فيدان في بغداد وملفات دمشق والعمال الكردستاني تتصدر المباحثات

وزير الخارجية التركي يؤكد لنظيره العراقي على ضرورة تعاون أنقرة وبغداد ودمشق للقضاء على تنظيمي داعش وحزب العمال الكردستاني.
الأحد 2025/01/26
ملفات أمنية واقتصادية مهمة على جدول المباحثات

بغداد - وصل وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، إلى العاصمة بغداد  في زيارة رسمية يُجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين في العراق حول العلاقات الثنائية وملفات إقليمية، في مقدمتها بناء علاقات إيجابية مع القيادة السورية الجديدة وتصنيف حزب العمل الكردستاني منظمة إرهابية.

وتأتي زيارة فيدان التي تُعد الثانية للعراق منذ توليه منصبه في يونيو 2023 وسط أجواء مشحونة بالتوتر على الصعيدين المحلي والإقليمي.

واستهل فيدان جدول زيارته بلقاء نظيره العراقي فواد حسين على أن يجري لاحقا مباحثات مع رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان محمود المشهداني.

وقال حسين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي في بغداد، "العلاقات الثنائية جيدة بين تركيا والعراق، وبحثنا كيفية تطويرها بعد زيارة الرئيس (رجب طيب) أردوغان إلى بغداد (في أبريل 2024)".

وأشار الوزير العرافي إلى وجود "مساحات واسعة للعمل المشترك مع تركيا بمختلف القضايا منها الاقتصادية والسياسية".

ولفت إلى أنه تطرق في مباحثاته مع فيدان إلى "الظروف المحيطة بين الدولتين، ولاسيما كيفية التعامل مع الوضع في سوريا"، مؤكدا أن العراق "على اتصال مستمر مع الإدارة الجديدة في دمشق".

وأضاف حسين "تباحثنا بما يخص الوضع الأمني وتواجد داعش الإرهابي على الحدود" بين تركيا والعراق. وأوضح أنه سيجري عقد "اجتماعات متعددة بين الطرفين للتباحث بما يخص ملفات المنطقة ومحاربة الإرهابيين"

ومن جانبه، أكد فيدان على ضرورة توحيد تركيا والعراق وسوريا قدراتها للقضاء على تنظيمي داعش وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين.

وقال فيدان خلال المؤتمر الصحافي المشترك "ما نتطلع إليه بشكل نهائي من العراق إعلانه حزب العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا بعدما صنفه منظمة محظورة".

وكان فيدان قد أجرى زيارة للعراق في أغسطس عام 2023، وكانت شاملة ومكثفة، التقى فيها مسؤولين في بغداد، بما فيهم قادة كتل الإطار التنسيقي، ومن ثم زار أربيل، وبحث في تلك الزيارة مجمل القضايا العالقة بين البلدين، ولاسيما الأمنية منها.

وذكرت وكالة الأناضول التركية نقلا عن مصادر دبلوماسية، مساء السبت، أن فيدان سينقل خلال الاجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين، رسالة مفادها أن تعزيز العلاقات وحسن الجوار بين العراق والإدارة السورية الجديدة سيكون في مصلحة البلدين والمنطقة بأسرها".

وتفيد المصادر بأن الوزير التركي سيعكس في بغداد توقعات بلاده من العراق الإعلان رسميا حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية" وعن الخطوات اللازمة للقضاء على وجود مسلحيه تماما في أراضيه.

وتأتي زيارة فيدان في وقت حساس للمنطقة، حيث تستعد الإدارة التركية لمصالحة وصفت بالتاريخية مع حزب العمال الكردستاني، بعد دعوات المرشد الروحي للحزب ومؤسسه عبدالله أوجلان، إلى ما وصفها "الأخوة الكردية التركية، وإنهاء الخلافات".

حيث تسعى أنقرة إلى إدراج ترحيل عناصر حزب العمال الكردستاني من العراق في بنود وشروط مباحثات التسوية التي يلعب فيها زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، دور الوساطة بين أنقرة وحزب العمال.

وأجرى رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، في 7 يناير الجاري، زيارة سريعة إلى العاصمة التركية أنقرة، حيث التقى خلالها الرئيس التركي أردوغان، وبحث معه العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان وتركيا، والتطورات في سوريا ومستقبلها مع مرحلة السلام الجديدة وحل القضية الكردية في تركيا".

وأكد أردوغان خلال المباحثات أن "هناك حاجة إلى تنفيذ مشاريع من شأنها زيادة استقرار وازدهار المنطقة، وخاصة مشروع "طريق التنمية".

وأوضح أنه "في ضوء التطورات في سوريا، تولي تركيا أهمية كبيرة للحفاظ على استقرار وأمن العراق”، مؤكد أن “أنقرة تسعى جاهدة للحيلولة دون تؤدّي التطورات في سوريا إلى حالة عدم استقرار جديدة في المنطقة".

وشدد أردوغان أنه "لا مكان للتنظيمات الإرهابية وأذرعها في مستقبل سوريا الجديدة".

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وتسبب وجود عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية"، في الأراضي العراقية بالعديد من الأزمات السياسية بين البلدين، وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات كاملة بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي الحزب في العراق في عدة عوامل ميدانية عسكرية، أبرزها وجود الحزب في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خصوصاً في مناطق سنجار، غرب نينوى.

وعلى مدى العقدين الماضيين، أقامت تركيا عشرات القواعد العسكرية في إقليم كردستان العراق لمحاربة حزب العمال الكردستاني المعار) الذي يقيم في هذه المنطقة قواعد خلفية.

ويعلن الجيش التركي بشكل متكرّر تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم شمالي العراق، ودفع هذا الأمر الحكومة العراقية المركزية إلى الاحتجاج مرارا.

ويتابع العراق تطورات المشهد السوري بقلق كبير وسط تأهب أمني على الحدود المشتركة بين البلدين، فيما أكدت بغداد دعمها لأي جهود تسهم في استقرار سوريا، بالتوازي مع التزامِها بالتعاون مع التحالف الدولي، للتصدي للإرهاب.