داعش يدخل على خط الوضع الأمني القلق في الصومال

مقديشو- أعلنت الشرطة ووسائل إعلام رسمية في الصومال إلقاء القبض، الاثنين، على قيادي بارز في جناح تنظيم الدولة الإسلامية بالبلاد وذلك بعد يومين من استهداف قيادة التنظيم بضربات جوية أميركية وبينما تواصل قوات الأمن حملة على التنظيم منذ أسابيع.
ويهدد دخول داعش على خطّ الوضع الأمني القلق في الصومال، الاستقرار النسبي والهش المتحقّق في البلد ذي الموقع المهم كمدخل للقارة الأفريقية وممر حيوي للملاحة الدولية، وهو الأمر الذي تأكّد خلال سنوات سابقة عندما تحولت سواحله ومياهه الإقليمية إلى مركز للقرصنة البحرية ما استدعى تضافر جهود دول إقليمية وقوى عالمية لمواجهة الظاهرة والقضاء عليها.
وفي السنوات القليلة الماضية، صار فرع التنظيم في الصومال جزءا متزايد الأهمية من شبكة الجماعة الجهادية العالمية إذ ازدادت قوته بسبب تدفق المقاتلين الأجانب وتحسن حصيلة إيراداته.
◄ حركة الشباب تخوض قتالا منذ سنوات في الصومال في محاولة للإطاحة بالحكومة المركزية وإقامة حكمها الخاص المبني على تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية
وفي هجوم على قاعدة عسكرية في ديسمبر الماضي أعلن التنظيم استخدامه لسيارتين ملغومتين وهو ما قال محللون أمنيون إنه يشير إلى اعتماد تكتيكات أكثر عنفا ودموية.
وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية أن عبدالرحمن شروع أوسعيد قائد عمليات الاغتيال في التنظيم استسلم للسلطات الاثنين في جبال علي مسكاد بولاية بونتلاند شمال شرق البلاد.
وتبذل السلطات جهودا مضنية لبسط سيطرتها مجددا على البلد بعد حرب أهلية دامت لأكثر من ثلاثة عقود أعقبت الإطاحة بالرئيس سياد بري.
وكانت السلطات الصومالية حتى وقت قريب تعتبر جناح تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد تهديدا أمنيا بسيطا مقارنة بحركة الشباب التي تسيطر على مساحات شاسعة من جنوب الصومال.
وأكد قائد الشرطة في منطقة بري ببونتلاند عبدالقادر جامع ديرير القبض على القيادي المعروف باسم لاهور والذي كان مسؤولا أيضا عن ابتزاز الشركات المحلية باسم التنظيم.
وأعلنت ولاية بونتلاند شن هجوم كبير على تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة إسلامية منافسة هي حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في ديسمبر الماضي وقالت إنها سيطرت منذ ذلك الحين على عدة قواعد لتنظيم الدولة الإسلامية.
واسترعى البروز المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية في المشهد الأمني بالصومال انتباه الولايات المتحدة واستدعى تدخلها لمواجهته. وأعلنت السلطات المحلية، الأحد، مقتل ستة وأربعين عنصرا على الأقل من التنظيم في الغارة الجوية الأميركية التي استهدفت مواقعه في شمال الصومال.
وقال الجنرال محمد أحمد المتحدث العسكري لمنطقة بونتلاند شبه المستقلة حيث وقعت الغارة إن من بين القتلى اثني عشر مقاتلا أجنبيا يُعتقد أنهم جاؤوا بشكل رئيسي من دول عربية.
◄ حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة لم تعد التهديد الأمني الوحيد للصومال بعد تدفق مقاتلي داعش وشروعهم في الاستقرار
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته في منشور عبر منصة إكس إنه أمر بتوجيه ضربات جوية لداعش في الصومال، وهو ما أكده وزير الدفاع بيت هيجسيث بالقول في بيان إن الضربات التي نفذتها قيادة القوات الأميركية في أفريقيا جاءت بتوجيه من ترامب وبالتنسيق مع حكومة الصومال.
وأوضح ترامب أنه “تم تدمير الكهوف التي كان يعيش فيها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، ولقي العديد من الإرهابيين حتفهم”. وأضاف أن الرسالة إلى التنظيم المتشدد هي “سنجدكم ونقتلكم.”
وإلى جانب بروز تنظيم داعش ما تزال حركة الشباب مصدر التهديد الأمني الرئيسي للصومال ولبلدان مجاورة له. وذكرت وسائل إعلام محلية أن مسلحين يشتبه في انتمائهم للحركة خطفوا خمسة مسؤولين حكوميين في شمال شرق كينيا، الاثنين، خلال توجههم إلى العمل.
ونقلت قناة سيتيزن التلفزيونية عن مفوض المنطقة الشمالية الشرقية جون أوتينو قوله إن الحادثة وقعت في منطقة مانديرا عندما كان المسؤولون متوجهين إلى بلدة إلواك.
وتخوض حركة الشباب قتالا منذ سنوات في الصومال في محاولة للإطاحة بالحكومة المركزية وإقامة حكمها الخاص المبني على تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.
كما تنفذ هجمات في كينيا المجاورة من أجل الضغط على نيروبي لسحب قواتها من الصومال حيث تشارك في قوة حفظ سلام دولية داعمة للحكومة الصومالية.