فعاليات أسوان السينمائية لأفلام الجنوب تنطلق بعروض أفلام مصرية مرممة

أسوان (مصر) – في خطوة سينمائية هي الأولى من نوعها في جنوب مصر، أعلنت فعاليات أسوان السينمائية لأفلام الجنوب برئاسة المُخرج والمُنتج بسام رؤوف، عن إطلاق برنامج “عروض الأفلام المُرممة المصرية القديمة”، وذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى للتظاهرة المقرر إقامتها خلال الفترة من 13 إلى 17 فبراير المقبل.
ويضم هذا البرنامج عرض ثلاثة من أبرز أفلام السينما المصرية التي تم ترميمها في الفترة الأخيرة وتعد من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية.
والأفلام المُختارة هي: “الكيت كات” الذي صدر عام 1991 للمخرج داوود عبدالسيد، والفيلم مستوحى من رواية “مالك الحزين” للروائي إبراهيم أصلان. يحتل الفيلم المركز الرابع والعشرين في قائمة أفضل مئة فيلم مصري حسب استفتاء النقاد عام 1996. ويحكي قصة الشيخ حسني الكفيف (محمود عبدالعزيز) الذي يعيش في حي الكيت كات مع أمه المسنة وابنه الشاب المحبط الذي لا يجد وظيفة عقب تخرجه من الجامعة، كما يفشل في العثور على عقد عمل بالخارج ويحاول الهجرة لكنه يدخل في علاقة مع جارته الشابة المكبوتة جنسيًا فاطمة، وتتداخل حكاياتهم مع الحكايات الخفية لسكان الحي.
أما الفيلم الثاني فهو “جعلوني مجرما” الذي صدر عام 1954 للمخرج عاطف سالم، والذي لعب بطولته الفنان فريد شوقي ويحكي قصة شاب لم يجد من يحسن تربيته بعد وفاة والده الذي تزوج والدته زواجًا عرفيًّا، يستولي عمه على ثروته ويبددها على الحفلات الصاخبة ويصبح الفتى ضائعًا في الطريق فتلتقطه عصابة للنشل، تتوفى أمه فيلجأ إلى عمه فيطرده ويودعه إصلاحية الأحداث، يحاول الشاب أن يجد عملا شريفًا بعد خروجه من الإصلاحية ولكنه يفشل، تدفعه الظروف لينضم لعصابة ويلتقي مع مطربة في كباريه فيحبها وينافسه عمه على حبها، العم يطارده في كل مكان، يتهم الشاب ظلمًا في جريمة قتل ويقضي فترة العقوبة، تحاول المطربة أن تحصل على دليل براءته وحين تحصل على هذا الدليل يكون قد هرب من السجن ويذهب لمقابلة عمه ويقتله ليصبح مجرمًا بالفعل.
والفيلم الثالث ضمن القائمة هو فيلم “لا تطفئ الشمس” الصادر في عام 1961 للمخرج صلاح أبوسيف، بطولة شكري سرحان وفاتن حمامة، والذي يحكي قصة امرأة (عقيلة راتب) تفقد زوجها وتجد نفسها مسؤولة عن خمسة أبناء، وتحاول السيطرة على سلوكياتهم المرفوضة منها، منهم ابنها أحمد (شكري سرحان) الذي ينضم للجيش، وممدوح (أحمد رمزي) الذي يحلم بإنشاء مشروعه الخاص، بينما تقع ليلى (فاتن حمامة) في حب معلمها المتزوج.
هذه الأفلام رممتها شركة كنوز للسينما المصرية الكاتب والناقد السينمائي المصري لمؤسسها التي تهدف إلى نشر ثقافة السينما والحفاظ على التراث السينمائي المصري العريق، عبر من خلال شركة كنوز للسينما المصرية التي تهدف إلى نشر ثقافة السينما والحفاظ على التراث السينمائي المصري العريق.
وتقوم كنوز للسينما المصرية بإعادة طباعة أهم الأفلام المصرية على اسطوانات مدمجة في نسخ مرممة ومترجمة، وتكون طباعتها في أرقى أماكن الطباعة بالولايات المتحدة لنشر السينما المصرية بصورة مشرفة في أنحاء العالم. وأول الأفلام المرممة الصادرة عن المؤسسة هي: أفلام الفتوة، وتجار الموت، وجعلوني مجرما، وبورسعيد، ولا تطفئ الشمس، والكيت كات، ولا يزال التحقيق مستمرا، وطيور الظلام.
ويأتي هذا البرنامج من العروض في إطار حرص فعاليات أسوان السينمائية لأفلام الجنوب على الدعم والمشاركة في الحفاظ على التراث السينمائي المصري، الذي طالما كان الأرشيف الفني العظيم لكل مُبدعين وفنانين مصر منذ نشأة السينما المصرية حتى الآن.
وتحمل الدورة الأولى من فعاليات أسوان السينمائية لأفلام الجنوب اسم الناقد السينمائي المصري الراحل يوسف شريف رزق الله (1942-2019)، الذي كان يعد أقدم وأبرز نقاد السينما الغربية في مصر والوطن العربي، حيث ذاع صيته من فترة السبعينيات من القرن الماضي حيث كان يقوم بتغطية مهرجانات السينما العالمية مثل مهرجان كان السينمائي، واشتهر بتقديمه برنامج “نجوم وأفلام” و”تليسينما” و”سينما × سينما” وإعداد برنامجي “أوسكار” و”نادي السينما” الذين تم عرضهما على التلفزيون المصري، بالإضافة لتقديمه عدة برامج سينمائية أخرى.
وكانت إدارة فعاليات أسوان السينمائية قد أعلنت منذ أيام قليلة عن إطلاق برنامج المسابقة الرسمية بعنوان “بانوراما أفلام جنوب مصر” والتي تستهدف تشجيع المواهب السينمائية من محافظات جنوب مصر. وتستقبل هذه المسابقة إلى غاية 22 يناير الجاري الأفلام القصيرة والطويلة، سواء كانت روائية أو تسجيلية، وتركز على الأفلام التي يكون أحد صُنّاعها (المخرج، المنتج، السيناريست) من جنوب مصر، بداية من محافظة بني سويف مرورًا بمحافظات الصعيد وحتى محافظة أسوان، أو الأفلام التي تناقش قضايا تخص جنوب مصر. وقالت هيئة المهرجان إن هذا البرنامج يأتي في إطار دعم الفعاليات لصُنّاع أفلام جنوب مصر ومساعدتهم في التغلب على التحديات السينمائية العديدة التي تواجههم.