قوة المنافسة تضعف أداء أيرباص وبوينغ في صناعة الفضاء

باريس - يواجه عملاقا تصنيع الطائرات التجارية أيرباص وبوينغ عثرات في مسار نشاط مشاريعهما المتعلقة بصناعة الفضاء نتيجة قوة المنافسة من شركات أخرى أثبتت أنها قادرة على إحداث فارق في هذه السوق المليئة بفرص النمو.
وألمحت أيرباص الثلاثاء الماضي إلى إمكانية فرض رسوم جديدة محتملة في أعمالها الفضائية المتعثرة، مؤكدة أنها ستتحدث مع المستثمرين بشأن مراجعة طويلة الأمد لحالة برنامج رئيسي للأقمار الصناعية خلال النتائج السنوية في العشرين من فبراير المقبل.
وفي بث على شبكة الإنترنت للمحللين لم تقدم مجموعة الفضاء الأوروبية تفاصيل التحديث المخطط له لكنها قالت إنها تتقدم في تقييمها الفني الذي مضى عليه أكثر من عام.
واستوعبت شركة صناعة الطائرات الأوروبية بالفعل 1.6 مليار يورو (1.67 مليار دولار) من الرسوم على أعمالها الفضائية والتي ربطتها مصادر في الصناعة بشكل أساسي ببرنامج “وان سات” الطموح للأقمار الصناعية القابلة لإعادة البرمجة مع توقع المزيد من الأحكام.
1.8
تريليون دولار حجم اقتصاد الفضاء بحلول 2035، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي
ودفعت الخسائر الداخلية الفادحة والمنافسة من ستارلينك التابعة لإيلون ماسك أكبر شركتين في أوروبا أيرباص وتاليس ألينيا سبيس إلى التفكير في تجميع أنشطة الأقمار الصناعية في مشروع جديد مماثل لشركة صناعة الصواريخ الأوروبية أم.بي.دي.أي.
والتقى الرئيس التنفيذي لشركة ليوناردو الإيطالية، التي تمتلك ثلث تاليس ألينيا سبيس إلى جانب المالك الأغلبية تاليس، في وقت سابق بالرئيس التنفيذي لشركة أيرباص غيوم فوري لمناقشة التحالفات المحتملة في صناعة الأقمار الصناعية.
ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يرتفع حجم اقتصاد الفضاء إلى 1.8 تريليون دولار بحلول العام 2035، في ظل اعتماد العالم على تقنيات الاتصال والتنقل بشكل متزايد.
وفي بثها على الويب التحضيري للمحللين، ذكرت أيرباص أنها تتوقع أن يُظهر برنامج خفض التكاليف والتحسين، المعروف باسم “لييد”، فوائد مالية مماثلة في الربع الرابع من عام 2024 مقارنة بالربع السابق.
وأبلغت الشركة الأوروبية النقابات الأسبوع الماضي أنها ألغت جهود إنشاء شركة طيران شحن من الطاقة الاحتياطية لطائرات بيلوجا التي تشبه الحيتان والتي تستخدمها لنقل أجزاء جسم الطائرة بين مصانعها. وانتقدت النقابات العمالية حملة خفض التكاليف.
وتعاني بوينغ المنافسة لشركة أيرباص أيضًا من مشاكل في أنشطتها الفضائية، حيث تواجه شركات الطيران التقليدية منافسة متصاعدة من لاعبين مثل سبيس إكس التابعة لماسك.
وأعلنت الشركة الأميركية هذا الأسبوع عن خسائر عام 2024، بما في ذلك رسوم معلنة مسبقًا على برنامج الفضاء التجاري للطاقم، وعقود أخرى بسعر ثابت في قسم الدفاع والفضاء.
وبلغ صافي الخسارة السنوية 11.82 مليار دولار، مقارنة مع 2.22 مليار دولار من الخسائر في عام 2023، وهي الأكبر لبوينغ منذ العام 2022.
وتشمل وحدة الدفاع والفضاء والأمن لبوينغ حزمة واسعة، منها على الخصوص طائرات التزود بالوقود الجوي من طراز كي.سي 46، التي تعتمد هيكل الطائرة التجارية بوينغ 767، وطائرات عمودية من طراز أباتشي أي.أتش 64.
بوينغ المنافسة لشركة أيرباص تعاني من مشاكل في أنشطتها الفضائية، حيث تواجه شركات الطيران التقليدية منافسة متصاعدة من لاعبين مثل سبيس إكس التابعة لماسك
وإلى جانب ذلك تتضمن الوحدة عائلة الأقمار الصناعية 702، والمركبة الفضائية ستارلاينر سي.أس.تي 100.
وتحولت صناعة الفضاء إلى ميدان منافسة للمئات من الشركات التي دخلت هذا المجال بفضل نهم المستثمرين لاستكشاف هذا القطاع المدرّ للأرباح، ويتجسّد هذا الصدام بوضوح بين أثرى شركتين في العالم وهما سبايس إكس وبلو أوريجين الأميركيتين.
ويبرز التحدّي في سوق الفضاء عبر خفض التكاليف وإنجاح التجارب قبل إطلاق رحلات سياحية، والتي كانت قد ظهرت بوادرها منذ قرابة ستة أعوام تقريبا لما توفّره من عوائد ضخمة بالمليارات من الدولارات.
وبينما تقدر قيمة سبايس إكس، التي يمتلكها إيلون ماسك، صاحب شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، بنحو 350 مليار دولار، يرفض جيف بيزوس مؤسس بلو أوريجين الكشف عن قيمة شركته.
ووفقا لدراسة كلّفت بها إنمارسات، وهي وحدة أعمال الاستدامة التابعة لشركة غلوبانت البريطانية، مجموعة من كبار المستشارين في غلوبانت في 2022، تُقلّص تقنيات الأقمار الصناعية بالفعل من انبعاثات الكربون بمقدار 1.5 مليار طن (أو 1.5 غيغاطن) سنويا.
ويعادل هذا الرقم نحو ثلث إجمالي انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة في عام 2021 أو انبعاثات خمسين مليون سيارة طوال دورة حياتها.