أبوظبي تعزز محفظة أصولها السيادية في قطاع اللوجستيات

القابضة إي.دي.كيو تعتزم تقديم عرض نقدي اختياري للاستحواذ على شركة أرامكس.
الثلاثاء 2025/01/14
تحت مجهر القابضة

أبوظبي - تسعى حكومة أبوظبي إلى تعزيز محفظة أصولها السيادية في قطاع اللوجستيات من خلال أحد صناديق الثروة الذي ظهرت عليه علامات نشاط مكثفة منذ تأسيسيه قبل سبع سنوات.

وذكرت شركة القابضة إي.دي.كيو، وهي أحد أبرز ثلاثة صناديق ثروة يتبع للإمارة، في إفصاح الاثنين أنها تعتزم تقديم عرض نقدي اختياري للاستحواذ على شركة أرامكس عبر شراء الأسهم التي لا تملكها بالفعل في شركة الشحن المدرجة في بورصة دبي.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الشركة الإماراتية لزيادة حيازاتها في قطاع الخدمات اللوجستية. ويعتبر عرض الاستحواذ على أرامكس إشارة جديدة على أن صناديق الثروة في منطقة الشرق الأوسط ستواصل موجة الشراء التي بدأتها في الآونة الأخيرة.

وقدمت القابضة العرض عبر شركتها التابعة كيو لوجيستيكس القابضة لشراء جميع أسهم أرامكس، باستثناء الحصة المملوكة لمجموعة موانئ أبوظبي، التي تسيطر عليها أيضا أي.دي.كيو وتمتلك 22.69 في المئة من أسهم الشركة.

1.2

مليار دولار قيمة حصة شركة أرامكس التي تنوي شركة القابضة إي.دي.كيو الاستحواذ عليها

والعرض المقدم بسعر ثلاثة دراهم (0.81 دولار) للسهم، بعلاوة تبلغ نحو 30 في المئة تقريبا على سعر سهم أرامكس عند الإغلاق الخميس الماضي، والذي سجل 2.31 درهم (0.63 دولار).

ويعمل بنك روتشيلد كمستشار مالي لكيو لوجيستيكس، فيما يتولى الإمارات دبي الوطني كابيتال دور مدير الصفقة، أما بنك الإمارات دبي الوطني فهو وكيل استلام العرض.

ووفقا لحسابات وكالة رويترز فإن العرض يقيم شركة الخدمات اللوجستية التي ارتفعت أسهمها بمقدار 14.7 في المئة إلى 2.65 درهم (0.72 دولار) للسهم في تعاملات الاثنين، بنحو 4.39 مليار درهم (1.2 مليار دولار).

وإذا تمت الصفقة، ستعزز القابضة سيطرتها على واحدة من أبرز شركات خدمات التوصيل في المنطقة، ما يعزز قبضتها على قطاع النقل والخدمات اللوجستية المحلي.

وتأسست أرامكس في العام 1982، وكانت أول شركة عربية تُدرج في بورصة ناسداك، وغالبا ما يُنظر إليها كبديل إقليمي للشركات العالمية مثل فيديكس ودي.أتش.أل.

ووفقا لموقعها على الإنترنت، تقدم الشركة خدمات لوجستية ونقل منها الشحن السريع المحلي والدولي برا وجوا وبحرا، وتوفر العمليات في أكثر من 65 دولة.

وتمتلك أي.دي.كيو التي تم إنشاؤها في العام 2018 بالفعل أصولا مهمة تشمل الموانئ والمطارات وشركة الاتحاد للطيران.

إذا تمت الصفقة، ستعزز القابضة سيطرتها على واحدة من أبرز شركات خدمات التوصيل في المنطقة، ما يعزز قبضتها على قطاع النقل والخدمات اللوجستية المحلي

واستثمر الصندوق بكثافة في شركات النقل والخدمات اللوجستية إذ تسرع أبوظبي، التي تمتلك أكثر من 90 في المئة من احتياطيات النفط الإماراتية، جهود تنويع اقتصادها.

وبحسب رويترز أظهرت وثيقة رسمية أن إجمالي الأصول التي يديرها الصندوق بلغ 225 مليار دولار في نهاية يونيو الماضي،.

وقالت كيو لوجيستكس في بيان الاثنين إنها “تعتقد أن أرامكس لديها القدرة على الاضطلاع بدور محوري لمساعدة أي.دي.كيو في تحقيق أهدافها للاقتصاد المحلي الأوسع نطاقا.”

وأوضحت أن أحدث النتائج المالية للشركة والأداء المالي يتطلبان تحولا إستراتيجيا وتشغيليا، وهو ما تتوقع أن يكون معقدا ويتطلب رأس مال كبيرا ويستغرق وقتا.

وأشارت لوجيستيكس في البيان أنه حتى اليوم الاثنين لم يجرِ إبرام أي اتفاقيات بينها وبين أرامكس، دون تقديم جدول زمني للعرض.

وتعتبر الإمارة الخليجية موطنا لثلاثة صناديق ثروة سيادية كبيرة، فإلى جانب ذراعاها الأولى جهاز أبوظبي لاستثمار، تشكل شركة مبادلة وأي.دي.كيو أذرعا استثمارية رئيسية للحكومة.

ويقول الخبراء إن أبوظبي واحدة من القلائل حول العالم، التي تدير نحو 1.5 تريليون دولار من رأس مال الثروة السيادية، وقد أسست مؤخرا شركة استثمار تكنولوجي قد تتجاوز أصولها الخاضعة للإدارة 100 مليار دولار.

ويكتسب مناخ الأعمال في الإمارات قدرة كبيرة على جذب الاستثمارات، وباعتباره قطاعا إستراتيجيا تدخل أبوظبي في منافسة مع جارتها دبي لاستقطاب شركات إدارة الأصول والثروات حول العالم، وهو ما يعزز مكانة البلد كمركز مالي بارز في الشرق الأوسط.

11