توقف القتل.. سكان غزة ينامون بهدوء، ماذا سيفعلون غدا؟

حجم الدمار اللاحق بغزة من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي وقتال الشوارع يؤشر على أن إعادة الإعمار قد تستغرق أكثر من خمس سنوات.
الاثنين 2025/01/20
الدمار يعم المكان

غزة (الأراضي الفلسطينية) – تنغص مشاهد الدمار على سكان قطاع غزة العائدين من المخيمات بعد 15 شهرا من القتال فرحتهم بوقف إطلاق النار.

صحيح أن القتل قد توقف بموجب الاتفاق الذي بدأ سريانه الأحد، وأن سكان القطاع سينامون لأول مرة منذ نحو سنة ونصف السنة بهدوء، لكن السؤال الملح هو: ماذا سيفعلون في اليوم التالي مع الدمار الهائل؟

ولم تنتظر رنا محسن (43 عاما) بدء التهدئة وتوجهت مع زوجها وأطفالهما الأربعة إلى منزلهم في مخيم جباليا، وتقول لفرانس برس “فرحتي لا توصف، نحن في منزلنا أخيرا. صحيح أنه مجرد ركام لكنه منزلنا، نحن محظوظون لأن جزءا من السقف لا يزال صامدا.”

وبدت مدن ومخيمات القطاع أكوام ركام، فيما أغلقت معظم الشوارع بحجارة المباني المدمرة مع حفر كبيرة توسطت العديد من الطرقات.

وتضيف محسن بشيء من الحماسة “جهزنا أغراضنا منذ الليل وخرجنا في الصباح. ننتظر هذه اللحظة” منذ بداية الحرب، لكنها تتدارك قائلة “الطريق كان مرعبا، حجم الدمار لا يمكن تخيله، مبان ومعالم اختفت تماما، كأنها مدينة أشباح أو مدن مهجورة.” وتتابع “مشاعرنا مختلطة بين الفرح بالنجاة والقهر والحزن على كل ما فقدناه وعشناه. كل شيء بسيط يعيدنا إلى الحياة سيكون له طعم، اشتقنا إلى الحياة الطبيعية.”

pp

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباحا اكتظت الشوارع الرئيسية في مدن ومخيمات القطاع بعشرات الآلاف من المواطنين العائدين إلى منازلهم، وأغلبهم عادوا مشيا على الأقدام أو على عربات تجرها أحمرة أو شاحنات وهم يحملون بعضا من أمتعتهم وخيامهم، وخصوصا من مدينة غزة باتجاه مناطق شمال القطاع.

وانتشر الآلاف من عناصر شرطة حماس باللباس الأزرق الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات.

من جهتهم جاب عناصر القسام الجناح العسكري لحماس بأسلحتهم الرشاشة شوارع القطاع، وهم يعتلون مركبات بعضها ذات دفع رباعي.

وفي مدينة رفح جنوب القطاع يقول أحمد البلعاوي (29 عاما) “نشعر كأننا في يوم عيد، انتظرنا هذه اللحظة طويلا، نحن بحاجة إلى الكثير من الراحة والطعام والوقت لاستيعاب ما مررنا به.”

لكنه يتابع بحسرة “ما إن عدت الى المدينة حتى شعرت بصدمة، لا أعرف هل نفرح بالعودة إلى رفح أم نحزن على ما حل بها. جثث متحللة، ركام ودمار في كل مكان، مناطق كاملة مسحت تماما. لكن رغم كل هذا، سنعيد بناءها وسنبدأ من جديد.”

ويقول عبود لظن (20 عاما) الذي نزح من غرب مدينة غزة إلى وسطها “الحياة عادت إلى المدينة. لا أصدق أن الحرب انتهت وأن مئات المواطنين في الشوارع يعودون إلى منازلهم في تل الهوى وحي الرمال. الجميع مصدومون، الناس يتعانقون ويبكون. لا يمكنني تخيل رد فعلي حين أصل إلى بيتنا بعد قليل، لن أقاوم مشاعري أكثر.”

oo

حجم الدمار اللاحق بغزة من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي وقتال الشوارع يؤشر على أن إعادة الإعمار قد تستغرق أكثر من خمس سنوات، وفق وكالات دولية.

وبحسب آخر تقييم للأضرار، أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، تضرّر حتى الأول من ديسمبر الماضي أو دُمّر ما يقرب من 69 في المئة من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170812 مبنى. ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد لا تُنجز إعادة الإعمار قبل عام 2040.

 

اقرأ أيضا:

1