إسرائيل تطلق سراح 200 أسير فلسطيني بعد تسلمها أربع مجندات

غزة (الأراضي الفلسطينية) - أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية السبت أنها أفرجت عن 200 معتقل فلسطيني كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد إفراج حماس في وقت سابق عن أربع رهائن إسرائيليات.
وقالت مصلحة السجون في بيان "بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة في السجون ومصادقة السلطات السياسية، تم الإفراج عن جميع المعتقلين من سجني عوفر وكتسيعوت"، مشيرة إلى أنه تم الإفراج عن ما مجموعه 200 معتقلا.
وغادرت حافلات تقل معتقلين فلسطينيين مفرجا عنهم ضمن صفقة التبادل، سجنَين إسرائيليَين، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية.
وانطلقت الحافلات من سجن عوفر في الضفة الغربية المحتلة، وسجن كتسيعوت في النقب جنوب إسرائيل.
وأثناء خروج حافلات الصليب الأحمر من سجن عوفر الإسرائيلي وعلى متنها الأسرى، انتشرت قوات إسرائيلية بمحيط السجن لإبعاد أهالي المحتجزين.
وتوجهت حافلات الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى رام الله في الضفة الغربية.
وفي وقت سابق، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن أقدم معتقل فلسطيني لدى إسرائيل، محمد طوس، سيكون ضمن الدفعة التي سيتم إطلاق سراحها، السبت.
ويبلغ طوس 69 عاما، وهو معتقل منذ العام 1985 وينتمي إلى حركة فتح، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأمضى 40 عاما بشكل متواصل في السجون الإسرائيلية، وسيكون ضمن المعتقلين الذين سيتم إبعادهم خارج الأراضي الفلسطينية.
وقالت حركة حماس إن 70 معتقلا فلسطينيا أفرجت عنهم السلطات الإسرائيلية سيصلون إلى مصر.
وتتضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم، السبت، 120 سجينا يمضون أحكاما بالسجن مدى الحياة.
من جانبها، سلمت حركة حماس أربع مجندات إسرائيليات من بين الرهائن لديها في غزة اليوم السبت، قبيل الإفراج عن قرابة 200 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية في وقت لاحق.
واقتاد مقاتلو الحركة الرهينات الأربع إلى منصة في مدينة غزة وسط حشد كبير من الفلسطينيين، وأحاط بهن العشرات من مسلحي الحركة. ولوحن بأيديهن وابتسمن قبل التوجه إلى سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سلمتهن إلى القوات الإسرائيلية.
وكانت الرهينات كارينا أرئيف ودانييلا جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج يتمركزن في موقع مراقبة على حدود غزة عندما خطفهن مسلحون من حماس خلال اجتياح قاعدتهن في هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وصفق آباء الرهينات وصاحوا فرحا عندما رأوا صورة بناتهم على الشاشات، بينما كانوا يتابعون عملية التسليم مباشرة من داخل قاعدة عسكرية قريبة من الحدود. وفي تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين فيما يسمى ساحة الرهائن، وهم يبكون ويعانقون بعضهم ويرددون هتافات بينما يشاهدون عملية التسليم على شاشة عملاقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الرهينات التقوا مع أسرهن بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحهن، فيما ذكرت وزارة الصحة أن المجندات سوف يُنقلن إلى مستشفى في وسط إسرائيل.
لكن مشاعر الإحباط ظهرت في إسرائيل مع عدم إطلاق سراح رهينة مدنية كان من المتوقع الإفراج عنها اليوم السبت. وخُطفت أربيل يهود (29 عاما) مع صديقها من منزلهما في تجمع نير عوز السكني في السابع من أكتوبر 2023.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عدم عودتها يعد انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار بينما قالت حماس "تبين وجود خلل في عدد من الأسماء، وجاري المتابعة مع الوسطاء". ولاحقا قال قيادي في حماس لرويترز "أبلغنا الوسطاء أن أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن يُسمح للفلسطينيين في غزة بدخول مناطق شمال القطاع لحين حل هذه المشكلة.
ونزح مئات الآلاف من الفلسطينيين من شمال غزة خلال الحرب ومن المتوقع بدء عودة كثيرين منهم بدءا من الغد.
وعملية التبادل التي تمت السبت هي الثانية منذ بدء وقف إطلاق النار الأحد الماضي. وشملت العملية الأولى الإفراج عن ثلاث رهينات إسرائيليات مقابل 90 سجينا فلسطينيا.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد مفاوضات متقطعة على مدى أشهر توسطت فيها قطر ومصر ودعمتها الولايات المتحدة، وأوقف القتال للمرة الأولى منذ هدنة قصيرة لم تدم سوى أسبوع في نوفمبر 2023.
ووافقت حماس على الإفراج عن 33 رهينة من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والجرحى خلال المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تستمر ستة أسابيع مقابل مئات المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بينما تنسحب القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في قطاع غزة.
وفي المرحلة التالية، سيتفاوض الجانبان على تبادل باقي الرهائن ومن بينهم الرجال في سن الخدمة العسكرية، وعلى انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة الذي دمره القتال والقصف الإسرائيلي في حرب دامت 15 شهرا.
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، لا يزال هناك 90 رهينة في غزة بعد إطلاق سراح الرهينات الأربع اليوم. وكانت إسرائيل أعلنت في السابق مقتل نحو ثلث الرهائن.
وتشعر أسر الرهائن الذين لم تشملهم المرحلة الأولى بالقلق من انهيار وقف إطلاق النار قبل بلوغ المراحل التالية ومن أن يتسبب ذلك في فقدانهم لذويهم.
وشنت إسرائيل الحملة العسكرية على قطاع غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم أدى إلى مقتل 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل منذ ذلك الحين قتلت أكثر من 47 ألف فلسطيني.
وفقدت إسرائيل أكثر من 400 جندي في الحرب على غزة. ولم تكشف حماس عن عدد قتلاها لكن تقديرات إسرائيل تقول إن أكثر من ثلث عدد القتلى في غزة هم من المسلحين.