أسياد العمانية تعتزم طرح ذراعها للشحن البحري

السلطنة تدفع باتجاه الخصخصة لجذب المستثمرين الأجانب، حيث ساهمت تلك الإستراتيجية في تحويل عجز كبير في الميزانية إلى فائض منذ عام 2022.
الخميس 2025/01/23
الاستعداد لوجهة جديدة

مسقط- تعتزم مجموعة أسياد العمانية للخدمات اللوجستية المملوكة للدولة القيام بطرح عام أوّلي لشركتها التابعة لأسياد للشحن، في سياق برنامج الخصخصة الهادف إلى تعزيز كفاءة أعمالها.

وقالت المجموعة في بيان الأربعاء إنها تنوي “طرح أسهم في وحدتها للشحن للمستثمرين من خلال طرح عام أوّلي”، وذلك في إطار إستراتيجية الدولة الخليجية للخصخصة.

وذكرت أسياد المملوكة لجهاز الاستثمار العماني (صندوق الثروة السيادية) أنها ستبيع حصة لا تقل عن 20 في المئة في شركة أسياد للنقل البحري بتقييم يصل إلى مليار دولار، وطرحها في بورصة مسقط.

وقالت الشركة في بيان إن “الإدراج يوفر للمستثمرين فرصة الاستثمار في إحدى أكبر شركات حلول النقل والشحن البحري المتنوعة في العالم وأبرز ركائز الاقتصاد العماني.”

20

في المئة نسبة الحصة التي تنوي المجموعة طرحها من أسياد للشحن في بورصة مسقط

وعينت الشركة بنك الاستثمار العماني وإي.أف.جي هيرميس وجيفريز إنترناشيونال وجي.بي مورغان منسقين عالميين مشتركين. كما عينت بنك صحار الدولي مديرا للإصدار، وكريدي أغريكول وسوسيتيه جينرال مديري سجل الاكتتاب المشتركين.

وكانت أسياد قد ذكرت قبل ثلاث سنوات أنها تخطط لهيكلة عملياتها للتركيز على الخدمات اللوجستية، وخدمات الموانئ والمناطق الحرة والشحن والأحواض الجافة والتجارة الإلكترونية.

وتدفع السلطنة باتجاه الخصخصة لجذب المستثمرين الأجانب. وساهمت تلك الإستراتيجية وكذلك إصلاحات مالية في دفع البلد لديون وتحويل عجز كبير في الميزانية إلى فائض منذ عام 2022.

وتأتي الخطوة الجديدة في إطار هذه الرهانات والتي تتمحور حول دعم قدرات قطاع اللوجستيات بهدف تنمية الصادرات وتعزيز الربط التجاري الإقليمي والعالمي وجذب المزيد من رؤوس الأموال الخارجية.

وفرض اضطراب سلاسل الإمدادات العالمية على الشركات الحكومية في منطقة الخليج العربي تسريع وتيرة أعمال الموانئ والاستفادة من الأسعار لتطوير البنية التحتية للقطاع.

وتلعب اللوجستيات دورا كبيرا في دعم القطاعات الأخرى في السلطنة وتحقيق النمو الاقتصادي، حيث تعمل أسياد لدعم الصادرات العمانية للدول المجاورة، واختزال وقت وتكلفة التصدير وتشجيع الصناعات العمانية مع تقديم حلول أكثر كفاءة.

وتركز أسياد للنقل البحري على شحن الغاز الطبيعي المسال والنفط الخام ومنتجات أخرى. وأفادت رويترز في شهر يوليو الماضي بأن أسياد تعتزم طرح وحدتها للنقل البحري واختارت مجموعتي جيفريز وإي.أف.جي هيرميس كمستشارين.

وأوضح الشركة أنها ستطرح الأسهم على شريحتين، الأولى للمستثمرين من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية بنسبة 75 في المئة تضم 30 في المئة للمستثمرين الرئيسيين، والثانية للمستثمرين الأفراد في سلطنة عمان بنسبة 25 في المئة.

◙ الموانئ الرئيسية للبلاد، وفي مقدمتها صحار وصلالة والدقم تعد بوابات لوجستية ومراكز عالمية تربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية معا

ومن المتوقع بدء فترة الاكتتاب الشهر المقبل بعد حصول الشركة على الموافقات التنظيمية المطلوبة. وتعتزم أسياد للنقل البحري توزيع أرباح نقدية نصف سنوية اعتبارا من سبتمبر 2025 لأول ستة أشهر من العام.

وحققت الشركة هامش ربح أساسي معدل بنسبة 69 في المئة في أول تسعة أشهر من العام الماضي ارتفاعا من 65 في المئة خلال الفترة نفسها في عام 2023.

وأحدثت أسياد خلال السنوات الماضية تحولا كبيرا في القطاع عبر تعزيز تنافسيته وتنويع خدماته إقليميا وعالميا، ورفده بمختلف الحلول والمبادرات التقنية الحديثة لاستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية والمشاريع الاقتصادية.

وتدير المجموعة ثلاثة موانئ بحرية عميقة ومنطقتين حرّتين ومنطقة اقتصادية متكاملة، وعددا من الخدمات البحرية تضم أحد أكبر الأحواض الجافة في المنطقة.

وتعد الموانئ الرئيسية للبلاد، وفي مقدمتها صحار وصلالة والدقم بوابات لوجستية ومراكز عالمية تربط الأسواق الآسيوية والأوروبية والأفريقية معا.

ويبلغ إجمالي السفن في أسطول أسياد للنقل البحري 84 ناقلة بمختلف الاستخدامات بنهاية العام الماضي، منها 55 ناقلة تمتلكها الشركة، حيث تدير 48 سفينة من مجمل السفن المملوكة لها.

كما تمتلك 15 سفينة من ناقلات النفط العملاقة و15 سفينة من ناقلات مشتقات النفط و12 سفينة من ناقلات المواد السائبة وست ناقلات للغاز الطبيعي، في حين تمتلك سفينة واحدة للحاويات وتشغّل خمس سفن أخرى وتشترك في ملكية باقي السفن مع شركات عالمية.

11