العراق يضع قدما نحو تطوير حقول كركوك النفطية مع بي.بي

وزير النفط العراقي يقول إن إنتاج النفط سيرتفع بما يصل إلى نحو 150 ألف برميل يوميا بموجب الاتفاقية التي تتضمن أيضا أعمالا تتعلق بالغاز.
الخميس 2025/01/16
انتهت جلسة التصوير. هيا ابدأوا العمل

لندن - وضع العراق قدما نحو تطوير حقول كركوك النفطية الواقعة في إقليم كردستان بالشراكة مع عملاق الطاقة البريطاني بي.بي، أملا في تعزيز إنتاجيته من الخام وفق خطط حكومية بعيدة المدى.

ووقّع مدير عام شركة نفط الشمال العراقية عامر خليل أحمد، ومدير شركة بي.بي فرع العراق زيد الياسري الأربعاء في لندن، مذكرة تفاهم لتقييم إمكانية إعادة التطوير المتكامل لحقل كركوك والحقول المجاورة.

ووفق بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية، فإن المذكرة تهدف إلى “العمل على إحالة مشروع إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الأربعة في كركوك إلى بي.بي لزيادة الإنتاج والوصول إلى أفضل المعدلات الإنتاجية المستهدفة من النفط والغاز”.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في البيان، “جرت في لندن، مراسم توقيع مذكرة تفاهم لتقييم إمكانية إعادة التطوير الكامل لحقول كركوك الأربعة للتنفيذ، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط، حيان عبدالغني”.

وتساهم صادرات النفط الكردستاني بنسبة ضئيلة من صادرات بغداد، التي تزيد عن 4 ملايين برميل يوميا ضمن اتفاق تحالف أوبك+.

وتنتج الحقول النفطية الواقعة ضمن حدود إقليم كردستان العراق حوالي 450 ألف برميل يوميا في الوضع العادي.

ورغم الخلافات التي تطفو على السطح بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، إلا أن زيادة الإنتاج قد تحقق للطرفين عوائد مجزية أكبر.

وتعقيبا على الاتفاق، قال عبدالغني لرويترز خلال زيارة لبريطانيا إن “العراق وبي.بي سيوقعان اتفاقية ضخمة تتعلق بتطوير أربعة حقول نفطية عاملة في كركوك بحلول الأسبوع الأول من فبراير” المقبل.

وأوضح أن حجم الاتفاقية سيتجاوز صفقة توتال إنيرجيز بالبصرة في العام 2023 والتي قُدرت قيمتها بنحو 27 مليار دولار.

وأضاف عبدالغني أن “إنتاج النفط سيرتفع بما يصل إلى نحو 150 ألف برميل يوميا بموجب الاتفاقية التي تتضمن أيضا أعمالا تتعلق بالغاز.”

حيان عبدالغني: الاتفاقية التي سنبرمها مع بي.بي ستتجاوز صفقة توتال
حيان عبدالغني: الاتفاقية التي سنبرمها مع بي.بي ستتجاوز صفقة توتال

وقال إن النفط سيتدفق إلى مصافي التكرير في الشمال، والتي تعمل حاليا بأقل من طاقتها. وتحدث عن الاتفاقية قائلا “الاستثمارات كبيرة جدا.”

ويهدف العراق إلى تعزيز إنتاج الغاز واحتجازه بهدف التخلص بحلول العام 2028 من الهدر والإضرار بالبيئة عن طريق حرق الغاز الزائد الصادر عن إنتاج النفط.

وتوصل العراق وبي.بي إلى اتفاق في شهر ديسمبر الماضي بشأن الشروط الفنية لإعادة تطوير حقول كركوك عقب اتفاق مماثل في شهر أغسطس 2024 للاستثمار والتنقيب في المنطقة.

ولدى العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية، القدرة على إنتاج ما يقرب من خمسة ملايين برميل يوميا.

وذكرت مصادر مطلعة لرويترز أن اتفاقيات الشراكة الجديدة من المتوقع أن تتضمن نموذجا أكثر سخاء لتقاسم الأرباح مقارنة بالعقود التقليدية التي تمنح الشركات الأجنبية هوامش ضئيلة للغاية.

وتعد بي.بي واحدة من أكبر الجهات الأجنبية الناشطة في قطاع النفط في العراق، حيث يعود تاريخ إنتاج النفط إلى عشرينات القرن الماضي عندما كان البلد لا يزال تحت الانتداب البريطاني.

ويبدو الآن أن كركوك هي المفتاح لإستراتيجية التنقيب والإنتاج لشركة بي.بي تحت قيادة الرئيس التنفيذي موراي أوشينكلوس. ويقدر أن هذه المنطقة تحتوي على ما يعادل نحو تسعة مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.

ووفقا للبنك الدولي، يمتلك العراق 145 مليار برميل من الاحتياطي النفطي المؤكد، وهو من بين أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم.

لكن العراق يأمل أن يتجاوز احتياطه النفطي 160 مليار برميل، وفق ما أعلنه عبدالغني في مايو الماضي. كما يأمل في زيادة إنتاج الغاز للمساعدة في تقليل الاعتماد على الاستيراد لتلبية احتياجاته من الطاقة، وخاصة الغاز الإيراني والضروري لتشغيل الكهرباء.

وكانت بي.بي قد قررت مطلع 2020 الانسحاب من حقول كركوك النفطية العملاقة بعد انتهاء عقدها للتنقيب البالغ حجمه 100 مليون دولار دون اتفاق على القيام بتوسعات جديدة.

وتزامنت الخطوة مع قيام شركات الطاقة الغربية بإعادة تقييم عملياتها في البلاد وسط اضطرابات سياسية آنذاك، في ظل الاحتجاجات المناهضة للحكومة وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.

10