أدوية التنحيف الجديدة تغذّي قطاع الطب التجميلي

شد الجلد وتجديد سطح البشرة وحقن الوجه، وشد الجسم أبرز علاجات ما بعد فقدان الوزن.
الاثنين 2025/02/03
جيل جديد من الأدوية المضادة للسمنة

يشير خبراء الصحة إلى أن أدوية فقدان الوزن تحفّز الطلب على الطب التجميلي، وخصوصا في ما يتعلق بعلاجات ما بعد فقدان الوزن، كشد الجلد وتجديد سطح البشرة وحقن الوجه وشد الجسم. ونظرا لفاعليتها المثبتة في خفض الوزن، ارتفعت شعبية "ويغوفي" و"زيب باوند" بسرعة كبيرة، وهما من الأدوية القائمة على هرمون الجهاز الهضمي "جي إل بي1-".

باريس- يُتوقَع أن يزداد الطلب على عمليات الطب التجميلي، كشدّ بشرة الجسم وحقن الوجه المجوّف، المرتبطة بأشكال فقدان الوزن التي يولدها الجيل الجديد من الأدوية المضادة للسمنة والقائمة على هرمون الجهاز الهضمي “جي إل بي-1.”

ولاحظ تحليل للسوق طُرح خلال مؤتمر “إيمكاس” للأمراض الجلدية والجراحات التجميلية الذي اخُتُتِم السبت في باريس أن “الأدوية المرتبطة بـ”جي إل بي-1″ تحفّز الطلب في الطب التجميلي، وخصوصا في ما يتعلق بعلاجات ما بعد فقدان الوزن، كشد الجلد وتجديد سطح البشرة وحقن الوجه وشد الجسم.”

ويرى القطاع أن “هذه الثورة العلمية تُوفّر آفاقا اقتصادية واعدة جدا”، وخصوصا في “الولايات المتحدة، حيث الإقبال كبير جدا على أدوية “جي إل بي-1” نظرا إلى أنها أول سوق أجيز فيها استخدام هذه العلاجات لإنقاص الوزن. وتأخذ منتجات التنحيف “جي إل بي-1” اسمها من هرمون تفرزه الأمعاء يرسل إشارة الشبع إلى الدماغ.

معظم أدوية إنقاص الوزن الموصوفة طبيًا تعمل عن طريق تقليل الشعور بالجوع أو جعل الشخص يشعر بالمزيد من الشبع

وارتفعت بسرعة كبيرة شعبية هذه الأدوية، على غرار “ويغوفي” من شركة”نوفو نورديسك” و”زيب باوند” من “إيلاي ليلي”، نظرا لفاعليتها المثبتة، إذ تؤدي إلى فقدان ما بين 15 في المئة و20 في المئة من الوزن في المتوسط خلال 16 إلى 18 شهرا، وبات لهذه الأدوية جمهور كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، مع أن لها بعض الآثار الجانبية، ومنها مثلا الغثيان.

وتوقعت شركة “بوسطن كونالستينغ غروب” الاستشارية أن تكون الأدوية القائمة على “جي إل بي-1” بمثابة فرصة بقيمة مليارَي دولار لقطاع الطب التجميلي بحلول عام 2029، بعدما مثّلت 700 مليون دولار عام 2024.

وقدّرت الشركة الاستشارية بما بين 2 و3 في المئة النمو المنتظر هذه السنة للإيرادات من حقن المواد المُجدِدَة وتوكسين البوتولينوم (البوتوكس) وحمض الهيالورونيك، فضلا عن تقنيات شد الجلد، “بفضل مستخدمي أدوية “جي إل بي-1.”

وشرح الأمين العام للجمعية الفرنسية لجراحي التجميل ميشال رويف أن “الوسط الطبي يرى أن الشكل الناجم عن هذا النوع من الأدوية ليس مطابقا تماما لفقدان الوزن المألوف،” إذ “يذوب الوجه، كما يحدث عند التقدم في السن.”

ولدى أطباء الجلد الانطباع نفسه، إذ لاحظت رئيسة الجمعية الوطنية للتجميل المتعلق بالأمراض الجلدية مارتين باسبيرياس في تصريح لوكالة فرانس برس لدى مَن فقدوا وزنا باستخدام هذه الأدوية أن وجوههم تبدو حزينة بعض الشيء، ومتعبة بعض الشيء. وفي باكستان، أشارت زميلتها شهر بانو إلى أن هؤلاء يتصفون بـ”ذقن مزدوجة”، و”مظهر مجوّف” للوجه، وبما سمّته “الأرداف الأوزمبية”، أي تلك التي تترهل بعد تناول هذا الدواء المضاد لمرض السكري والقائم على “جي إل بي-1.”

إلاّ أن فقدان الوزن بما بين 15 و20 كيلوغراما بفعل هرمون “جي إل بي-1” يقلّ عن الوزن الذي يُفقَد بعد جراحة السمنة “التي تؤدي إلى خسارة 30 إلى 40 كيلوغراما، وأحيانا أكثر”، وتتسبب “بتلف كبير للجلد”، بحسب الدكتور رويف. أما إذا لم يكن الوزن الزائد قديما وكان الجلد مرنا بدرجة كافية، فإن بعض الذين كانوا يعانون السمنة وفقدوا وزنا سيحصلون على نتائج جيدة من دون جراحة أو بمجرد جراحة مخففة، وفقا لجراح التجميل هذا.

