وادي الفن بالعلا يستعرض تجربة جيمس توريل في المزج بين الضوء والفضاء

معرض فني يتيح فرصة نادرةً لاكتشاف رؤية توريل الإبداعية.
السبت 2025/02/01
تأملات عميقة في مفهوم الرؤية

العلا (السعودية) - يستضيف وادي الفن في إطار مهرجان فنون العُلا، الفنان العالمي جيمس توريل ضمن برنامج ما قبل الافتتاح، الذي يهدف إلى إشراك الجمهور المحلي والدولي في الممارسات الفنية للفنانين المشاركين، استعدادًا للأعمال الكبرى التي سيحتضنها الوادي في المستقبل.

وتأتي هذه الاستضافة من خلال معرض خاص في حي الجديدة للفنون، يُقدَّم فيه تصور شامل عن المشروع الفني الذي سيُنفِّذه جيمس توريل في وادي الفن، والذي سيشمل سلسلة من الغرف الضخمة، إلى جانب ثلاثة من أعماله الأولى التي تُعد تأملات عميقة حول مفهوم الرؤية.

ويضمُّ المعرض أربعة أعمال رئيسية من مجموعات الهيئة الملكية لمحافظة العُلا ومجموعات فنية خاصة، تُبرِز تمكُّن الفنان من استخدام الضوء بصفته وسيطًا، ويتيح المعرض فرصة نادرةً لرؤية أحد أقدم أعماله إلى جانب أحد أحدث أعماله.

ويُعد هذا المعرض فرصة للجمهور لاكتشاف رؤية توريل الإبداعية، والتعرف على أسلوبه الفني الذي يمزج بين الضوء والفضاء والطبيعة في تجربة حسية غامرة، تعكس روح وادي الفن ورسالته في تقديم الفن المعاصر، في تفاعل متكامل مع البيئة الطبيعية والتاريخية للعُلا.

◙ جيمس توريل من أبرز الفنانين العالميين في مجال الفن الضوئي والمعماري وتتميز إبداعاته بقدرته على الدمج بين الضوء والفضاء

ويُعتبر جيمس توريل من أبرز الفنانين العالميين في مجال الفن الضوئي والمعماري، حيث تتميز إبداعاته بقدرته على الدمج بين الضوء والفضاء لإيجاد تجارب حسيّة غامرة تأسر الحواس، حيث يُحوّل توريل المساحات المغلقة إلى أعمال فنية تتسم بالعمق والجمال، مستعينًا بالضوء والألوان لابتكار أبعاد جديدة.

كما يبني أجنحة معمارية ضخمة في المدن والمناظر الطبيعية، تتفاعل بانسجام مع السماء والكون، ويجسد مشروعه في وادي الفن رؤيته الإبداعية، إذ يستلهم من طبيعة العُلا الخلابة وتاريخها العريق ليضيف بُعدًا جديدًا ومميزًا إلى مشهد الفنون المعاصرة في المنطقة.

ولد توريل في عام 1943، وكانت بداية مسيرته الفنية في ستينات القرن الماضي، وعمل على استكشاف علاقة الضوء بالفضاء من خلال اتخاذ الضوء كمصدر لإلهامه؛ يتحدى من خلال أعماله طبيعة الكيفية والأبعاد المدركة، وعلى وجه الخصوص تأثير ما يُمكن إدراكه في الواقع وكيفية تشكله. وبما أن أعماله تتفاوت بين التأمل والحيرة، فإنها تزيد من إحساس المشاهد بالرؤية.

يقيم في مدينة فلاغستاف بولاية أريزونا، ويعمل على إنتاج “رودين كريتر”، وهو عمل فني بحجم غير مسبوق داخل مخروط فوهة بركانية في منطقة صحراوية تقع في شمال أريزونا. وسيكون هذا العمل تتويجا لأعمال الفنان وأبحاثه طوال حياته في مجال الإدراك البصري والنفسي للإنسان، كما سيكون من أعظم إبداعاته، لأنه يمثل نصبا تذكاريا لفن الأرض، ويعمل كمرصد بالعين المجردة للأحداث السماوية والكواكب.

عرضت أعماله في عدد من المؤسسات الفنية حول العالم، بما في ذلك متحف غوغنهايم في نيويورك، ومتحف ويتني للفن الأميركي في نيويورك، ومتحف لوس أنجلس للفنون، ومتحف ستيديليك في أمستردام، ومتحف إسرائيل في القدس، ومتحف كونست في فولفسبورغ، والمعرض الوطني للفنون في كانبرا، ومتحف لونج في شنغهاي. وحصل توريل على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك زمالة مؤسسة ماك آرثر (1984) والميدالية الوطنية للفنون (2013).

13