"الفن وعمق الروح" معرض استعادي لتجربة الفنان السريالي منصف بن عمر

تونس - يأتي معرض “الفن وعمق الروح” الذي ينطلق في الثامن عشر من يناير الجاري، ليكرم الفنان التونسي الراحل منصف بن عمر (1943 - 1990)، وهو رسام سريالي ترك بصمة واضحة المعالم في المشهد الفني التشكيلي التونسي.
وسيتواصل المعرض وهو من تنظيم مركز الفن الحي لمدينة تونس "دار الفنون بالبلفيدير" بالعاصمة التونسية وإدارة الفنون التشكيلية وإشراف وزارة الشؤون الثقافية، إلى غاية الثامن من فبراير المقبل.
ومنصف بن عمر ولد سنة 1943 في تونس العاصمة، ودرس في المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، ثم بعد ذلك في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس. عاد إلى تونس وشارك في العديد من الفعاليات الثقافية المتصلة بالفن التونسي المعاصر.
كما انخرط الرسام في الحياة المسرحية حيث اشتغل مع المسرحي التونسي الكبير علي بن عياد في تصميم مناظر المسرحيات وكان لا يغيب عن جلسات التفكير حول الأعمال المسرحية، ويذكر أنه صمم مناظر مسرحية “شهداء الحرية” التي أخرجها الفنان البشير الدريسي.
ووفقا لما ورد في الكتاب الفني الفاخر “مغامرة الفن الحديث في تونس” لعلي اللواتي، كانت فترة السبعينيات من القرن الماضي خصبة بشكل خاص بالنسبة إلى المنصف بن عمر، حيث أقام أربعة معارض شخصية في رواق قاعة الأخبار بتونس العاصمة بين عامي 1974 و1981.
وحاول الفنان بعد الأزمة الجسدية والنفسية التي مر بها، العودة إلى الساحة الفنية من خلال معرضين: الأول في سنة 1988 والثاني سنة 1989، ثم توفي سنة 1990 عن عمر ناهز 47 سنة. ولم يترك الرسام التونسي مدونة وفيرة من حيث العدد، لكنه ترك أعمالا تشكيلية فريدة شاهدة على براعته وموهبته الاستثنائية.
وفي شهر يناير من سنة 1991، أقيم معرض استعادي لأعماله في رواق عمار فرحات. كما خصصت له دراسة أحادية من 69 صفحة بقلم محرزية عياري تحت عنوان “منصف بن عمر، الرسام المعذب”، تناولت مسيرته الفنية والإبداعية.
ومن خلال دمج الحلم والخيال واللامألوف في أعماله التي تستحضر مشاعر عميقة والتي غالبا ما تكون غامضة، سعى منصف بن عمر، بحسب ما ورد في كتاب علي اللواتي، إلى "تبرير أعماله من خلال التمرد على مجتمع ظالم وغير متوازن"، وذلك عبر تصويره لمشاهد مثل "الأشجار الميتة ذات الظلال الداكنة والمعذبة، والمغمورة بضوء غامض. شر خفي يهاجم البشر فيتحولون إلى حيوانات متنكرة أو إلى وحوش آكلة للحوم تتغذى على الأجساد الدامية والعظام البشرية."