تحذيرات من زعزعة التطورات في جنين الهدنة في غزة

مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية يؤكد أن إسرائيل استخدمت أسلحة وأساليب حرب متقدمة في عمليتها العسكرية في جنين ومخيمها.
الأربعاء 2025/01/22
اعتقالات واقتحامات في اليوم الثاني للعملية الإسرائيلية

جنين (الأراضي الفلسطينية) - حذر مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، الأربعاء، من أن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، شمالي الضفة تهدد اتفاق وقف اطلاق النار في غزة.

وذكر في بيان نشره على حساب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على منصة إكس أن القوات الإسرائيلية استخدمت أسلحة وأساليب حرب متقدمة شملت الغارات الجوية في عمليتها المستمرة في جنين.

ولليوم الثاني يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية حيث وسع العملية لتشمل عدة أحياء، قصف خلالها مواقع فلسطينية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع أعداد ضحايا العملية الإسرائيلية إلى 11 شخصاً، إضافة إلى 50 مصاباً، جراء الضربات الجوية والمواجهات المستمرة.

وتأتي العملية التي حملت اسم "الجدار الحديدي" بعد فشل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في استعادة السيطرة على المخيم. ويخشى سكان المخيم مصيرا مشابها لغزة، حيث أن جميع المؤشرات توحي بأن العملية لن تكون كسابقاتها وأن الجيش الإسرائيلي سيمضي هذه المرة إلى النهاية في القضاء على المقاتلين داخل جنين.

ولفت فريدريك إلى أن العملية الإسرائيلية تأتي بعد أكثر من شهر من الاشتباكات المسلحة التي وقعت داخل مخيم جنين، بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين فلسطينيين.

وأشار إلى أن المخيم أصبح "شبه غير صالح للسكن"، مع نزوح نحو ألفي عائلة منذ منتصف ديسمبر 2024.

وأضاف أن ذلك يأتي بعد أكثر من شهر من الاشتباكات المسلحة داخل مخيم جنين بين قوات الأمن الفلسطينية والجهات المسلحة الفلسطينية".

وفي 14 ديسمبر 2024، بدأت قوات الأمن الفلسطينية عملية عسكرية في مخيم جنين، لملاحقة ما تصفهم بـ"خارجين عن القانون"، أسفرت عن مقتل 15 شخصا، هم: 6 من قوى الأمن، و9 مواطنين، بينهم أحد قادة كتيبة جنين (تابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي).

وفي المقابل، اتهمت فصائل بينها حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، أجهزة الأمن الفلسطينية بـ"ملاحقة المقاومين".

وأوضح فريدريك في البيان أن الوكالة لم تتمكن من تقديم الخدمات الكاملة للمخيم منذ منتصف ديسمبر الماضي.

ولفت إلى أن العملية تأتي قبل أسبوع فقط من تنفيذ تشريعات إسرائيلية "تقوض بشكل كبير عمليات (الأونروا) في الضفة الغربية"، كما حذر بأن هذه التطورات "تهدد بزعزعة وقف إطلاق النار الهش الذي جرى التوصل إليه قبل أيام قليلة فقط في غزة".

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

وفي 28 أكتوبر الماضي، أقر الكنيست الإسرائيلي بشكل نهائي، حظر نشاط الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدخل القرار حيز التنفيذ بعد 3 شهور من التصويت، أي نهاية يناير الجاري.

وتتهم إسرائيل موظفين في الأونروا بالمشاركة في هجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الأمم المتحدة، وأكدت حياد الوكالة.

ويتعاظم احتياج الشعب الفلسطيني لخدمات الأونروا، في ظل التداعيات الكارثية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن الحرب تركت أكثر من مليوني فلسطيني في غزة بلا مأوى أو دخل، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

وشددت إسرائيل، الأربعاء، إجراءاتها العسكرية عند معظم مداخل المحافظات ومخارجها في الضفة الغربية وعرقلت تنقلات السكان، فيما نفذت عمليات اعتقال وواصلت عملياتها بمدينة جنين ومخيمها، لليوم الثاني على التوالي.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية قولها إن إسرائيل "شددت الإجراءات عند حاجزي عطارة وعين سينيا في محيط مدينة رام الله والبيرة، وأقامت حواجز عسكرية عند مداخل عدد من القرى".

وأضافت أن القوات الإسرائيلية أغلقت أيضاً حاجز "تياسير" العسكري، شرق طوباس وشددت الإجراءات عند حاجز الحمرا، مشيرة إلى أن الحاجزين يشهدان تشديدات عسكرية وإغلاقات متكررة أمام تنقلات المواطنين منذ عام ونصف العام، لكن حدتها زادت منذ ثلاثة أيام.

وبدأت الجرافات الإسرائيلية، فجر الأربعاء، بتجريف شارع ومدخل مستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية، كما جرفت محيط مستشفى "ابن سينا"، وتعمدت تدمير شوارع في المدينة وفي محيط المخيم، فيما اعتلى القناصة أسطح المنازل المطلة على مخيم جنين، مع مواصلة اغلاق مداخله.

وحتى ساعات الفجر الأولى، دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إضافية إلى مدينة جنين ومداخل مخيمها، في لإطار العملية الإسرائيلية.

وقام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عمليات اعتقال، إذ جرى اعتقال 5 أشخاص من محافظة الخليل، فيما اعتقل شخصين في مدينة رام الله، كما تم اعتقال شخصين آخرين في طولكرم و18 شخصاً من بيت لحم.

وبدأت عملية "الجدار الحديدي" بسلسلة من الضربات الجوية باستخدام طائرات مسيرة استهدفت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية في مخيم جنين، فيما أعقب ذلك دخول قوات برية كبيرة تضم وحدات خاصة مثل "ماچلان" ودوفدفان"، بالإضافة إلى عناصر أمنية أخرى.