اعتقال جنديين إسرائيليين سربا معلومات حساسة لإيران

التحقيقات تكشف عن تواصل المشتبه فيه الرئيسي قام بتصوير مقاطع فيديو حساسة حول أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية لفائدة عملاء إيرانيين.
الاثنين 2025/01/27
الشرطة الإسرائيلية تكشف عن عملية التجسس الخطيرة

القدس – اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية إسرائيليين اثنين يشتبه في قيامهما بتنفيذ مهام لصالح عملاء إيرانيين.

ونقل أحد المشتبه بهما مواد سرية إلى أحد المشغلين حصل عليها أثناء خدمته العسكرية في سلاح الدفاع الجوي، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست".

وفي عملية منسقة بين "الشاباك" و"وحدة مكافحة الجريمة الوطنية" (لاهف 433) التابعة لشرطة إسرائيل، تم اعتقال اثنين من سكان منطقة الكرايوت، هما يوري إلياسوف وجورجي أندرييف، في يناير الجاري للاشتباه في تورطهما في جرائم أمنية.

كما كشفت التحقيقات أن إلياسوف كان على اتصال بعميل إيراني لعدة أشهر، حيث نفذ مهام أمنية بتوجيه من العميل مقابل تعويض مالي.

ومن بين أنشطته، قام إلياسوف بكتابة عبارات غرافيتي في تل أبيب، منها عبارة "أبناء روح الله"، التي تشير إلى أول زعيم لإيران بعد الثورة الإسلامية، ولاحقًا، نجح في إقناع زميله جورجي أندرييف بالمشاركة في المهمة، واعدًا إياه بمكاسب مالية سهلة.

وعلى الرغم من إدراكه أن المشغل كان معاديا لإسرائيل، وافق أندرييف على التعاون. ويقال إنه ساعد إلياسووف في تعليق اللافتات ورسم كتابات على الجدران بناءً على تعليمات العميل.

وقرر أندرييف، الذي كان يخدم كجندي احتياطي في مقر قيادة الجيش، التوقف عن التعاون مع المشغلين الإيرانيين خوفا من التبعات القانونية.

إيران جندت المتهم الرئيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي
إيران جندت المتهم الرئيسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي

وكشفت التحقيقات أن إلياسفوف بدأ أنشطته أثناء خدمته النظامية في وحدة الدفاع الجوي (القبة الحديدية)، مستغلا اطلاعه على معلومات شديدة السرية، واستجابة لطلبات مشغليه الإيرانيين، قام بتصوير مقاطع فيديو حساسة حول أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. في المقابل، حصل على مبلغ 2500 دولار، بينما تلقى أندرييف 50 دولارًا فقط مقابل مشاركته المحدودة.

ووصفت الضابطة في الشرطة الإسرائيلية سريت بيرتس من وحدة التحقيق في الجرائم الدولية هذه القضية بأنها من أخطر قضايا التجسس التي تواجه إسرائيل.

وذكرت بيرتس أن الفيديو الذي أرسله إلياسفوف يحتوي على معلومات بالغة الحساسية قد تُستخدم لاستهداف الدولة عسكريًا، مضيفة "على الرغم من ادعاء المتهم أنه لم يرسل سوى جزء من الفيديو، فإن هذا الجزء وحده يُشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي".

كما أكدت أن التحقيقات، التي جرت بالتعاون بين الشرطة والجيش وأجهزة المخابرات، كشفت أن العلاقة بين إلياسفوف والمشغل الإيراني بدأت منذ سبتمبر الماضي، وأن السلطات كانت تراقبهما قبل اعتقالهما.

وسلط التحقيق الضوء على اتجاه متزايد من العملاء الإيرانيين لاستهداف الإسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه "من المتوقع أن تقدم النيابة العامة لائحة اتهام خطيرة ضده المشتبه بهما في الأيام القادمة، مضيفة بأن "الإيرانيين يحاولون تجنيد إسرائيليين عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وسبق أن أعلنت الشرطة و"الشاباك" خلال الأشهر الماضية، اعتقال العديد من الإسرائيليين بتهمة التخابر مع المخابرات الإيرانية.

وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتتبادلان منذ سنوات اتهامات بالمسؤولية عن أعمال تخريب وعمليات اغتيال وهجمات إلكترونية.