السلطات الجزائرية تكرر الحديث عن الإعلام المؤثر مغفلة الحريات

وزير الاتصال الجزائري: ترقية الإعلام الجهوي يندرج في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون.
الثلاثاء 2025/01/28
كلام مزيان يستند إلى توصيات من أعلى هرم السلطة

الجزائر - أكد وزير الاتصال الجزائري محمد مزيان عزم القطاع على كسب رهان التحول الرقمي وجعل الإعلام يساهم باحترافية في خدمة التنمية الوطنية، وذلك في ظل حرص السلطات على التأثير في الرأي العام بعد حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزت مدى الاستياء الشعبي من الوضع في البلاد.

وأوضح الوزير خلال جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصصت لطرح الأسئلة الشفوية، أن الوزارة تعمل على مواكبة التطورات السريعة قصد كسب رهان التحول الرقمي وفق إستراتيجية تقوم على تحديث وتطوير البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الإعلامية لتحسين جودة الخدمات الإعلامية المقدمة وتعزيز التواجد الرقمي لهذه المؤسسات.

وأشار إلى أن “الوزارة وضعت إستراتيجية للبث عن طريق الأقمار الصناعية، قصد تعزيز قدرة الجزائر على نشر محتواها الإعلامي دوليا، فضلا عن تعزيز التواجد الرقمي عبر استخدام المنصات الرقمية المتاحة”.

وبحسب الوزير الذي يكرر في كل مناسبة أن القطاع يحرص على تجسيد سياسة الدولة في “التزود بإعلام فاعل ومؤثر،” لاسيما من خلال “تهيئة البيئة القانونية الملائمة والبنية التحتية العصرية والمورد البشري وهو ما يعكس “وعي الجزائر بالأهمية المتزايدة للإعلام”.

وزير الاتصال محمد مزيان يتباهى بالمجهودات المبذولة في تطوير قطاع الإعلام دون أن يتطرق إلى الحريات بأي شكل

وبخصوص تقوية البث الإذاعي على المستوى الوطني، أطلقت مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي “مشروعا كبيرا للتزود بنحو 550 جهاز إرسال ‘أف.إم‘ بقدرات متفاوتة، حيث ستستفيد عدة ولايات من هذا المشروع، الذي سيساهم في تحسين التغطية الإذاعية بنسبة تقارب 95 في المئة”.

وبدا واضحا أن كلام الوزير يستند إلى توصيات من أعلى هرم السلطة، حيث أكد مزيان بأن ترقية الإعلام الجهوي “يندرج في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، الرامية إلى تعزيز إعلام احترافي تنافسي يكرس حق المواطن في المعلومة الصادقة ويرافق التنمية الوطنية الشاملة.”

وتحدث الوزير عن التفاصيل التقنية والمعدات دون أن يتطرق إلى الحريات، إذ تباهى بالمجهودات المبذولة في تطوير قطاع الإعلام من خلال عدة “مشاريع طموحة” على غرار المدينة الإعلامية، مؤكدا أن هذا المشروع يرمي إلى “ترقية القطاع السمعي البصري في الجزائر ويعد منشأة شاملة ومتكاملة تضم أهم الفاعلين في المجال”.

وتابع بأن هذه المنشأة ستتيح “النقل الآني الذي يضمن البث عبر أحدث المنصات التكنولوجية مع مركز بيانات كبير يقوم على أساس الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إنشاء فضاءات متنوعة ستتيح خدمات إعلامية متعددة تستجيب للمقاييس الدولية المعمول بها.”

وحث مزيان المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة على “ضمان مشاركة أكبر لذوي الهمم في المناصب المتاحة وتوسيع فرص إدماجهم المهني على المستويين المركزي والجهوي”.

أما بخصوص الشبكة البرامجية الخاصة بشهر رمضان، فدعا الوزير إلى ضرورة “الاستلهام والاستناد إلى قيم المجتمع الجزائري التي تحث على التضامن والتآزر والالتزام بالمبادئ وأخلاقيات المهنة”.

5