"خبراء الإعلام" مبادرة إماراتية لتحسين المنظومة الإعلامية ورفع كفاءتها

دبي - أطلق عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس الإمارات للإعلام، مبادرة “خبراء الإعلام” التي تتضمن لجاناً استشارية للمكتب لتعزيز حضور الإعلام الإماراتي بما يتماشى مع مكانة الدولة وحضورها الدولي.
وتهدف المبادرة إلى تقديم رؤى إستراتيجية وأفكار مبتكرة تساهم في تمكين الإعلام باعتباره شريكاً حيوياً في مسيرة التنمية المستدامة. وذلك في إطار التزام المكتب بالعمل على تعزيز دور الإعلام في نشر الوعي وتطوير المحتوى الإعلامي وفق المعايير المهنية وبما يخدم قضايا الدولة والمجتمع، حيث أسهم المكتب في تعزيز حضور الإعلام الإماراتي محلياً وإقليمياً، مترجماً حضوره الفاعل عبر سلسلة من الملتقيات والمشاركات المحلية والإقليمية. وتعكس المبادرة حرص المكتب على الاستفادة من خبرات الرواد في التخصصات كافة، بما يعزز مسيرة العمل الإعلامي في الدولة.
وأكد عبدالله آل حامد، على أهمية بناء جسور التواصل الفعّال مع الكفاءات المختلفة؛ للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم الثرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن تحقيق التميز في الحاضر والمستقبل دون الاستفادة من خبرات الرواد والأكاديميين. وشدد على حرص المكتب الوطني للإعلام على إشراك الإعلاميين في صياغة إستراتيجيات هادفة لتطوير أداء القطاع الإعلامي ورفع كفاءته وتطوير الكوادر الإعلامية بما يمكنها من مواكبة التطورات المتسارعة في الإعلام عالمياً.
وتضم مبادرة خبراء الإعلام خمسة لجان استشارية تتخصص في مسارات الإعلام المختلفة، تشمل لجنة الإعلام الرقمي، ولجنة الإذاعة والتلفزيون، ولجنة الصحف والإعلام المكتوب، ولجنة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي والمسرحي، ولجنة الشأن الإعلامي.
من جهته، تحدث جمال محمد الكعبي، المدير العام للمكتب الوطني للإعلام، عن توزيع اللجان الاستشارية وآلية عملها والأدوار المطلوبة، مؤكداً أن المكتب يستهدف من إطلاق اللجان تفعيل الشراكة بينه وبين كبار الإعلاميين للاستفادة من خبراتهم المتراكمة، عبر إشراكهم في تصميم إستراتيجيات إعلامية تستهدف تحسين المنظومة الإعلامية ورفع مستوى كفاءتها، وبما يتناغم مع الخطط الإستراتيجية الوطنية للدولة.
وأشار إلى أن اللجان الاستشارية ستعمل على دعم مشاريع المكتب الوطني للإعلام من خلال اقتراح ومراجعة السياسات، والممارسات، والمحتوى الإعلامي، بالإضافة إلى تقديم توصيات عملية تسهم في زيادة مساهمة قطاع الإعلام في الاقتصاد الوطني، بما يواكب أحدث التطورات العالمية، ويعزز تنافسيته، ويرسخ مكانته على الساحة الدولية.
وعملت مؤسسات الإعلام الإماراتية مبكراً على تطوير بنيتها التحتية بأحدث الأجهزة والنظم، وقامت بتأهيل الكوادر الشابة في مجال التكنولوجيا وتطبيقات الإعلام، حيث تعتمد بالدرجة الأولى على بناء القدرات البشرية المؤهلة في الحقل الإعلامي وفي الاستثمار الواسع في تقنيات الاتصال والمعلومات في ميادين الإنتاج والبث والنشر الإلكتروني.
وترى ميثا ماجد السويدي، المدير التنفيذي لقطاع الإستراتيجية والسياسات الإعلامية في مجلس الإمارات للإعلام، أن الدولة تمثل نموذجاً عالمياً في تطوير قطاع صناعة المحتوى، مشيرة إلى أنها استثمرت على مدار أكثر من 25 عاماً في بناء بنية تحتية متطورة، واستقطاب المواهب من جميع أنحاء العالم، ووضع تشريعات محفزة تواكب المتغيرات العالمية.
وجاء حديث السويدي خلال مشاركتها في جلسة بعنوان “البنية التحتية لاقتصاد صناعة المحتوى” في قمة المليار متابع التي اختتمت فعالياتها أمس بدبي، بمشاركة سعادة عبدالرحمن مجرشي، رئيس مركز التواصل الحكومي والمتحدث الرسمي لوزارة الإعلام السعودية.
وقالت إن قطاع صناعة المحتوى يشهد نمواً متسارعاً ويوفر فرصاً اقتصادية استثنائية يجب الاستفادة منها والبناء عليها لمواصلة النمو والازدهار لهذا القطاع الجديد. وأوضحت أن حجم قطاع صناعة المحتوى يبلغ حاليا 250 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز 500 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، مشبهة حجمه بالناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل سنغافورة أو خمس دول أوروبية مجتمعة، مثل آيسلندا ولوكسمبورغ ومالطا وإستونيا وقبرص.
وتشكل منظومة التشريعات في البلاد تشكل دعامة أساسية لتحفيز اقتصاد صناعة المحتوى، والدولة تعمل باستمرار على تحديث التشريعات بما يواكب التحولات السريعة في القطاع الرقمي والإعلامي، بهدف حماية حقوق المؤثرين والجمهور وتعزيز الشفافية والالتزام بالمعايير المهنية.
واعتبر آل حامد أن قمة المليار متابع، برهان واضح على ريادة الإمارات في دخول بوابة المستقبل حيث تعمل اليوم بجهود متكاملة لقيادة الفرص في هذا القطاع عبر بناء قطاع اقتصادي مستدام في مختلف مجالاته، كما أن شعار القمة “المحتوى الهادف”، هو دليل التزام الإمارات بمسؤولية ورسالة عظيمة لاستثمار تطورات هذا القطاع الحيوي في تحقيق النفع والخير للمجتمعات وازدهارها وتقدمها.