الحبتور مستعد للاستثمار في لبنان فور تشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة

رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور يؤكد أن أي استثمار سواء منه أو من غيره سيتوقف بشكل أساسي على التشكيل الصحيح للحكومة.
الخميس 2025/01/23
خلف الحبتور يشدد على الأمن هو المحور الرئيسي لأي استثمارات مستقبلية في لبنان

دبي – تجد خطوة انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للبنان وبدء العمل على تشكيل حكومة جديدة برئاسة المكلف نواف سلام، صدى إيجابيا على مستوى طمأنة المستثمرين واستعادة ثقتهم في البلاد.

غير أنّ المزيد من الإيجابية قد تُلتمس عند تشكيل الحكومة وبدء عملها، وهو ما عبّر عنه رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور، الذي أعلن اليوم الخميس أنه يعتزم الاستثمار في لبنان بعد تشكيل الحكومة.

وقال الحبتور في منشور على منصة إكس "كمحب للبنان، أؤمن أن في كل بادرة أمل فرصة للعمل والبناء. لذلك، يسرني أن أعلن عن نيتي الاستثمار في مشروع كبير وطموح فور تشكيل الحكومة الجديدة".

وأوضح أن "هذا المشروع يحمل رؤية للمساهمة في النهضة الاقتصادية وتأمين آلاف الوظائف، ليكون إضافة حقيقية لدعم اقتصاد لبنان وإعادة الثقة به".

لكنه قال أيضا "يجب أن نكون واضحين، أي استثمار سواء منا أو من غيرنا سيتوقف بشكل أساسي على التشكيل الصحيح لهذه الحكومة".

وشدد على أنه "لا يمكن أن يكون في الحكومة المقبلة مكان لأي تبعية أو محاصصة أو وجود لمن تسببوا في خراب لبنان، وانهيار اقتصاده، وإشعال الحروب". في إشارة على ما يبدو إلى حزب الله الذي جر البلاد إلى حرب مع إسرائيل في سبتمبر الماضي تسببت في إضعافه عسكريا وسياسيا.

وأكد أن "هذه المرحلة تتطلب قادة مخلصين، فريق وزاري من الكفاءات والخبرات، يعمل بإخلاص لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار".

بحسب تصريحات إعلامية سابقة للحبتور فإن مجموعته تخطط لإعادة فتح مركزها التجاري المؤلف من خمس طبقات في بيروت، إضافةً إلى إعادة إطلاق مدينة ملاهي "حبتور لاند" في منطقة الجمهور، شرط أن توفّر الحكومة اللبنانية إجراءات الأمن والاستقرار التي كانت قد وعدت بها.

وأشار رجل الأعمال الإماراتي إلى أن الأمن هو المحور الرئيسي لأي استثمارات مستقبلية في لبنان، قائلا إن "الأمن والاستقرار هما أساس كل نهضة، ولن تتحقق هذه العناصر إلا بوجود حكومة قوية ومستقلة قادرة على استعادة ثقة المستثمرين اللبنانيين والعرب والدوليين".

وشدد على أن "أي تساهل في التشكيل أو القبول بالتبعية لن يؤدي إلا إلى استمرار الأزمة، وسيغلق أبواب الاستثمار والنهضة على لبنان وشعبه".

ووصف رجل الأعمال الإماراتي اللحظة التي يعيشها لبنان بكونها "مفصلية وفرصة ذهبية لجعل لبنان وجهة جاذبة للاستثمارات، وفتح صفحة جديدة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وختم قائلا "بعد كل ما مر به، لبنان يستحق أن يعيش وأن ينهض بشعبه. المسؤولية اليوم على عاتق القادة لاتخاذ القرارات الصائبة وبناء حكومة تليق بطموحات اللبنانيين. لبنان يستحق الحياة، وأدعو الجميع للعمل بكل صدق لتحقيق هذا الحلم وجعله واقعاً ملموساً".

وترغب بيروت في جلب الاستثمارات الخارجية خاصة الخليجية لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة لكن دول الخليج في حاجة إلى التأكد من أن حزب الله ليس جزءًا من هذه المرحلة.

ورغم أن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نواف سلام أكد مساء الثلاثاء معارضته مبدأ المحاصصة في تشكيلها، وعدم تقديمه وعودا بحقائب وزارية لأي جهة في رسالة واضحة لحزب الله وحركة أمل الراغبتان في إبقاء هيمنتهما على وزارة المالية، إلا تصريحاته تتطلب تصميما على تنفيذ وعوده.

وحتى لو وجد حزب الله طريقة ليصبح جزءا من الحكومة الجديدة، فمن المحتمل أن يخسر المزيد من سلطته التقليدية على صنع القرار إذا التزم سلام وعون بوعودهما. وفي هذا السيناريو، ستضطر المجموعة إلى التكيف مع واقع جديد حيث يتم منح منتقديها الشرسين سابقا في المعارضة حقائب وزارية رئيسية.

وكانت مجموعة الحبتور التي يملكها رجل الأعمال الإماراتي أحمد الحبتور، ومقرها دبي ألغت في يونيو الماضي خطة لإطلاق قناة تلفزيونية جديدة في لبنان بعد أن واجهت المجموعة وموظفوها تهديدات جسدية.

وقالت إنها ألغت إطلاق القناة التلفزيونية التي كانت تستهدف بث برامج ثقافية واجتماعية ورياضية في ظل غياب الاستقرار الأمني المطلوب لأي استثمار، وجدنا أنفسنا مضطرين لإيجاد بديل عن إطلاق المشروع من لبنان".

وسبق أن أغلقت مجموعة إم.بي.سي مكاتبها في لبنان بمعداتها وموظفيها وتوجهت إلى السعودية في أكتوبر 2021، بالتزامن مع تصريحات وزير الإعلام اللبناني آنذاك جورج قرداحي التي اعتبرت مسيئة للسعودية، وساهمت في نفور رأس المال الخليجي من المساهمة في الإعلام اللبناني.

وتوقع محللان سياسيان أن يعلن نواف سلام، عن تشكيلته الوزارية مع نهاية الأسبوع الجاري، وسط ترقب محلي وعالمي لملامح حكومة تأتي في ظل ظروف اقتصادية وسياسية معقدة.

وقال المحللان اللبنانيان ألان سركيس ويوسف دياب، إن ولادة الحكومة الجديدة دخلت أيامها الأخيرة، ومن المنتظر أن يتواصل سلام مع مختلف القوى التي ستشارك في الحكومة من كتل وأحزاب وشخصيات مستقلة، للحصول على أسماء الوزراء المقترحين وسيرهم الذاتية.