مكاسب قياسية تعزز قيمة منصة نتفليكس للبث التدفقي
نيويورك- أدهشت نتفليكس السوق الثلاثاء مع تسجيلها 19 مليون اشتراك جديد خلال الربع الأخير من العام 2024، ليصل مجموع مشتركيها إلى 301.6 مليون مشترك، ما يعزّز مكانتها كمنصة رائدة في مجال البث التدفقي.
وحققت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا، نموا قويا في عدد مشتركيها منذ 2023 بفضل تشديد سياستها المتعلقة بتشارك كلمات المرور بين المستخدمين، وتعزيز العروض المباشرة في مجال الرياضة خصوصا.
وبعد أن أعلنت عن ربع عطلة ضخم ارتفعت أسهم المنصة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك الأربعاء، بأكثر من 14 في المئة إلى 994.36 دولارا، ما يجعلها تسير نحو تعزز قيمتها بمقدار 53 مليار دولار إلى 425 مليار دولار، إذا استمرت المكاسب.
10.2
مليار دولار إيرادات آخر أرباع 2024 بزيادة 16 في المئة بمقارنة سنوية، منها 1.9 مليار دولار أرباح
وخلال أعياد نهاية العام الماضي، عرضت المنصة مباشرة على الهواء مباراتين من دوري كرة القدم الأميركية للمحترفين (أن.أف.أل) ومباراة ملاكمة بين اليوتيوبر والملاكم المتدرب جيك بول وأسطورة الملاكمة مايك تايسون. كما طرحت الموسم الثاني من مسلسل “سكويد غايم” في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي.
لكن عدد الاشتراكات الجديدة التي سُجّلت لمشاهدة هذه المباريات أو المسلسل الكوري الجنوبي “لا يمثل سوى نسبة صغيرة من إجمالي الاشتراكات خلال هذا الربع،” وفق الرئيس التنفيذي المشارك غريغ بيترز خلال مؤتمر للمحللين.
وشدد على أنّ “الزيادة في عدد الاشتراكات التي شهدناها في هذا الربع تعود إلى الخدمة ككل.”
وحققت نتفليكس إيرادات ربع سنوية بقيمة 10.2 مليارات دولار، مع زيادة قدرها 16 في المئة، منها 1.9 مليار دولار كصافي ربح. وهاتان النتيجتان أعلى بقليل من توقعات السوق.
ونسبت رويترز إلى محللي شركة إيفركور آي.أس.آي قولهم في مذكرة “نتفليكس تتفوق ببساطة على سوق البث بفضل التنفيذ الممتاز ومجموعة المحتوى الرائعة ومزايا الحجم”.
ورغم النمو المبهر الذي حققته في عدد المشتركين الجدد، ذكرت نتفليكس في ربيع 2024 أنها ستتوقف عن التطرق إلى هذه الأرقام كل ثلاثة أشهر، بدءا من هذا العام، بهدف التركيز على مقاييس “تفاعل” الجمهور أي الوقت الذي يمضونه في مشاهدة المحتوى.
ويعني هذا القرار بالنسبة إلى المحللين أنّ المجموعة الأميركية ستركز على زيادة إيراداتها وهوامش أرباحها.
وبدأت نتفليكس بزيادة أسعارها في الولايات المتحدة. وباتت تكلفة الاشتراك “الأساسي” تبلغ 18 دولارا بدلا من 15.5 دولارا. أما الاشتراك الأرخص الذي يتضمّن إعلانات وأُطلق في نهاية عام 2022، فارتفع إلى 8 دولارات بدل 7 دولارات.
وتأمل نتفليكس أن تبدأ في تحقيق إيرادات كبيرة من هذا الاشتراك هذه السنة. وقال بيترز “نرى أنّ هذا السعر الذي نُطلق به الخدمة مقبول، عند التفكير في كل الترفيه الذي توفره.”
وأضاف “في الربع الرابع، مثل الاشتراك المرفق بإعلانات أكثر من 55 في المئة من الاشتراكات في البلدان حيث تُتاح هذه الصيغة.” وتابع “لقد ضاعفنا إيراداتنا الإعلانية على أساس سنوي في العام 2024، ونتطلّع إلى مضاعفتها مرة جديدة هذا العام.”
ولإقناع المعلنين والجمهور، تراهن الشركة تحديدا على البث المباشر وخصوصا للمباريات الرياضية.
◙ نتفليكس تسير نحو تعزيز قيمتها بمقدار 53 مليار دولار إلى 425 مليار دولار، إذا استمرت المكاسب
وفي يناير 2024، وقّعت نتفليكس اتفاقية مدتها عشر سنوات مع رابطة المصارعة الأميركية للمحترفين (دبليو.دبليو.إي)، في مقابل خمسة مليارات دولار، تتيح لها نقل مباريات البطولة التي تنظمها للسنوات العشر المقبلة. وأعلنت الشهر الماضي عن عقد حصري مع كأس العالم للسيدات.
وأشار مدير الأبحاث في شركة فوريستر مايك برولكس إلى أنه “رغم المشكلات التقنية، كانت مباراة الملاكمة بين جيك بول ومايك تايسون الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة عبر البث التدفقي.”
وأوضح أكثر من 24 مليون شخص شاهدوا مباريات دوري كرة القدم الأميركية للمحترفين خلال فترة عيد الميلاد.
وتابع “ليس سرا أن العروض المباشرة مع نسب متابعة مرتفعة جدا، تحفّز العلامات التجارية الكبرى على الإنفاق،” مضيفا “بحلول عام 2025، سيكون هناك خيارات إضافية لناحية صيغ الإعلانات والشراكات والخيارات التقنية لاستهداف مستخدمي نتفليكس.”
وقال روس بينيس من شركة إي ماركتر إنّ الإعلانات والبث المباشر “اللذين كانا مرفوضين من الشركة حتى وقت قريب، أصبحا من أولوياتها.”
وأشار المحلل إلى أنه لن يتفاجأ إذا “حصلت نتفليكس في المستقبل على مزيد من الحقوق الرياضية”، بعد أن أشارت إلى أنها لن تسعى لشراء حقوق المواسم الرياضية التقليدية.
وبغض النظر عن البث المباشر، يمكن للمنصة هذا العام الاعتماد على المواسم الأخيرة من ستراينجر ثينغز وسكويد غايم، بالإضافة إلى الموسم الثاني من وينسداي.
وردا على سؤال عن الحرائق التي لا تزال تجتاح أحياء في لوس أنجلس، أجاب المدير العام المشارك للمجموعة تيد ساراندوس، أن الكارثة “لا ينبغي أن تسبب تأخيرات كبيرة أو تأثيرات مالية،” لكنّها “تعطل حياة كثيرين بشكل كبير.”
