طلاب من روسيا وكوريا الجنوبية يستكشفون سحر العربية في سلطنة عمان

مسقط - انطلقت بجامعة السلطان قابوس الاثنين فعاليات النسخة الثانية من برنامج اللغة العربية والثقافة العمانية لعام 2025، بمشاركة 77 منتسبا من مركز الحضارة العربية بجامعة كازان الفيدرالية بروسيا، واتحاد جامعة دانكوك وجامعة بوسان للدراسات الأجنبية بكوريا الجنوبية، ويستمر حتى العشرين من فبراير المقبل.
وقال مدير مكتب التعاون الدولي بجامعة السلطان قابوس محمود بن عبدالله الكندي “النسخة الأولى من البرنامج حققت نجاحا بارزا، بمشاركة 80 منتسبا من روسيا وكوريا الجنوبية، وتنطلق النسخة الثانية لمواصلة مسيرة نجاح البرنامج بهدف تعلم أساسيات اللغة العربية نظريا وتطبيقها عمليا عبر برنامج الشريك اللغوي، إلى جانب اكتشافهم التاريخ والثقافة العمانية من خلال محاضرات وزيارات ميدانية.”
فيما قال مساعد عميد كلية الآداب للتدريب وخدمة المجتمع الدكتور فيصل بن سيف السعدي “ينضم إلى البرنامج هذا العام منتسبون جمعتهم اللغة العربية، فانجذبوا للثقافة العمانية، كما سيتعرف المنتسبون للبرنامج على المدن العمانية والعادات والتقاليد والسلوكيات العمانية المختلفة، مشيرا إلى ما يجمع سلطنة عمان وروسيا وكوريا الجنوبية وشعوبها من الارتباط الوثيق والاعتزاز بالهوية الثقافية واللغة الأم.”
تقوية علاقات الجامعة بالمؤسسات التعليمية الدولية المختلفة من خلال تنفيذ دورات قصيرة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
من جانبها قدمت إيميليا نائبة مدير مركز الحضارة كلمة الوفد الروسي أوضحت فيها أن مثل هذه الدورات تتيح الفرصة للطلاب المنتسبين من روسيا للانغماس في ثقافة الشعب العماني الفريدة بعاداته وتقاليده وتاريخه. فيما قدمت الدكتورة منى فاروق، مديرة مركز دراسات شمال أفريقيا، خلال كلمة الوفد الكوري مداخلة أوضحت فيها أن هذا البرنامج يوجد فرصة للتعرف على الثقافة العمانية الغنية التي تتميز بالتنوع والتسامح.
ويأتي البرنامج هذا العام ساعيا إلى تقوية وتعزيز مهارات اللغة العربية للطلبة الدوليين من حيث التحدث والقراءة والكتابة، وذلك من خلال الاندماج والتعايش مع بيئة ناطقة باللغة العربية، بالإضافة إلى التعريف بالإرث الحضاري والثقافي لسلطنة عمان والمعالم السياحية المنتشرة فيها.
كما يهدف هذا البرنامج عبر فعالياته المختلفة إلى تقوية علاقات الجامعة بالمؤسسات التعليمية الدولية المختلفة. ويأتي ذلك من خلال تنفيذ دورات قصيرة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتضمين بعض الأنشطة الثقافية والزيارات السياحية لبعض الأماكن السياحية بسلطنة عمان.
ويستمر البرنامج لمدة شهر كامل خلال الفترة من العشرين من يناير إلى العشرين من فبراير، إذ يستقبل هذا العام 77 طالبا دوليا، منهم 61 طالبا من مركز الحضارة العربية بجامعة كازان الفيدرالية بروسيا، و16 طالبا من اتحاد جامعة دانكوك وجامعة بوسان للدراسات الأجنبية بكوريا الجنوبية.
وكان البرنامج قد حقق نجاحا كبيرا وقبولا وإشادة من الطلبة والجامعات الدولية المشاركة في النسخة الأولى منه، والتي شارك فيها 80 طالبا دوليا. وتواصل جامعة السلطان قابوس تنفيذ برنامج اللغة العربية والثقافة العمانية تحت إشراف مكتب التعاون الدولي في الجامعة بالتعاون مع قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية.
ويقدم البرنامج أساتذة متخصصون من قسم اللغة العربية وآدابها، ويركز في الوقت نفسه على مواضيع تخص الثقافة العمانية والتاريخ والعادات والتقاليد علاوة على تدريسه اللغة العربية بطرق مبتكرة تساهم في التعريف بجماليات هذه اللغة وتاريخها وبالتالي تفتح نوافذ على الثقافة العربية.
وإضافة إلى حلقات التدريس والتدريب اللغوية والثقافية والزيارات والرحلات إلى مختلف الأماكن التاريخية والثقافية في سلطنة عمان، تتخلل البرنامج بعض الأنشطة الثقافية والمسابقات داخل الحرم الجامعي وخارجه بمشاركة طلبة الجامعة، مما يساهم في جعل بيئة الجامعة متنوعة الثقافات ويتيح المجال للطلبة للتعرف على الثقافات الدولية وتقبل الآخرين.
وتولي سلطنة عمان اهتماما بالغا بتدريس العربية للناطقين بغيرها، وهي مهمة أوكلت إلى معهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، الذي استقبل مطلع يناير الجاري دفعة جديدة من الدارسين للغة العربية، يشارك فيها 47 طالبا وطالبة من 14 جنسية حول العالم: وهي المملكة المتحدة، روسيا، بلجيكا، النمسا، المجر، إيطاليا، بيلاروسيا، أوزبكستان، كوريا الجنوبية، السلفادور، الهند، إيران، أستراليا وكازاخستان. كما سيتضمن برنامج هذه الدورة دورة لإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها تتكون من مجموعة من أساتذة اللغة العربية في الجامعات الأوزبكية، بلغ عددهم 15 أستاذا من جامعة الاستشراق وأكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية.
وفي كل دورة يعد المعهد برنامجا تدريسيا، وثقافيا للدارسين، يشتمل على برنامج دراسة اللغة العربية، وبرنامج ثقافي مكمل، يشتمل على العديد من الفعاليات والمحاضرات والأمسيات الثقافية والرحلات التعليمية لمختلف الأماكن التاريخية والطبيعية، ودروسا في الخط العربي، وورشا فنية، وبرنامجا للشريك اللغوي.
ويأتي برنامج “اللغة العربية والثقافة العمانية” تتويجا لهذا المسار الذي يسعى إلى فتح حوار ثقافي من خلال اللغة العربية وإطلاع القادمين من ثقافات ولغات أخرى على التاريخ العربي وأهم مميزاته، ما من شأنه أن ينشر صورة تعكس أهمية الثقافة العربية وثراءها في شتى أنحاء العالم.