقلم المؤلف، بطاقات تعريف، مختارات، مصادر ومراجع.

قدَّم للكتاب الدكتور جان توما بكلمة مما جاء فيها: “ذهب يوسف عيد إلى اكتشاف الجديد ليستكمل المشهد التموزي بعد كتابه الأوّل. في هذا الكتاب مدّ يده إلى الكروم المجاورة، فقطف عناقيد الجمال، وتحلّى بحبّات التين، ولم ينس لملمة التوت المرتاح على الأسوار الأدبيّة الهانئة، فـ’استموز’ أزمة فلسطيني الجذور جبرا إبراهيم جبرا لينقل صرخته في قصيدته ‘المدينة’: ‘وأعيدي صرخة الحياة إلى الحناجر’، والأردنية سلمى الخضراء الجيوسي الطالعة بندائها في قصيدتها ‘عرّاف الرياح’: ‘أيها البحر الذي ضمّ رفات الأشرعة’، واللبناني نقولا يواكيم الداعي إلى ولادة جديدة في قصيدته ‘عمر’:وسنولد في زمن يأتي وأحبك يا حبي أكثر.”

وتابع “لم ينس العراقيّة فرح الدوسكي، السائلة في قصيدتها ‘دمعة’ عن ‘رئة أخرى… لن أختنق ألمًا’. والفلسطيني محمود درويش الطالب مرحلة الصعود في قصيدته ‘العشاء الأخير’: ‘فاصعد بنا، لأنّ الرسائل بعدك تغتالنا واحدًا واحدًا’، والعراقي عبدالوهاب البياتي المدحرج الحجر في قصيدته ‘سارق النار’: ‘إني تركت لهم يا رب أكفاني’، واللبناني عبدالله شحادة المُلتَهم بالنار لبعث آتٍ في قصيدته ‘النبي داود’: فانفخ الناي تلتهم كلّ وجد/ يبعث الروح فيه نورا ونارا.”

ويضيف: “كتاب يوسف عيد هذا، اقتحام سلمي لدلالات وإشارات فنيَّة من خلال قصائد حاولت أن تشرح بمَشطِها خصائل تموز، واستطاع أن يقف على سرّ التسريحة الجميلة، والغرّة المرتاحة على جبين شمسيّ. جدّل يوسف عيد خصلات الشّعر التمّوزي في عفويتها وتدلياتها، بعيدًا عن المؤثرات والتأثّرات، عرف كيف ينفخ في مزمار الناي، وهو ابن الطبيعة ووشم الصباح، فدانت له تموزّيات العابرة في القصائد كالضباب الطالِع من وادي عبقر إلى تلال النور والنار.”

12