السيسي يكشف موقف القاهرة من اقتراح ترامب بتهجير سكان غزة

القاهرة - قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء إن مصر لن تشارك في ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني، بوصفه "ظلم"، في أول رد رسمي على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن دعوته مصر والأردن إلى استقبال فلسطينيين من غزة.
وكان ترامب قد طرح السبت فكرة "تطهير" غزة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب بين إسرائيل وحماس التي حولت القطاع الفلسطيني إلى أرض "مهدمة".
وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس جمهورية كينيا ويليام روتو إن "مصر عازمة على العمل مع الرئيس الأميركي ترامب للتوصل لسلام منشود قائم على حل الدولتين". حسبما أوردت قناة القاهرة الإخبارية.
وتابع "هناك حقوق تاريخيّة لا يمكن تجاوزها، والرأي العام المصري والعربي والعالمي يري أن هناك ظلما تاريخيا وقع على الشعب الفلسطيني طوال 70 عاماً، وأن الجميع رأى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عقب عودتهم بعد التدمير الذي استمر على مدار أكثر من 14 شهراً".
وشدد على أن القاهرة حذرت في بداية الأزمة من أن يكون الهدف هو جعل الحياة في قطاع غزة مستحيلة ليتم تهجير الفلسطينيين بعد ذلك، وأعلنت موقفها من البداية برفض ذلك.
وتابع الرئيس المصري "لا يمكن أبداً التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية".
وشهدت الساعات الأخيرة جدلاً بين القاهرة وواشنطن، إذ قال ترامب للصحافيين، الاثنين، إنه تحدث مع السيسي، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان تحدَّث مع الرئيس المصري بشأن مقترح نقل سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن. في المقابل نفى مصدر مسؤول مصري رفيع المستوى حدوث الاتصال، حسبما نقلت عنه قناة "القاهرة" الإخبارية.
وذكر المصدر المصري، أن أي اتصال هاتفي للرئيس المصري يتم الإعلان عنه وفقا للمتبع مع رؤساء الدول، مشددا على أنه "كان يجب تحري الدقة المطلوبة، خاصة فيما يتعلق باتصال على هذا المستوى وفي هذا التوقيت الدقيق الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط، وعلى ضوء ما يمثله ذلك من أهمية خاصة في ظل العلاقات المتميزة التي تجمع رئيسَي البلدين".
وعن موقف السيسي من استقبال سكان من غزة في مصر، قال ترامب "أود لو يفعل ذلك. أتمنى لو أنه يقبل ببعضهم. لقد قدمنا لهم الكثير من المساعدة، وأنا متأكد أنه سيساعدنا أيضاً. إنه صديق لي. إنه في جزء صعب جداً من العالم، وبصراحة، إنه مكان قاسٍ، كما يقولون. إنه حي قاسٍ. لكنني أعتقد أنه سيفعل ذلك، وأعتقد أن ملك الأردن سيفعل ذلك أيضاً".
كما زعم ترامب في تصريحات للصحافيين، أنه يعتقد أن الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيقبلان بنقل بعض من سكان غزة إلى بلديهما.
وقال الرئيس الأميركي "أود أن يعيش الناس في منطقة حيث يمكنهم العيش فيها دون اضطرابات أو ثورات أو عنف. كما تعلمون، عندما تنظر إلى قطاع غزة، لقد كان جحيماً لسنوات عديدة، ويبدو لي أنه كانت هناك العديد من الحضارات على هذه المنطقة. لم يبدأ الأمر هنا، بل بدأ قبل آلاف السنين، ودائماً ما ارتبطت بها أعمال عنف. لذلك أعتقد أنه يمكن للناس أن يعيشوا في مناطق أكثر أماناً، وربما تكون أفضل بكثير وأكثر راحة".
وفي وقت سابق، الأحد، قال الرئيس الأميركي، إنه تحدَّث إلى العاهل الأردني بشأن مقترحه، وسيتصل بالرئيس المصري في الأمر ذاته.
وكان الاتصال المرتقب بين ترامب والسيسي محط اهتمام واسع، خاصة في أعقاب الرفض المصري والأردني والفلسطيني لمقترح الرئيس الأميركي بشأن رغبته في نقل سكان من غزة إلى البلدين.
ولم تعلن الرئاسة المصرية أو البيت الأبيض رسمياً عن مكالمة بين السيسي وترامب، بعد أن كانت الخارجية المصرية أصدرت بياناً يرفض بشدة مقترحات ترامب، الأحد، عقب ساعات من إعلانه نيته طرحها على الرئيس المصري في اتصال هاتفي.
ونزح نحو 2.4 مليون نسمة من سكان قطاع غزة بسبب الحرب التي اندلعت جراء هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ومن المقرر أن يستمر وقف إطلاق النار الجاري ستة أسابيع، ما يسمح بالإفراج عن 33 رهينة اسرائيلية في غزة مقابل حوالي 1900 سجين فلسطيني.
خلال هذه المرحلة الأولى، سيتم التفاوض على شروط المرحلة الثانية، بهدف تحرير آخر الرهائن وإنهاء الحرب.
وتتضمن المرحلة الأخيرة إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين قتلوا وهم قيد الاحتجاز.
ووضعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن سلسلة خطط لفترة ما بعد الحرب في غزة، لكن ترامب لم يتطرق إلى أي منها حتى الآن.