الإمارات تطلق أكبر مشروع في العالم للطاقة المتجددة على مدار الساعة

أبوظبي - أطلقت الإمارات، اليوم الثلاثاء، أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي، باستثمارات تصل إلى 6 مليارات دولار.
وشهد إطلاق المشروع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وهو مشروع تنفذه شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" و"مياه وكهرباء الإمارات".
ويعد المشروع خطوة مهمة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة، إذ يوفر الطاقة المتجددة على مدار الساعة بما يكرس ريادة الإمارات عالميًا في نشر حلول الطاقة المتجددة، ويسهم في توفير نحو 1 جيغاواط يوميًا من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ليشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الكهرباء على مستوى العالم.
ويقع المشروع في أبوظبي ويضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5.2 جيغاواط "تيار مستمر"، إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 جيغاواط/ ساعة، ليرسي معيارا عالميا جديدا في ابتكارات الطاقة النظيفة.
وتواجه شبكات الكهرباء حول العالم تحديًا كبيرًا في توفير كميات هائلة من البطاريات لتخزين الفائض من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ليُتاح استعمالها على مدار الساعة.
وقال سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات "استطعنا من خلال هذا المشروع الرائد معالجة تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، التي كانت تشكل لعقود من الزمن أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر".
وأضاف "تمكنا من إيجاد حل عملي حيث ستعمل مصدر بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير منشأة قادرة على توفير إمدادات موثوقة ومستمرة من الطاقة النظيفة على مدار الساعة".
وأشار إلى أنه للمرة الأولى على الإطلاق، سيوفر المشروع (1 جيغاواط من طاقة الحمل الأساسي المستمرة)، وهي خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية في هذا المجال على مستوى العالم.
وأوضح أن المشروع يجسد تطلعات الإمارات الرامية إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة اللازمة لمواكبة النمو في الطلب على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
وقال الوزير إن من أهم التحديات التي يواجهها القطاع كيفية توفير الطاقة لعالم يشهد حركةً مستمرة من خلال مصادر غير مستقرة، وكيفية تحويل المصادر المتجددة إلى طاقة موثوقة يمكن الاعتماد عليها، واليوم... أصبحت لدينا إجابة".
وأضاف أن تخزين الكهرباء باستعمال البطاريات هو أسرع تقنيات الطاقة نموًا في العالم حاليًا، إذ ستُضاف سعة تخزين قياسية تبلغ 100 غيغاواط إلى الشبكة الكهربائية هذا العام.
ويمثل إطلاق هذا المشروع إنجازا عالميا في مجال الطاقة المتجددة، حيث يفتح آفاقًا جديدة للاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل مستدام وكفء. كما يؤكد على التزام دولة الإمارات بدعم البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال وزير الاستثمار والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "القابضة"، محمد حسن السويدي إن العمل على تسريع التكامل بين الطاقة الشمسية والأنظمة المتقدمة لبطاريات تخزين الكهرباء يسهم في إرساء معايير جديدة في قطاع الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستدامة والحدّ من الانبعاثات الكربونية.
وأضاف أنه من خلال تطوير البنية التحتية اللازمة، فإننا ندعم المساعي الرامية إلى توليد طاقة متجددة بطرق مجدية من حيث التكلفة وقابلة للتوسيع والتطوير، مشيراً إلى أن الجهود المشتركة التي نقوم بها سيكون لها أثر كبير في تعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، والتمهيد لعصر جديد قادر على التعامل مع المتغيرات وتوفير الفرص التجارية بجانب ضمان إمدادات مستدامة وموثوقة من الطاقة التي يمكن توسيعها لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
وانطلقت الثلاثاء فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 التي تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" في مركز "أدنيك" أبوظبي، ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة لرسم ملامح مستقبل أكثر استدامة.
وتبحث القمة، التي تستمر على مدار 3 أيام، سبل التعاون العالمي والابتكار والعمل، بحضور ومشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ومجموعة من الوزراء وصنّاع السياسات في قطاع الطاقة، الذين يستعرضون خططهم نحو التحول في قطاع الطاقة والاقتصاد الدائري.
وتمثّل القمة الحدث الرئيس ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، إذ تستقطب مشاركة 13 من قادة الدول وما يزيد عن 140 وزيرًا ومسؤولًا حكوميًا، بهدف دفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي واستكشاف الفرص المرتبطة بالتحوّل الاقتصادي، التي تُقدَّر قيمتها بأكثر من 10 تريليونات دولار.
وتقام دورة هذا العام تحت عنوان "تكامل القطاعات لمستقبل مستدام"، وتشمل برنامج فعاليات متنوعًا يتضمن إلقاء عدّة كلمات رئيسة، و34 جلسة نقاشية يشارك فيها أكثر من 70 متحدثًا، مع التركيز على تعزيز الحوار البنّاء والتعاون وإيجاد حلول مجدية وملموسة.
وتسلّط القمة الضوء على أهمية تحقيق الترابط بين التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، والخبرات البشرية، لدفع عجلة التنمية المستدامة وبناء مستقبل مزدهر يشمل الجميع.
وتجمع القمة أكثر من 30 ألف مشارك، من بينهم مسؤولون حكوميون وقادة القطاع ورواد الاستدامة من جميع أنحاء العالم، لتشكّل منصة دولية لعرض أحدث التطورات في مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والتمويل الأخضر، والمدن المستدامة.
وتقدّم القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 برنامًجا حافلًا يتضمن معارض تفاعلية وفرصًا للتواصل، وذلك بمشاركة ما يزيد على 400 جهة عارضة تستعرض كلٌ منها حلولًا مبتكرة في قطاعات الطاقة والمياه وإدارة النفايات.
وتضمّ القمة 7 مسارات رئيسة تغطي جميع جوانب منظومة الطاقة، وتتيح للزوّار والوفود والجهات العارضة فرصة التعرف على رؤى معمّقة حول آخر المستجدات والتطورات التي تؤثّر في عدّة مجالات، وهي معرض ومؤتمر الطاقة الشمسية والنظيفة، ومؤتمر المياه، ومعرض إيكو ويست، ومؤتمر المدن المستدامة، ومؤتمر التمويل المستدام، ومنتدى مستقبل النقل، إضافة إلى مؤتمر الطريق إلى 1.5 درجة مئوية.