ملفا الحدود واللاجئين يتصدران مباحثات ميقاتي والشرع في دمشق

أول زيارة لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ أربعة عشرا عاما تزامنا مع مشاورات بين الأفرقاء في بيروت حول تسمية رئيس حكومة جديد.
السبت 2025/01/11
مباحثات سياسية وأمنية بعد فرض دمشق قيودا على دخول اللبنانين

دمشق - يجري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم السبت لقاء مع قائد السلطة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، وذلك لدى وصوله إلى العاصمة دمشق في زيارة هي الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ العام 2010.

وأشار بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية، إلى بدء اجتماع بين ميقاتي والشرع في دمشق، دون تفاصيل عن فحوى اللقاء.

وأوضح البيان أن الاجتماع يشارك فيه من الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.

ووفق المكتب، يشارك عن الجانب السوري وزير الخارجية أسعد شيباني ورئيس الاستخبارات أنس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.

ويتناول الاجتماع ملفات اللاجئين السوريين في لبنان وعملية دخول المواطنين بين البلدين بعد إيقاف سوريا إجراءات دخول اللبنانيين، إضافة إلى موضوع الأموال السورية المجمدة في لبنان.

ووصل ميقاتي والوفد المرافق الى مطار دمشق في طائرة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي لبناني إلى دمشق منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.

وقالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الشرع الذي كان قد وجه دعوة لميقاتي في 3 يناير الحالي، لزيارة سوريا من أجل البحث في الملفات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثنائية.

وإثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب القوات الحكومية بشكل علني منذ العام 2013 الوضع سوءا، في حين اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن النزاع السوري.

وكانت السلطات السورية الجديدة فرضت منذ الثالث من يناير قيودا على دخول اللبنانيين عبر الحدود. وأعلن الجيش اللبناني في اليوم نفسه عن تعرض قوة تابعة له كانت تعمل على إغلاق "معبر غير شرعي" مع سوريا في شرق لبنان، إلى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثا عن وقوع "اشتباك".

وأفادت رئاسة الحكومة حينها عن اتصال أجراه ميقاتي مع الشرع الذي دعاه الى زيارة دمشق.

وهذه أول زيارة لرئيس حكومة لبناني الى دمشق منذ العام 2010.

وكان الشرع تعهد خلال استقباله الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في 22 ديسمبر، أن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا "سلبيا" في لبنان وستحترم سيادته.

وعلى مدى ثلاثة عقود، فرضت سوريا وصاية على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل أن تسحب قواتها منه في 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ورغم انسحابها بقيت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، وشكلت أبرز داعمي حزب الله وسهّلت نقل السلاح اليه.

ويأمل المسؤولون اللبنانيون فتح صفحة جديدة من العلاقات على وقع التغيرات المتسارعة.

وفي خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقرّ البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون الخميس أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها".

وتشكل سوريا المتنفس البري الوحيد للبنان، الذي يقول إنه يستضيف نحو مليوني لاجئ سوري على أراضيه.

وليس معلوما ما إذا كان ميقاتي قد حصل على الضوء الأخضر لإجراء هذه الزيارة في توقيت استلام عون رئاسة الجمهورية اللبنانية وإعلانه بدء المشاورات النيابية لتسمية رئيس للحكومة الاثنين المقبل.

ويأتي ذلك في وقت تتجه بعض الكتل، حتى الوقت الراهن وعلى رأسها الثنائي الشيعي والمردة والحزب الاشتراكي وتكتل الاعتدال، وبعض النواب المستقلين إلى إعادة تسمية ميقاتي رئيسا في المرحلة الحالية، وتثبيت بقائه حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة في مايو عام 2026. بينما تتجه القوات اللبنانية إلى ترشيح النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي.

ويعد ريفي الذي أعلن عنه كمرشح لرئاسة الحكومة في المرحلة الجديدة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي جزء من المنظومة السابقة التي ترفضها بعض الأحزاب.

ومن ضمن الأحزاب المناهضة لاسم ميقاتي لرئاسة الحكومة، التيار الوطني الحر، الذي كان رافضا للإتيان بعون رئيسا للجمهورية، وعليه سيتعامل جبران باسيل من موقعه كمعارض للعهد الجديد، وسيكون موقفه تجاه الحكومة هو نفسه الموقف تجاه قائد الجيش.

ومن بين الأسماء المتداولة، يُعاد طرح اسم رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام وفؤاد السنيورة، والنائبة السابقة بهية الحريري، وصائب تمام سلام.

وعلى خط المعارضة، تكثفت الاتصالات في الساعات الماضية من أجل توحيد الموقف، بما يتعلق بالاتفاق على اسم يتوجه به النواب نهار الاثنين إلى قصر بعبدا.

وفي الشأن الرئاسي، تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون اتصالا من ولي عهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أعرب له فيه عن تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية.

وتناول الحديث آخر المستجدات وسبل تعزيز العلاقة الفريدة والتاريخية بين السعودية ولبنان. ووجه ولي العهد دعوة للرئيس عون لزيارة المملكة فشكره، مؤكداً أنّ "المملكة العربية السعودية ستكون أول مقصد له في زياراته الخارجية تلبية لدعوته وايمانا بدور المملكة العربية السعودية التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه وتأكيدا لعمق لبنان العربي كأساس لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي".