سيد فؤاد: مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بوابة إلى العالمية

الأقصر (مصر)- أكد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية السيناريست سيد فؤاد، الأربعاء، أن المهرجان يهدف للتبادل الثقافي والهويات المختلفة، ويعزز الحوار الثقافي، ويتناول صناعة السينما وقضايا الوطن المشتركة، كما يخلق حالة من الترابط وتوثيق العلاقات مع الدول الأفريقية.
وقال فؤاد في تصريح إعلامي له “إن السينما الأفريقية تمر بأفضل مراحلها، وهذه الدورة تدل على انتظام المهرجان طوال 14 عاما في محافظة الأقصر بالتواصل مع الدول الأفريقية الشقيقة،” لافتا إلى أن 35 دولة أفريقية تشارك في المهرجان، وسيتم عرض 65 فيلما، وتكريم السينما الموريتانية، وتكريم نجوم أفارقة عالميين مثل الممثلة أكوسوا بوسبا، بالإضافة إلى نجوم وفنانين ومخرجين مصريين مثل الفنان خالد النبوي.
وأضاف أن مهرجان الأقصر استطاع على مدار 14 عاما تحقيق التواصل مع الأشقاء في القارة الأفريقية، لذلك فهو يعد الحدث السينمائي الأفريقي الوحيد في مصر، كما يحتل المهرجان المرتبة الثالثة في المهرجانات المتعلقة بالسينما الأفريقية على مستوى العالم.
وأشار فؤاد إلى أن المهرجان يعد بوابة للترويج للسينما الأفريقية للعالم، وسيشهد تنظيم ملتقى بعنوان “مستقبل المهرجانات ودورها في الترويج للسينما في عصر الرقمنة”، وسيشارك به 16 من رؤساء المهرجانات الأفريقية في مصر والعالم، ويتناول منافذ العروض وعصر المنصات والذكاء الاصطناعي للحديث.
وأوضح أن المهرجان يعكس سحر مدينة الأقصر كوجهة سياحية وثقافية، حيث تم اختيارها لإبراز سحرها وجمال آثارها التاريخية، لافتا إلى أن حفل الافتتاح يقام في معبد الأقصر، بالإضافة إلى عمل رحلات إلى البر الغربي لجميع ضيوف المهرجان لزيارة الأماكن السياحية والأثرية.
وتنطلق، الخميس التاسع من يناير الجاري، فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، تحت شعار “قمر 14” لإبراز جمال وسحر مدينة الأقصر، وتؤكد هذه الدورة من المهرجان تبادل الثقافات وإبراز الإبداعات السينمائية في القارة السمراء.
ويبرز المهرجان دور السينما كوسيلة للتواصل والتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية ليتم عرض أكثر من 60 فيلما من مختلف دول أفريقيا، بالإضافة إلى تكريم عدد من صناع السينما المصرية والتونسية والسنغالية، بجانب إهداء الدورة لروح عدد من رواد السينما الأفريقية والمصرية.
ويهدي المهرجان دورته الحالية، التي تتواصل حتى الرابع عشر من يناير 2025، لروح أربعة فنانين راحلين قدموا عطاء كبيرا لصناعة السينما في القارة الأفريقية.
وأوضح منظمو المهرجان في بيان، أنه سيتم إهداء الدورة المقبلة للمهرجان إلى أرواح الفنان المصري نور الشريف بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله، والناقد والكاتب التونسي خميس الخياطي، والمخرج الموريتاني محمد ميد هوندو، والفنان المغربي الطيب الصديقي.
وأكد سيد فؤاد أن الدورة الرابعة عشرة مهداة إلى اسم الفنان الراحل نور الشريف بمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله، قائلا “نور الشريف قدم لفن التمثيل الكثير والكثير، وجسد شخصيات من واقع الحياة عن البسطاء من الشعب المصري ونقلها ببراعة إلى شاشة السينما، كما أنه كانت له شخصيته الفنية المتميزة وأسلوبه كممثل في تقديم الشخصيات التاريخية.”
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية حرص منذ دوراته الأولى على تكريم أسماء فنانين قدموا عطاء كبيرا لصناعة السينما في القارة
وأوضح رئيس المهرجان “يهدي المهرجان دورته أيضا للناقد والكاتب التونسي خميس الخياطي والذي رحل مؤخرا بعد أن قدم للمكتبة الأفريقية العديد من الكتب النقدية والدراسات المهمة للسينما الأفريقية عامة وبخاصة دراساته في السينما التونسية والمصرية، وقررت إدارة المهرجان تخصيص نشرة خاصة عنه وعن تاريخه في عالم النقد السينمائي.”
من جانبها، قالت المخرجة المصرية عزة الحسيني مديرة المهرجان، إن الدورة الرابعة عشرة مهداة أيضا “لاسم المخرج الموريتاني محمد ميد هوندو، الذي يعد من رواد السينما الموريتانية والأفريقية في الخارج، وعمل في مجال المسرح والإخراج السينمائي لسنوات طويلة كما كتب عدة أفلام سينمائية، ومعروف في أوساط الدبلجة، وكان صاحب مشاركات مميزة في أفلام الرسوم المتحركة، ومنها تأديته لصوت ‘رفيقي’ في فيلم ‘ديزني’ الشهير ‘لايين كينغ’ في النسخة الفرنسية، كما أدى صوت الحمار في سلسلة أفلام ‘شريك’ الشهيرة في النسخة الفرنسية أيضا، وقد انتقل هوندو إلى فرنسا في نهاية الخمسينات وعمل في مجالات عدة قبل أن يخوض غمار السينما.”
وأضافت أنه “سيتم إهداء الدورة لروح واسم المخرج والممثل السينمائي والمسرحي المغربي الطيب الصديقي باعتباره من رواد الفن في المملكة المغربية، حيث أخرج عددا من الأعمال السينمائية القصيرة، إلى جانب شريطه السينمائي الطويل ‘الزفت’ سنة 1984، والذي نال به جائزة العمل الأول في أيام قرطاج السينمائية، كما كتب وأخرج عشرات الأفلام الوثائقية ولعب دور البطولة في عشرات الأفلام السينمائية بالمغرب وخارجه. وشارك في فيلم ‘الرسالة’ مع المخرج مصطفى العقاد بدور الوليد. ونال عام 1997 وسام الفنون والآداب برتبة قائد من الدولة الفرنسية، وعام 2005 حصل على وسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية.”
وأكد المنظمون أن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية حرص منذ دوراته الأولى على تكريم أسماء فنانين قدموا عطاء كبيرا لصناعة السينما في القارة من مختلف الدول الأفريقية، وذلك في جميع عناصر صناعة الفيلم، وذلك إيمانا من إدارة المهرجان برد الجميل لهؤلاء المبدعين الذين كانت لهم إسهامات في بناء السينما الأفريقية.