الخرطوم تدين دعوة جوبا للتدخل الدولي في السودان

الخارجية السودانية تستنكر حملات انتقامية راح ضحيتها رعايا سودانيون في جوبا ردا على مقتل مواطنين من جنوب السودان خلال هجوم الجيش على ولاية الجزيرة.
الجمعة 2025/01/24
البرهان اتهم جوبا بارسال مقاتلين للقتال الى جانب قوات الدعم السريع

الخرطوم - نددت الخارجية السودانية الخميس بدعوة وجهها وزير خارجية جنوب السودان رمضان جوك، الى "الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتدخل في السودان" فيما تعرف العلاقات بين البلدين تدهورا غير مسبوق في الفترة الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان "نستنكر ما أدلى به وزير خارجية جنوب السودان رمضان محمد عبدالله جوك، في نيويورك من تصريحات، ومطالبته بتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في السودان، في خطوة غير مبررة".
وذكرت الخارجية السودانية أن الوزير جوك، "وهو يعلم أنه ورغم تشكيل لجنة تحقيق عقب الأحداث الأخيرة في ولاية الجزيرة (وسط السودان) فقد شهدت مدينة جوبا ومناطق أخرى في دولة جنوب السودان حملات انتقامية شملت القتل والاعتداءات الجسمانية والنهب راح ضحيتها المواطنون السودانيون الأبرياء".
وأوضحت أن تلك الاعتداءات كانت "بتحريض من قيادات جنوبية رسمية ولم تسلم منها حتى السفارة السودانية في جوبا (عاصمة جنوب السودان) وأعضاؤها، الأمر الذي يعتبر خرقاً خطيراً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وللقوانين والأعراف الدولية كافة".
ويعتبر موقف جوك ترجمة لمخاوف دول جوار السودان من استمرار الحرب ورفض مجلس السيادة للحلول السلمية واصراره على الحسم العسكري بغض النظر على تداعياته سواء من حيث الاستقرار الإقليمي خاصة مع تزايد اعداد الفارين من النزاع وكذلك فوضى السلاح.
وفي 16 يناير الجاري، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، قرارا بتشكيل لجنة تحقيق باتهامات طالت أفرادا من الجيش بارتكاب انتهاكات وقتل مدنيين في قرى بولاية الجزيرة (وسط) التي استعاد الجيش سيطرته على مناطق واسعة منها بينها مركزها مدينة ود مدني.
وقبل تشكيل تلك اللجنة، اتهمت قوى مدنية وسياسية سودانية، أفرادا في الجيش بارتكاب "انتهاكات" في ود مدني وقرى شرقي الجزيرة بعد سيطرته عليها، بينها "قتل 13 مدنيا في قرية كمبو طيبة، منهم أشخاص من جنوب السودان"، وفق وسائل إعلام محلية.
والاثنين، قالت شرطة جنوب السودان، إن 16 مواطنا سودانيا قتلوا في أعمال شغب الأسبوع الماضي، بسبب مزاعم عن مقتل أشخاص من جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية.
وفي 16 يناير وقعت حوادث نهب وتدمير لمحلات تجارية يملكها سودانيون في دولة جنوب السودان، وخاصة في جوبا.
وتتهم الحكومة السودانية جوبا بتأييد قوات الدعم السريع عبر ارسال مقاتلين لكن حكومة جنوب السودان ترفض تلك التهم.
وأكدت الخارجية السودانية في بيانها أن "حكومة السودان ظلت تمد حبال الصبر على التجاوزات العديدة من جانب جنوب السودان حرصاً منها على أواصر الجوار والعلاقات التاريخية بين الشعبين".
وفي اتهام صريح لسلطات جنوب السودان بدعم قوات الدعم السريع قالت الخارجية السودانية "ورغم مشاركة مرتزقة جنوبيين في صفوف الدعم السريع موثقة ومثبته وتم نقل تفاصليها للحكومة في جوبا إلا أنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لوقف تجنيد وإرسال المرتزقة من جنوب السودان للقتال ضد الدولة والشعب السوداني".
وقالت الوزارة إنها "ستتخذ الإجراءات المناسبة للرد على التجاوزات العديدة لحكومة جنوب السودان في المنابر الدولية والإقليمية، وإنها لن تتوانى في اتخاذ التدابير التي تكفل حماية حقوقها وحقوق مواطنيها وفق ما يكفله القانون والمعاهدات الدولية".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل2023، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص، بشكل مباشر وغير مباشر.