خلافات جديدة بين إسرائيل وحماس تعرقل جهود الهدنة في غزة

الحركة الفلسطينية تعلن استعدادها لإطلاق سراح 34 رهينة في "المرحلة الأولى" من اتفاق محتمل مع الدولة العبرية التي تنفي تسلمها قائمة المحتجزين.
الاثنين 2025/01/06
ارتفاع حدة القصف الإسرائيلي للقطاع المدمر

القدس – اختلفت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الأحد بشأن تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الرهائن، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون فلسطينيون أن قصفا إسرائيليا مكثفا أودى بحياة مئة شخص خلال 48 ساعة.

وأعلن مسؤول في حماس الأحد أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح 34 رهينة في "المرحلة الأولى" من اتفاق محتمل مع إسرائيل التي قالت إنها لم تتلق حتى الآن قائمة بالأسماء من الحركة الفلسطينية.

وقال القيادي الذي اشترط عدم ذكر اسمه "حماس وافقت على الإفراج عن 34 أسيرا إسرائيليا ضمن قائمة قدمتها إسرائيل عبر الوسطاء في إطار المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى في إطار اتفاق لوقف النار، وأبلغنا الوسطاء بالموافقة". وحصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة من قائمة الأسماء الـ34.

وأضاف أن القائمة تشمل "كل النساء وكل المرضى وكل الأطفال وكبار السن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس وفصائل المقاومة"، موضحا أن "حماس وافقت على الإفراج عن الـ34 أسيرا سواء كانوا أحياء أو موتى"، دون مزيد من التفاصيل.

وشدد القيادي أن "حماس وفصائل المقاومة تحتاج لأسبوع تقريبا من الهدوء وعدم تحليق الطائرات، للتواصل مع المجموعات الآسرة وتحديد الأحياء والأموات".

في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إنه "خلافا لما تردد، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء المخطوفين".

ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة للوسطاء قطر ومصر والولايات المتحدة، لم يتم التوصل إلا لهدنة واحدة بأسبوع في نهاية نوفمبر 2023 أتاحت الإفراج عن 105 رهائن مقابل 240 معتقلا فلسطينيا في سجون إسرائيل.

تأتي الجولة الجديدة من المفاوضات في الدوحة قبل ما يزيد قليلا عن أسبوعين من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في العشرين من يناير، والذي وجه تحذيرات لحركة حماس.

ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية حتى الآن اشتراط حماس أن يكون وقف إطلاق النار دائما، ومستقبل الحكم في غزة بعد الحرب في ظل معارضة إسرائيل بشكل قاطع استمرار حكم حماس للقطاع.

وفي انتظار التوصل إلى اتفاق محتمل، ارتفعت حدة العنف منذ أيام في القطاع المحاصر والذي يشهد حربا مدمرة منذ 15 شهرا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه ينبغي لإسرائيل أن تمتثل للقانون الدولي وأن تبذل "جهودا أكبر بكثير لضمان حماية المدنيين". لكنها أضافت أنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وأرسلت إسرائيل مفاوضين إلى الدوحة الجمعة لاستئناف محادثات بوساطة قطرية ومصرية في حين حثت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تدعم جهود الوساطة، حماس على الموافقة على اتفاق.

وقالت حماس الجمعة إنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، لكن لم يتضح بعد مدى التقارب بين الجانبين.

وقال مسؤول في حماس لرويترز إن أي اتفاق لإعادة الرهائن الإسرائيليين سيتوقف على اتفاق لانسحاب إسرائيل من غزة ووقف دائم لإطلاق النار أو إنهاء الحرب.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه "حتى هذه اللحظة لازال الاحتلال يتعنت في الموافقة على ملفي وقف إطلاق النار والانسحاب ولم يتقدم بأي خطوة فيهما...إن نجاح أي اتفاق مرتبط بمدى تجاوب الاحتلال في هذين الملفين".

وقال نتنياهو مرارا إن الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على حماس كقوة عسكرية وحاكمة في القطاع.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر 2023 على تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل، والذي تشير إحصاءات إسرائيل إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز قرابة 250 رهينة.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تهدف إلى القضاء على حماس، إلى تسوية مساحات شاسعة من القطاع بالأرض ونزوح معظم سكانه. وتقول وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 45805 حتى الآن.

واستمرت الضربات العسكرية الإسرائيلية الأحد في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث قال مسؤولون بقطاع الصحة إن غارة جوية أدت إلى مقتل خمسة أشخاص في منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع. كما تسببت غارة أخرى في مقتل أربعة في جباليا بشمال غزة.

وفي وقت لاحق الأحد، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أصابت مركز شرطة في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. ولم يتضح بعد ما إن كان جميع القتلى من أفراد الشرطة.

ومع حلول الظلام، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت ثلاثة أشخاص في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى اليوم الأحد إلى 17.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين من حماس يعملون انطلاقا من المنطقة الإنسانية في خان يونس، ومسلحا من الجهاد الإسلامي نفذ هجمات من المنطقة الإنسانية في دير البلح.

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، هرع أقارب وجيران لمنزل عائلة زهد الذي استهدفته ضربة جوية إسرائيلية في وقت متأخر من مساء السبت وقال مسعفون إنها قتلت سبعة فيه. وتواصلت عمليات البحث صباح الأحد عن أربعة آخرين يعتقد أنهم محاصرون تحت الأنقاض.

وشوهدت يد أحد القتلى بين ركام المبنى المنهار، وأزال ثلاثة رجال الأتربة بأيديهم العارية لانتشال الجثث والبحث عن ناجين محتملين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد إن قواته هاجمت أكثر من 100 هدف بأنحاء غزة خلال يومي السبت والأحد مما أودى بحياة العشرات من مسلحي حماس. وأضاف أنه دمر كذلك مواقع لإطلاق الصواريخ استخدمت خلال الأيام الماضية لشن هجمات صاروخية على إسرائيل.

وفي وقت لاحق الأحد، قال الجيش إنه قتل أحد مسلحي الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي في منطقة جباليا شمال غزة. وقال الجيش إن سائد سعيد زكي الدحنون شارك في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على بلدات جنوب إسرائيل.