موانئ دبي تدرس استثمار مليار دولار في بيرو

ليما - تخطط موانئ دبي العالمية للتوسع في أميركا الجنوبية من بوابة بيرو خلال الفترة المقبلة لزيادة أعمالها اللوجستية في المنطقة، خاصة وأن لديها أعمالا لوجستية بالفعل في هذا البلد.

وتتمثل إستراتيجية المجموعة الإماراتية العملاقة في أن تصبح في غضون سنوات قليلة محفزا رائدا للتجارة ومزودا للحلول مستقبلا، في الوقت الذي تتطلّع فيه إلى المشاركة في جزء أكبر من سلسلة التوريد.

وكشفت حكومة بيرو الأربعاء الماضي، أن موانئ دبي مهتمة باستثمار أكثر من مليار دولار في تعزيز البنية التحتية للموانئ في البلاد، وذلك عقب اجتماع بين رئيسة البلاد دينا بولوارتي والرئيس التنفيذي للشركة.

وقالت الحكومة في منشور على منصة إكس إن “الرئيس التنفيذي للشركة سلطان أحمد بن سليم قال لبولوارتي إن من شأن الاستثمار المحتمل وتعزيز البنية التحتية للموانئ توفير فرص عمل وزيادة الصادرات الزراعية.”

وقال مكتب المجموعة التي تدير محطة ميناء كالاو، وهي الأكبر في بيرو، في بيان في وقت لاحق إنها “تقيم حاليا فرص ضخ المزيد من الاستثمارات في عملياتها ببيرو،” وذلك دون تقديم رقم لأي استثمار محتمل. والتقت بولوارتي مع سليم على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وخلال السنوات الأخيرة ضخّت موانئ دبي الكثير من الاستثمارات في محطات للحاويات والخدمات البحرية لتحقيق التواصل المباشر مع الزبائن وتوفير حلول لوجستية، إضافة إلى التخلّص من أوجه عدم الكفاءة في سلسلة التوريد بغرض تسريع الأعمال التجارية.

وتضم المجموعة المملوكة لحكومة دبي نحو 123 وحدة أعمال في نحو ثمانين بلدا وتقدم خدماتها المتكاملة عبر سلسلة التوريد العالمية.

وسبق أن أعلن بن سليم في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ في شهر ديسمبر الماضي، أن المجموعة تعتزم توسيع نشاطها في الهند من خلال المناطق الصناعية، والمزيد من القدرة اللوجستية. وقال حينها إن “طبيعة السوق والازدحام يجعلان من الصعب الوصول من الموانئ إلى الوجهة.”

وتدير المجموعة حاليا موانئ في البلاد، منها 5 محطات للحاويات في الهند، اثنتان في مومباي، وواحدة في كل من موندرا وكوتشين وتشيناي، بقدرة إجمالية تبلغ حوالي 6 ملايين حاوية نمطية. واستثمرت في وصلات السكك الحديدية أيضا.

وفي الصيف الماضي وسعت موانئ دبي محفظة أعمالها المنتشرة حول العالم لتصل هذه المرة إلى تركيا مع خطط لبناء مركز لوجستي عالمي، في خطوة أخرى لتعظيم نشاطها بما يحقق لها إيرادات أكبر.

وبموجب صفقة مع مجموعة إيفياب التركية استحوذت المجموعة على حصة قدرها 58 في المئة في إيفيابورت، في حين تحصل إيفياب على حصة 42 في المئة من يارميجا التابعة لموانئ دبي.

كما رصدت في يونيو 2024 ثلاثة مليارات دولار لإنفاقها خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة على البنية التحتية الجديدة للموانئ في أفريقيا لتلبية النمو طويل الأجل الذي يشمل الطلب المتزايد على صادرات المعادن الحيوية.

ويُعد تطوير الممرات التجارية والبنية التحتية للموانئ أمرا بالغ الأهمية لربط القارة بالعالم من خلال زيادة مساهمتها في التنمية الشاملة والنمو الاقتصادي العالمي.

وأظهرت سجلات لشركة روساتوم الروسية للطاقة النووية في أكتوبر 2023 أنها أطلقت مشروعا مشتركا مع موانئ دبي العالمية، وهي من أكبر مشغلي الموانئ في العالم، لتطوير شحن الحاويات عبر القطب الشمالي.

وقبل خمس سنوات أنشأت موانئ دبي اتحاد الشحن الرقمي دي.أف.أي وهو عبارة عن رابطة عبر الإنترنت تجمع وكلاء الشحن على مستوى العالم في منصة واحدة ما يُتيح لهم إمكانية الوصول إلى أدوات وخدمات جديدة بطريقة تناسب أيضا أنشطة المجموعة.

ولم تعلن المجموعة نتائج أعمالها لكامل 2024، لكن عائداتها في النصف الأول من هذا العام ارتفعت بواقع 3.3 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى أكثر من 9.3 مليارات دولار.