2025 نقطة تحول في استثمارات شركات الطيران الخليجية

الاتحاد للطيران تعتزم جس نبض المستثمرين في ظل تعافي السفر وسط مساع لشركات في المنطقة للإدراج.
السبت 2025/01/25
رحلة إلى آفاق أكثر اتساعا

يسود اعتقاد بأن 2025 سيكون عام تحول في استثمارات شركات الطيران الخليجية، والتي تسعى إلى تعزيز نشاطها مع دعم كفاءة أعمالها، بما يحقق لها إيرادات أكبر، في ظل تنامي المنافسة على حصص السوق رغم التأثيرات الجانبية للأزمات العالمية المختلفة.

دبي - تستعد شركتا الاتحاد للطيران وطيران ناس لطرحين عامين أوّليين في هذا العام، وهو ما يمثل أول إدراجين في قطاع الطيران بالخليج منذ ما يقرب من عقدين، إذ ستبدأ الاتحاد جس نبض المستثمرين الأسبوع المقبل قبل بيع محتمل لحصة تبلغ نحو 20 في المئة.

وذكر مصدران مطلعان على خطط الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي لرويترز الجمعة، أن الشركة تتطلع إلى إدراج خلال ربع السنة الحالي. وقال أحدهما إنها “ستستهدف المستثمرين المحليين والدوليين.”

وبحسب أحد المصدرين السابقين ومصدر ثالث، فإن الشركة الإماراتية قد تجمع حوالي مليار دولار في ما سيكون أول طرح عام أولي لشركة طيران بمنطقة الخليج منذ طرح شركة طيران الجزيرة الكويتية في 2008.

وأكد مصدر آخر مطلع على خطط شركة الطيران الاقتصادي السعودية طيران ناس، المدعومة من شركة المملكة القابضة التي يرأسها الملياردير الأمير الوليد بن طلال، أنها قد تدرج أيضا خلال العام الجاري.

الأمير الوليد بن طلال: طيران ناس سيتم طرح أسهمها بأقل تقدير ملياري دولار
الأمير الوليد بن طلال: طيران ناس سيتم طرح أسهمها بأقل تقدير ملياري دولار

وربما تطرح الخطوط الجوية القطرية، إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة، حصة للاكتتاب أيضا قبل نهاية العقد الحالي. ورفضت المصادر الأربعة الكشف عن هوياتها نظرا إلى سرية الخطط. ورفضت الاتحاد وصندوق الثروة السيادي في أبوظبي، الذي يملكها والقابضة أي.دي.كيو التعليق. ولم ترد طيران ناس على طلب للتعليق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة المملكة القابضة طلال الميمان لقناة العربية الأربعاء إن “الشركة قدمت ملف إدراج طيران ناس في سوق الأسهم السعودية وتنتظر الموافقة النهائية من هيئة سوق المال المتوقعة قريبا، لطرح 30 في المئة من أسهم الشركة في السوق.”

وقال الأمير الوليد في منشور على إكس في وقت سابق من الشهر الجاري إن “طيران ناس سيتم طرح أسهمها في السوق السعودية بأقل تقدير ملياري دولار.” وكان اسم طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي من بين الشركات التي كانت مرشحة في السابق لطرح عام أولي محتمل.

وقال رئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم لصحافيين العام الماضي إن “الطرح العام الأوّلي ليس قراره، وإن هذا سيكون قرارا لحكومة دبي، وإنه سيمضي قدما إذا طُلب منه ذلك.”

ومن الأمور التي تدفع نحو عمليات الإدراج المحتملة جهود حكومات دول المنطقة لتنويع موارد اقتصاداتها بعيدا عن النفط، والمراهنة على قطاعات مثل السياحة مع انتعاش حركة السفر الدولي بعد أن أصابتها كبوة في فترة الجائحة.

وقال محلل شؤون الطيران جون ستريكلاند لرويترز “إن الطروحات ستسمح للمستثمرين بدخول سوق تتمتع بإمكانات نمو كبيرة، مشيرا إلى قدرات يتسبب فيها الموقع الجغرافي بين أوروبا وآسيا، بالإضافة إلى عوامل الجذب في دبي كونها وجهة سياحية.”

وتعتبر دبي بالفعل نقطة توقف رئيسية للرحلات الطويلة واقتنصت من مطار هيثرو لقب أكثر مطارات العالم ازدحاما لحركة المرور الدولية منذ نحو عشر سنوات.

