مارين لوبان تصب الزيت على نار العلاقات المتوترة مع الجزائر

زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا تتوعد الجزائر بتطبيق عقوبات قاسية عليها في حال وصولها إلى السلطة.
السبت 2025/02/01
مارين لوبان: استعمار الجزائر من قبل فرنسا لم يكن مأساة

باريس - تتصاعد حرب التصريحات بين السياسيين الفرنسيين والجزائريين، على خلفية التوتر الحاد بين البلدين، الذي وصل إلى تهديد زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان إنّه في حال وصولها إلى السلطة فستقوم بالتعامل مع الجزائر وبقية البلدان التي ترفض استعادة المهاجرين غير النظاميين “بالضبط كما فعل دونالد ترامب مع كولومبيا.”

وهاجمت لوبان الجزائر، متوعدة بتطبيق عقوبات قاسية عليها إذا تولت رئاسة فرنسا “تصل حدّ قطع جميع العلاقات الدبلوماسية إذا لزم الأمر،” وذلك رداً منها على موقفها من اضطراب العلاقات بين باريس والجزائر والتي ساءت أكثر مع قضية المؤثّرين الجزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين أوقفتهم السلطات الفرنسية.

وقامت السلطات الفرنسية بسلسلة من الاعتقالات التي طالت مؤثرين جزائريين في فرنسا بتهم نشر رسائل تحريضية على العنف والكراهية، وعند محاولة ترحيلهم إلى بلادهم رفضت الجزائر استردادهم، وذلك بالتزامن مع خلاف دبلوماسي آخر حول احتجاز كاتب جزائري فرنسي في الجزائر ومطالبات فرنسا المتكررة للإفراج عنه دون جدوى.

وقالت لوبان “سيتم اتخاذ إجراءات انتقامية.. لا مزيد من التحويلات المالية ولا تأشيرة واحدة، بما في ذلك للمسؤولين.” وتساءلت لوبان في مقابلة مع تلفزيون “إل.سي.آي” الفرنسي “لماذا نظهر هذا الضعف تجاه هذه الدول.. إنها مسألة احترام لفرنسا وسيادتها والقانون الدولي؟”

وكانت السلطات الفرنسية الجزائرية قد أعادت المؤثر الجزائري على تيك توك “دولامن” إلى فرنسا بعد طرده منها في 9 يونيو مما فاقم من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وبقي المؤثر منذ ذلك الحين في مركز الاحتجاز الإداري، لكن محاميه أعلنوا بالفعل أنهم سيقدمون طلبًا للإفراج عنه لإخراجه في أقرب وقت ممكن.

◙ الجزائر تستدعي السفير الفرنسي للتنديد بـ"المعاملة المهينة" التي تعرض لها مسافرون جزائريون لدى وصولهم إلى باريس في مطاري رواسي وأورلي

من جهة أخرى، اعتبرت لوبان أن استعمار الجزائر من قبل فرنسا لم يكن “مأساة”، وذلك في خضم التوترات الدبلوماسية المتواصلة بين البلدين وقالت “أستطيع أن أفهم أن الناس يريدون الحصول على الاستقلال ولكن أعتقد أن القول بأن الاستعمار كان مأساة بالنسبة للجزائر ليس صحيحاً.”

بدورها، أعلنت الجزائر الثلاثاء في بيان رسمي، أنها استدعت السفير الفرنسي للتنديد بـ”المعاملة المهينة” التي تعرض لها مسافرون جزائريون لدى وصولهم جوا إلى باريس في مطاري رواسي وأورلي.

وقالت السلطات إنها تابعت “بانشغال عميق الإفادات المتطابقة لعدد من المواطنين الجزائريين حول المعاملة الاستفزازية والمهينة والتمييزية التي يتعرضون لها من قبل شرطة الحدود في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي.”

وعلقت صحف فرنسية عديدة على هذا التصعيد في العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين، بعد استدعاء السفير الفرنسي، وربطت الموضوع باليمين الذي يريد أن يضرم النار في هذه المسألة.

وقال موقع أوريان 21 إن العلاقات بين فرنسا والجزائر توترت الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن إستراتيجية وزير الداخلية برونو روتايو ترمي إلى صبّ الزيت على النار لإرضاء اليمين الفرنسي المتطرف، مما يجعل البحث عن حلول للمشاكل المطروحة للنقاش أكثر صعوبة.

وأوضح الموقع أن الوزير أعلن بوضوح عن نيته في تصفية الحسابات مع الجزائر، خاصة في مَا يتعلق بمسألة الجوازات القنصلية التي يصعب الحصول عليها وتُعدّ ضرورية لتنفيذ قرارات مغادرة التراب الوطني الصادرة عن السلطات الفرنسية.

وكانت الفرصة التي انتهزها روتايو هي التلاسن باللهجة الجزائرية على منصة تيك توك بين 4 جزائريين أُلقي القبض عليهم واقتيدوا إلى العدالة، ليتجاوز الوزير القضاةَ ويأمر بطرد أكبرهم سنا، معتبرا أن الخطوة رابحة مهما حدث.

وقال الموقع “فإما أن تقبل الجزائر بالأمر الواقع في ظل عدم احترام الإجراءات، فتكون باريس قد حصلت على الحل السحري لتكرار العملية وإرضاء زبائنها الانتخابيين وإما أن ترفض استقبال في تحدٍ للقواعد، فتكتسب الحملة المعادية للجزائر زخما جديدا في فرنسا.”

4