خخ

وأوضحت مارتين باسبيرياس أن من الممكن استخدام تقنيات أخرى لإجراء التصحيحات، ومنها “محاولة إعادة تماسك الجلد” و”تحفيز الخلايا والأنسجة” و”استخدام المرطِّبات وحمض الهيالورونيك ومستخلصات “الكولاجين.”

وأضافت “في الكثير من الأحيان، يكون الأمر عبارة عن مزيج تدريجي ومتكرر من التقنيات التي تعطي نتيجة جيدة”، ومنها أجهزة الترددات الراديوية وتقنيات الموجات فوق الصوتية.” لكن الجلسات “طويلة ومكلفة إلى حد ما.”

وأشارت إلى أن مرضاها “القلائل” الذين عولجوا بـ”جي إل بي-1″ يقصدونها لتصحيح الجسم ولكن أيضا للوجه، إذ أن “تدليك البشرة يعمل على تنشيط الخلايا الليفية، وهي الخلية التي تنتج الكولاجين والأنسجة المرنة، ولكن إذا كان الجلد مترهلا كثيرا، فإن التدليك لن يكون كافيا.

ومع أن هذه الأدوية القائمة على “جي إل بي-1” تتمتع “بجانب سحري تقريبا” نظرا إلى فاعليتها الكبيرة، رأت الطبيبة أن “لا عصا سحرية أو دواء لإعادة تشكيل كل شيء.” وشدّد المتخصصون الذين حاورتهم وكالة فرانس برس على أهمية الحفاظ على الوزن وتدريب العضلات وإتباع نظام غذائي مناسب.

شعبية هذه الأدوية ارتفعت بسرعة كبيرة، نظرا لفاعليتها المثبتة، إذ تؤدي إلى فقدان ما بين 15 في المئة و20 في المئة من الوزن في المتوسط خلال 16 إلى 18 شهرا

وبحسب خبراء “مايو كلينيك” تؤدي أدوية إنقاص الوزن التي تُصرف بوصفة طبية والتي يمكن استخدامها لأكثر من 12 أسبوعًا، أي الاستخدام طويل الأجل، إلى فقدان كبير في الوزن مقارنةً بالعلاج غير الفعال الذي لا يُستخدم فيه الدواء، والذي يُطلق عليه الدواء الوهمي. ويؤدي الجمع بين أدوية إنقاص الوزن وتغييرات نمط الحياة إلى إنقاص الوزن بنسبة أكبر مقارنةً بتغييرات نمط الحياة وحدها.

وقد يعني تناول هذه الأدوية لمدة عام فقدان الوزن الإجمالي للجسم بنسبة أكبر تبلغ 3 في المئة إلى 12في المئة مقارنةً بفقدان الوزن نتيجة تغييرات نمط الحياة وحدها. وقد تبدو هذه النسبة غير كبيرة. لكن قد يكون لفقدان ما بين 5 في المئة و10 في المئة من إجمالي الوزن والحفاظ على تلك النتيجة فوائد صحية مهمة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم ومستوى السكر في الدم ومستويات الدهون في الدم المعروفة بالدهون الثلاثية.

ويكثر التعرض لبعض الآثار الجانبية الخفيفة مثل الغثيان والإمساك والإسهال. وقد تقل بمرور الوقت. وفي حالات نادرة قد تحدث آثار جانبية خطيرة. ولهذا السبب من المهم سؤال الطبيب عن جميع الخيارات العلاجية الممكنة. والسؤال كذلك عن الفوائد والمخاطر المحتملة لكل دواء. ويكتسب الكثيرون عند توقفهم عن تناول أدوية إنقاص الوزن بعض الوزن الذي فقدوه. ولكن قد يساعد اتباع عادات نمط حياة صحي في الحد من زيادة الوزن.

وتعتمد المدة التي تتناول خلالها دواءً لإنقاص الوزن على ما إذا كان هذا الدواء يساعد على إنقاص الوزن أم لا. إذا كان الشخص قد فقد ما يكفي من الوزن لتحسين صحته ولم يتعرض لآثار جانبية خطيرة، فقد يوصي الطبيب بتناول الدواء لفترة طويلة.

لكن إذا لم يفقد 5 في المئة على الأقل من وزن جسمه بعد تناول جرعة كاملة من دواء خلال مدة تتراوح بين 3 و6 أشهر، فمن المحتمل أن يغير الطبيب العلاج. وقد يصف لك دواء مختلفًا لإنقاص الوزن. وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ستة من أدوية إنقاص الوزن للاستخدام على المدى الطويل، وهي:

  •  بوبروبيون-نالتريكسون
  •  ليراغلوتايد
  • أورليستات
  • فنترمين-توبيراميت
  • سيماغلوتيد
  • ستميلانوتايد

وتعمل معظم أدوية إنقاص الوزن الموصوفة طبيًا عن طريق تقليل الشعور بالجوع أو جعل الشخص يشعر بالمزيد من الشبع. وبعضها يعمل بالطريقتين. ويستثنى منها الأورليستات. إذ أنه يؤثِّر على طريقة امتصاص الجسم للدهون.

16