الاتحاد تستهدف جمع مليار دولار من طرح محتمل لحصة تبلغ 20 في المئة
◙ الاتحاد تستهدف جمع مليار دولار من طرح محتمل لحصة تبلغ 20 في المئة

ومرت الاتحاد للطيران بإعادة هيكلة وإعادة تنظيم إدارية لعدة سنوات بعد استثمار المليارات من الدولارات للتنافس بشكل أكثر فاعلية مع نظيراتها الخليجية من خلال شراء حصص أقلية في شركات طيران أخرى.

وأدى تدشين مبنى جديد بالمليارات من الدولارات في مطار زايد الدولي بأبوظبي في 2023 إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لقطاع الطيران التجاري في أبوظبي إلى 45 مليون مسافر سنويا، ويمكن أن يدعم خطط نمو شركة الطيران.

وتؤكد الاتحاد أنها تعمل على زيادة الوجهات إلى أكثر من 125 مطارا بحلول 2030، من أكثر من 90 مطارا حاليا، وتنمية أسطولها في ظل خطة لتعزيز دور عاصمة الإمارات كونها مركز سفر يربط آسيا وأوروبا.

وقال محمد علي ياسين المؤسس والرئيس التنفيذي في شركة أوراكل للاستشارات والاستثمارات المالية إن “هذه أسواق نابضة بالنشاط، والتقييمات (للشركات الإقليمية) مرتفعة.”

وفي السعودية التي تعد السياحة ركيزة أساسية للإصلاح الاقتصادي في إطار رؤية 2030، تعتزم طيران ناس التي تأسست قبل 20 عاما تقريبا لزيادة حجم أسطولها إلى أكثر من 160 طائرة بحلول 2030 من أكثر من 60.

وقال ستريكلاند إنه “على الرغم من المنافسة المحلية من أمثال شركة الطيران منخفضة التكلفة طيران أديل، فإن طيران ناس لديها كل المؤهلات للمزيد من النمو،” مشيرا إلى حجم وإمكانات السوق السعودية التي يدعمها صغر متوسط أعمار سكانها ونموهم.

جون ستريكلاند: الطروحات تسمح بدخول سوق تتمتع بإمكانات نمو كبيرة
جون ستريكلاند: الطروحات تسمح بدخول سوق تتمتع بإمكانات نمو كبيرة

وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إلى أن منطقة الشرق الأوسط، التي بلغت حصتها 9.4 في المئة من سوق السفر الجوي العالمي في 2023 قياسا على الإيرادات لكل كيلومتر، شهدت نمو الطلب بنحو 8.7 في المئة في نوفمبر 2024 بمقارنة سنوية.

وتظهر المعطيات أيضا أن مناطق أخرى لا تزال تستحوذ على حصص أكبر من إجمالي السوق، حيث تصدرت منطقة آسيا والمحيط الهادي القائمة بحصة بلغت 31.7 في المئة.

وبحسب بيانات مجموعة بورصات لندن، فقد استحوذت منطقة الخليج على الغالبية العظمى من عمليات الطرح العام الأولي البالغ عددها 54 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2024، والتي جمعت 12.2 مليار دولار، بزيادة 12 في المئة عن العام السابق.

ويمكن أن تصبح عمليات الإدراج في الخليج نقطة مضيئة للمستثمرين في قطاع الطيران الذي يواجه مشاكل في مناطق أخرى، منها أوروبا. وتعاني شركات طيران، مثل لوفتهانزا الألمانية، من تأخر تسليم طائرات من بوينغ الأميركية ومنافستها الأوروبية أيرباص، ومشاكل في المحركات والاضطرابات العمالية وارتفاع التكاليف.

وقال ستريكلاند “بعد الخروج من كوفيد، كانت بعض شركات الطيران الخليجية من أوائل الشركات التي بدأت حقا في التعافي وإعادة تنشيط السوق مرة أخرى.” وأضاف أن أوروبا “حبيسة التنظيم والتركيز على تغير المناخ وحتى التغييرات في المشهد السياسي بالطبع.”

وتوقعت إياتا الشهر الماضي، أن ثمة احتمالا لانخفاض عائدات الركاب في عام 2025، وهو متوسط المبلغ الذي يدفعه الراكب للسفر لمسافة ميل واحد، بنسبة 3.4 في المئة مقارنة بعام 2024.

11