إيران تتهم إسرائيل بمحاولة تفخيخ برنامجها النووي على غرار تفجيرات البيجر

طهران - قال نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، إن إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد مركزي اشترتها إيران لبرنامجها النووي، وذلك في أول تصريح لمسؤول إيراني بعد تفجيرات البيجر التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان.
وفي تفاصيل قليلة، قال ظريف خلال مقابلة عبر الإنترنت أوردتها وسائل إعلام محلية مساء الثلاثاء، إن العقوبات المفروضة على إيران وحلفائها عمقت التحديات الأمنية وجعلتهم عرضة للأفخاخ الإسرائيلية.
وأضاف في تصريح لبرنامج "حضور" تبثه قناة "الشرق" الإيرانية عبر الإنترنت "كان زملاؤنا قد اشتروا منصة طرد مركزي لمنظمة الطاقة الذرية واكتشفوا وجود متفجرات داخلها". دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن الواقعة.
واتُهمت إسرائيل بتخريب المنشآت النووية الإيرانية، وخصوصا منشأة نطنز جنوب طهران، ففي 11 أبريل 2021، شهد الموقع انفجارا صغيرا، وفقا لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز حينها أن إسرائيل لعبت دورا في "الانفجار القوي" الذي أدى على ما يبدو إلى تعطيل النظام الكهربائي الداخلي الذي يزود أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
كما ضرب حادث آخر نطنز في يوليو 2020 وصفته وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بأنه "تخريب".
وتقول إيران إنها تسعى للحصول على التكنولوجيا النووية السلمية، في حين تعتقد إسرائيل والولايات المتحدة أن إيران قد تسعى في نهاية المطاف إلى امتلاك قنبلة نووية.
وشرح ظريف كيف تجبر العقوبات إيران وحلفاءها على الاعتماد على وسطاء، مما يخلق نقاط ضعف يُزعم أن إسرائيل استغلتها.
كما تحدث ظريف عن انفجارات "البيجر" التي كانت بحوزة قيادات وعناصر حزب الله في لبنان والتي تمكنت إسرائيل من اختراقها وتفجيرها.
وقال ظريف "بدلا من أن تتمكن من طلب المعدات مباشرة من الشركة المصنعة، فإن العقوبات تجبرك على الاعتماد على وسطاء متعددين لمثل هذه المشتريات".
وتابع "إذا تمكن النظام الصهيوني من التسلل إلى أحد الوسطاء، فإنهم يستطيعون فعل أي شيء، وترسيخ أي شيء يريدونه، وهذا ما حدث بالضبط".
وأضاف أن سلسلة الانفجارات المنسقة في أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله في سبتمبر 2024 نشأت عن تسلل إسرائيل الدؤوب إلى هؤلاء الموردين.
وقال "لقد تبين أن قضية أجهزة النداء في لبنان كانت عملية استغرقت سنوات عديدة، وتم التخطيط لها بعناية من قبل الصهاينة".
ويذكر أن تفجيرات البيجر" أصابت أكثر من 3000 شخص أغلبهم من عناصر حزب الله اللبناني وقتلت أكثر من 12 آخرين، كما تسببت في بتر أطراف البعض أو إصابة آخرين بالعمى، كما فتحت باب الاغتيالات واسعا أمام إسرائيل لاستهداف أبرز قادة حزب الله على رأسهم أمينه العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر الماضي فضلا عن رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين وغيرهما.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ضمنيا خلال أول جلسة للحكومة الإسرائيلية بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بتنفيذ إسرائيل عملية تفجير أجهزة الـ"بيجر" في لبنان.
وذكرت وسائل إعلام عبرية في ديسمبر الماضي نقلا عن مصادر أن 15 ألف جهاز اتصال لاسلكي "بيجر" التي حملها عناصر حزب الله "لم تنفجر خلال الهجوم الذي قامت به إسرائيل".
كما كشف عميلان سابقان في الاستخبارات الإسرائيلية عن تفاصيل خطة استهداف عناصر حزب الله عن طريق تفخيخ الآلاف من أجهزة النداء الآلي المعروفة بـ"البيجر" وتفجيرها حيث أوضحا أن العملية بدأت قبل 10 سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل.